مقتل قاسم سليماني هل يصب في صالح تنظيم الدولة الإسلامية؟
[ad_1]
أطلق قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اغتيال قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، سلسلة من التبعات.
ومن بين أولى التبعات هذه ما يتعلق بالحرب التي لم تنتهِ بعد على الجماعات “الجهادية”.
وبمجرد اغتيال سليماني، علق التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية عملياته في العراق. وأعلنت الولايات المتحدة وحلفاؤها أن مهمتهم الأساسية الآن أصبحت الدفاع عن النفس.
ومن وجهة نظر عسكرية، يغلب الظن أنه لم يكن لديهم خيار آخر.
وأقسمت إيران والمجموعات المسلحة الموالية لها على الانتقام للعملية التي استهدفت موكب سليماني عند مغادرته مطار بغداد يوم الجمعة الماضي.
وتضع هذه العملية القوات الأمريكية والغربية على خط النار.
كما تصب هذه العملية في صالح تنظيم الدولة الإسلامية، وستسرع من فرصه في التعافي من الضربات التي لحقت به بعد إسقاط “الخلافة”.
وكان قرار البرلمان العراقي بالموافقة على مغادرة القوات الأمريكية البلاد ضمن التداعيات التي قد تأتي في صالح المجموعات المسلحة.
قاوم تنظيم الدولة الإسلامية محاولات القضاء عليه بضراوة على مدار سنوات. وأعاد ترتيب صفوفه من أنقاض تنظيم القاعدة في العراق.
وتطلب القضاء على سيطرة “الدولة الإسلامية”على أراضٍ في العراق وسوريا شن عملية عسكرية كبرى في عامي 2016 و2017.
وانتهى الحال بالكثير من الجهاديين إما بالقتل أو السجن. لكن ذلك لم يقض على التنظيم تماما.
ويستمر نشاط التنظيم في مناطق نفوذه القديمة في العراق وسوريا، حيث يشن عمليات، ويجمع تمويلات، ويُزهق المزيد من الأرواح.
وتمتلك الحكومة العراقية وحدات قوات نخبة في الجيش والشرطة، دربتها قوات أمريكية وأوروبية كانت قد شاركت في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية.
- اقرأ أيضا: ما الذي سيحدث بعد مقتل سليماني؟
وبعد مقتل سليماني، علقت الولايات المتحدة العمليات والتدريبات، وتبعتها في ذلك الدنمارك وألمانيا.
كما سحب الألمان مدربيهم العسكريين من العراق إلى الأردن والكويت.
وتتحمل القوات العراقية الجزء الأكبر من الخطر في العمليات التي تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية. لكنها تعتمد، إلى جانب التدريب، على الدعم اللوجيستي الذي تقدمه القوات الأمريكية، والتي تختبئ الآن في القواعد.
وثمة سبب آخر للاحتفال لدى تنظيم الدولة الإسلامية، فقتل سليماني يعني أن أحد أعدائهم (ترامب) تخلص من عدو آخر (سليماني).
وفي عام 2014، شن التنظيم حملة للسيطرة على مناطق شاسعة في العراق، من بينها الموصل، ثاني أكبر مدينة في البلاد.
وأصدر المرجع الديني الشيعي في العراق، آية الله على السيستاني، فتوى “جهاد كفائي” لقتال المتطرفين السنة (في تنظيم الدولة الإسلامية).
وتطوع الآلاف من شباب الشيعة للقتال، وكان لسليماني وفيلق القدس الذي يقوده الدور الأكبر في تدريبهم وتحويلهم إلى وحدات مقاتلة. وكانت المجموعات المسلحة هذه في كثير من الأحيان خصوما قساة لا يعرفون الرحمة مع تنظيم الدولة الإسلامية.
واليوم، دمجت المجموعات المقاتلة المدعومة من إيران في الجيش العراقي تحت مظلة الحشد الشعبي. وأصبح قادتها البارزين من قادة سياسيين أقوياء.
وفي السنوات التي تلت عام 2014، واجهت المجموعات المسلحة والقوات الأمريكية العدو نفسه. لكن الميليشيات الشيعية الآن تبدو أكثر عزما على العودة لعقيدتها الأساسية، وهي طرد قوات الاحتلال الأمريكي التي غزت البلاد عام 2003.
وقتلت هذه الميليشيات الكثير من الجنود الأمريكيين، بفضل التدريب وإمدادات السلاح التي قدمها سليماني، وكان هذا سبب الأمر الذي أصدره ترامب بقتل سليماني.
واشتد الخلاف بين إيران والولايات المتحدة، وأوشك على التحول إلى حرب، بعد انسحاب ترامب بشكل أحادي من الاتفاق النووي عام 2018.
وكانت المجموعات الشيعية المسلحة قد بدأت بالفعل استهداف القوات الأمريكية قبل مقتل سليماني.
أحد هذه الهجمات كان في أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، واستهدف قاعدة في شمال العراق وأودى بحياة مقاول أمريكي. وردت الولايات المتحدة بضربات جوية قتلت 25 من مقاتلي كتائب حزب الله العراقي، أحد الفصائل المنضوية تحت الحشد الشعبي.
وكان أبو مهدي المهندس، نائب رئيس الحشد الشعبي، في استقبال سليماني في مطار بغداد، وقُتل معه في العملية التي شنتها الولايات المتحدة.
ويُظهر التاريخ أن المجموعات “الجهادية” تستفيد من حالات الفوضى وعدم الاستقرار وتشتت وضعف أعدائها.
حدث ذلك من قبل، ويغلب الظن أنه سيحدث مجددا.
[ad_2]
Source link