في صحيفة “آي”: قتل قاسم سليماني “لن يؤدي إلى انهيار” الحرس الثوري الإيراني
[ad_1]
تناولت الصحف البريطانية الصادرة الاثنين تبعات مقتل القائد العسكري الإيراني، قاسم سليماني، على منطقة الشرق الأوسط والعالم، في ضوء تبادل التهديدات بين الولايات المتحدة وإيران.
ونشرت صحيفة آي مقالا تحليليا كتبته، بل ترو، تقول فيه إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جعل من سليماني “شهيدا”، مشيرة إلى أن الحرس الثوري الإيراني “لن ينهار بمجرد قتل أحد قادته”.
وتقول ترو إن بعض المعلقين سارعوا، بعد تأكيد مقتل قاسم سليماني في غارة أمريكية على مطار بغداد، إلى الحديث عن انهيار وشيك لفيلق القدس الذي يقوده، وكذا شبكة المليشيا التي تسيرها إيران عبر العالم.
فقد صور هؤلاء المشهد بأن كل هذه التنظيمات التي دربها الحرس الثوري الإيراني وسلحها في الخارج مثل الحشد الشعبي في العراق، وحزب الله في لبنان ستنهار بمجرد مقتل سليماني، الذي شبهوه بأسامة بن لادن، وفقا لما جاء في المقال.
لكن الكاتبة ترى أنه من السذاجة الاعتقاد بأن كل هذه التنظيمات ستنهار ومعها الحرس الثوري لمجرد مقتل أحد قادته، فالإيرانيون خططوا لمثل هذا اليوم.
وتقول ترو إن “هذا القائد الغامض الذي أشرف على قتل مئات الجنود الأمريكيين في العراق وعلى عمليات القتل والحصار في سوريا هو الوجه الأبرز للمصالح العسكرية الإيرانية في المنطقة، وهو إنتاج حملة إعلامية متقنة، وموته لن يؤثر على الحرس الثوري وقدراته لأن هيكلته أكثر تعقيدا، ولن تقطع علاقات إيران بالكيانات والمليشيا التابعة لها في الخارج”.
وتضيف أنه قد تحول الآن إلى “شهيد رمز عند أنصاره”، ولذلك فإن مقتله قد يؤدي نتيجة عكسية تماما ويجلب المزيد من التأييد لتلك الجماعات، مثلما حدث مع اغتيالات مشابهة، على غرار مقتل القيادي في حزب الله عماد مغنية عام 2008.
وتشير الكاتبة إلى خروج مسيرات تعاطف في الأحواز وفي غزة والعراق ولبنان.
وتقول إنه باغتيال سليماني والتهديد على تويتر بضرب المواقع الثقافية في إيران، أوقد ترامب شعلة الانسجام القومي والتماسك في المجتمع الإيراني بشكل لم يكن متوقعا بالنظر إلى حالة الغليان الشعبي والغضب من قمع المسيرات والمظاهرات المناوئة للحكومة.
“تعاطف مع إيران”
ونشرت صحيفة الغارديان مقالا تحليليا كتبه، باتريك ونتور، يتوقع فيه المزيد من التعاطف مع إيران بعد مقتل القائد العسكري قاسم سليماني بغارة أمريكية داخل العراق.
ويقول الكاتب إن المتأمل في التغريدات والخطابات النارية من واشنطن وطهران يجزم بأن وقت الدبلوماسية قد مضى، وأن الطرفين باتا على أبواب حرب لا مفر منها عقب مقتل قاسم سليماني. ولعل الأمر الوحيد الذي يمسكهما هو التفكير في العواقب.
وبحسب المقال، فإن إيران جربت مزاج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتقلب، ومهما كانت رغبة الإيرانيين قوية في الانتقام لمقتل سليماني فإن قادة الاتحاد الأوروبي يسعون لإقناع القيادة الإيرانية بأن أي ضرب لأهداف أمريكية في الشرق الأوسط سيدفع ترامب إلى التصعيد أكثر.
ويضيف الكاتب أن إيران هاجمت في السنوات الأخيرة الولايات المتحدة وحلفاءها عن طريق جماعات ومليشيا موالية. لكن الولايات المتحدة لها قوات قوامها 60 ألف جندي في المنطقة، من بينها أكثر 5 آلاف في العراق، ولذلك فإن الدبلوماسيين سيجدون صعوبة كبيرة في إنجاح مساعي التهدئة، على الرغم من وجود قنوات بين واشنطن وطهران.
ومن بين هذه القنوات سلطنة عمان واليابان والاتحاد الأوروبي، وكذا السفارة السويسرية.
لكن الكاتب يرى أن مقتل سليماني حقق نصرا لإيران عندما صدق البرلمان العراقي على قرار يطالب بالعمل على رحيل القوات الأمريكية من البلاد. ويرد على تصريح وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، بأن العراقيين خرجوا يهتفون ابتهاجا لمقتل سليماني بأن الاغتيال أضعف القوى المناوئة لإيران في بغداد، وأن ضبط طهران نفسها سيقوي شوكة الأطراف العراقية الموالية لإيران، تزامنا مع التفاوض لتعيين رئيس وزراء جديد.
ويضيف أن المزاج العام الموالي لإيران قد يجد طريقه أيضا إلى عدد من العواصم في المنطقة، لأن الناس بدأوا يستنكرون تهديدات ترامب، الذي أصبح أقل رؤساء الولايات المتحدة شعبية في الشرق الأوسط.
“الرد المتكافئ”
ونشرت صحيفة التايمز مقالا افتتاحيا تقول فيه إن قرار الولايات المتحدة قتل أحد أكبر جنرالات إيران سيكون له تأثير طويل الأمد على المنطقة، ولكن من مصلحة كل طرف تجنب التصعيد العنيف.
وتذكر الصحيفة أن المعارضين للرئيس ترامب في واشنطن أصدروا تحذيرات خطيرة من أن قراره قتل سليماني قد يشعل فتيل الحرب بين الولايات المتحدة وإيران. ولكنها ترى أن الحقيقة غير ذلك، وأن تأثير العملية سيكون أقل بكثير.
وتضيف أن إيران سترد حتما ولكنها ستضطر إلى تحجيم ردها بعناية كبيرة. فالنظام بحاجة إلى رد يظهر أنه قوي يصون به صورته في الداخل، التي أضعفتها العقوبات الاقتصادية، ولكن ليس بالقوة التي تستفز الولايات المتحدة وتدفعها إلى نزاع عسكري ستنتصر فيه أمريكا دون شك.
وتقول التايمز إن العملية الأمريكية كانت في حد ذاتها متوازنة مقارنة بالخيارات الأخرى التي كانت أمام ترامب، فهو لم يضرب في الأراضي الإيرانية، ولا في لبنان. وأي ضربة عسكرية إيرانية مباشرة لأهداف أمريكية مثل الهجوم على سفن أمريكية في الخليج ستدفع واشنطن إلى الرد بضرب محطات تكرير النفط بالمناطق الساحلية الإيرانية.
فقد وضعت السلطات الأمريكية الخطوط الحمراء حول منشآتها ومواطنيها عندما حدد ترامب 52 موقعا إيرانيا، بعضها مواقع لها قيمة ثقافية ستكون هدفا أمريكيا إذا هاجمت إيران المصالح الأمريكية.
وعلى الرغم من تهديدات ترامب فإن الولايات المتحدة تتوقع ردا من إيران. ويدعي الإيرانيون أن واشنطن نبهت في رسالة إلى طهران عبر السفارة السويسرية إلى ضرورة أن يكون الرد “متكافئا”.
وهذا دليل حسب الصحيفة على أن المنطقة لا تتجه نحو حرب مفتوحة. ولكن الاغتيال سيكون له تأثير طويل الأمد على المنطقة والعالم. وقد أعلنت إيران أنها رفعت جميع القيود عن تخصيب اليورانيوم، منهية بذلك التزامها بالاتفاق النووي.
وترى التايمز أن الولايات المتحدة بحاجة إلى استراتيجية للحفاظ على نفوذها في العراق، حيث صدق البرلمان على لائحة غير ملزمة تدعو إلى طرد القوات الأمريكية من البلاد. وأسعار النفط بدأت تتحرك، كما شعر قادة الاتحاد الأوروبي بالقلق لأنهم لم يخطروا بالعملية مسبقا، وهم متخوفون من لجوء الولايات المتحدة إلى إجراءات أكثر صرامة.
وتقول الصحيفة إن عملية الاغتيال كانت تهدف إلى إرغام إيران على الكف عن رعاية الإرهاب بالوكالة، وإشعال النزاعات المسلحة والفتن في منطقة الشرق الأوسط.
[ad_2]
Source link