سيناريوهات ما بعد الاتفاقات التركية الليبية
[ad_1]
ناقش كتاب عرب آخر تطورات الشأن الليبي وتبعات توقيع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج اتفاقات تسمح لأنقرة بالتدخل عسكريًا في ليبيا.
وكان البرلمان التركي صوت الخميس 2 يناير/ كانون الثاني بالموافقة على طلب الرئاسة التركية إرسال جنود إلى ليبيا بناء على اتفاق تعاون عسكري وأمني، وقعته أنقرة مع حكومة الوفاق الوطني الليبية، المعترف بها دولياً.
المغرب العربي “في خطر”
تقول آمال موسى في جريدة “الشرق الأوسط” اللندنية إن “تركيا لا تتحرك لمناصرة أي طرف غير مصالحها من البترول والغاز، وتثبيت الحكومة التي سترعى لها مشاريعها. ولكن المشكلة أن مصالح أردوغان ستكون على حساب المغرب العربي بأكمله وحتى مصر. أي أن في صورة التحرك العسكري التركي في ليبيا، فإن ذلك يعني باختصار شديد الحرب في المغرب العربي”.
وتتابع الكاتبة: “إن مجرد زيارة رئيس تركيا لتونس أحدثت هلعًا شعبيًا، والموقف الرسمي ظل غير واضح إلى حد الآن في ظل تضارب الروايات. كما أن الجزائر صرحت بأنها ضد أي حرب في ليبيا، وفي الوقت نفسه بعد أيام قالت إنها مع الشرعية الدولية. وكما نعلم فإن حكومة السراج هي التي تحظى بالشرعية الدولية. بمعنى آخر المواقف غامضة خاصة أن أردوغان نجح في الحصول على موافقة برلمان بلاده بناء على خطاب الشرعية الدولية ومصالح تركيا”.
وتضيف: “الآن أصبح جليًا أكثر من أي وقت أن التحرك التركي مؤكد وليس فقط واردًا… وهو ما يعني أن حربًا شرسة ستشهدها ليبيا… لو حصل هذا السيناريو فإن المغرب العربي سيصبح في خطر حقيقي وفي حالة حرب وليس فقط ليبيا، خصوصًا أن تونس تعاني من هشاشة سياسية وانقسام، إضافة إلى أن ليبيا تمثل مصدر توازن اقتصادي لتونس. والمشكلة الأكبر هي أن الإرهاب سيعود بقوة وسيكون ورقة تركيا الرابحة في المنطقة. وحتى ما شهدته تونس من خطوات في مسار الانتقال الديمقراطي سيتراجع وستعرف المنطقة حالة طوارئ حقيقية”.
وفي سياق متصل، كتب مؤمن خليفة في جريدة “أخبار اليوم” المصرية : “هناك موقف عربي متخاذل كالعادة إزاء التدخل التركي في ليبيا، وخاصة من دول الجوار تونس والجزائر والمغرب، لكنه الطبيعي والمنتظر منها”.
“من حرب بالإنابة إلى حرب بالأصالة”
وتقول جريدة “رأي اليوم” اللندنية في افتتاحيتها إن “موافقة البرلمان التركي في جلسته الطارئة بأغلبية ساحقة على طلب الرئيس رجب طيب أردوغان إرسال قوات تركية وأسلحة إلى ليبيا، لن يؤدي إلى تكريس عملية تدويل الأزمة في هذا البلد، بل قد ينقل الحرب الدائرة فيها حاليًّا، من حربٍ ‘بالإنابة’ إلى حربٍ ‘بالأصالة’ تتورط فيها دول إقليمية إسلامية وعربية وأوروبية، وربما قوى عظمى لاحقًا”.
وتتابع: “تطور المعارك على جبهات القتال، وخاصة في منطقة طرابلس العاصمة هو الذي سيلعب الدور الحاسم في هذا المضمار، فإذا استمر تقدم قوات حفتر في العاصمة مثلما يتردد حاليًا، ويشدد الخناق بالتالي على حكومة الوفاق، فإن الرئيس أردوغان لن يتردد بإرسال القوات، وإلقاء كل ثقله في هذه الأزمة لإنقاذ آخر حكومة حليفة له في البحر المتوسط، بعد أن تحولت معظم الحكومات الأخرى ضده، أوروبية كانت أو عربية اتحادية مغاربية”.
وتضيف: “لن يكون غريبًا أو مفاجئًا أن تتحول ليبيا إلى سوريا أخرى، ولو لفترةٍ أقصر، وتكون النتائج متطابقة في الحالين، وربما لهذا السبب يتريث الرئيس أردوغان ويعيد حساباته جيدًا، قبل الإقدام على القرار الأخطر في حياته السياسية، وهو إرسال قوّات إلى دولة تبعد عن حدوده الجغرافية حوالي ألفي كيلومتر، ولدعم حكومة تسيطر على أقل من 20 بالمئة”.
خبرة تركيا في المناورة السياسية
أما فتحي أبوزخار فينتقد في جريدة “عين ليبيا”: “تدخل أربع دول ممن تضمهم مؤسسة الاستبداد والدكتاتورية: السعودية، الأردن، الإمارات، ومصر، بالإضافة إلى مرتزقة من السودان وتشاد” في ليبيا.
ويتابع الكاتب: “ما قصم ظهور دول الاستبداد العربي هو التحالف الليبي التركي، ودخول تركيا على الخط لدعم شرعية حكومة الوفاق، والتعاون معها بشأن المشاريع الاقتصادية والتنموية، بما تتمتع به من إمكانيات من الصعب توفرها وتتمثل في الآتي: خبرة في المناورة السياسية والتعاطي مع الشأن الدولي والعضوية في حلف الناتو”.
ويضيف: “تعتبر تركيا دولة صناعية حديثة، تمكنت من تسخير إمكانياتها في تصنيع كل ما تحتاجه من العتاد الحربي. وتستطيع تركيا التعاطي مع روسيا وتوظيف مصالحهما المشتركة لحل التدخل الروسي في ليبيا وإرضاء أمريكا”.
“التاريخ يعيد نفسه”
أما عباس الطرابيلي فيقول في جريدة “المصري اليوم” إن “التاريخ يعيد نفسه، فما لجأ إليه فايز السراج- ابن طرابلس- عام 2020 هو نفس ما لجأ إليه أهل طرابلس عام 1835. أي استدعاء الجيش العثماني ليحكم ليبيا. كيف حدث ذلك وارتكبت طرابلس نفس الجريمة مرتين؟”.
ويتابع: “عندما داهم الإيطاليون طرابلس 1911، طالب أهلها جميعهم بدعم تركى عثماني والنضال معها ضد الإيطاليين- رغم أن تركيا كانت وقتها تنهار- وهم يرون أن الحكم العثماني لم يكن في نظرهم حكمًا أجنبيًا، وهذا ما جاء في مذكرة أول أمين عام للجامعة العربية- عبدالرحمن عزام- عام 1946 إلى الحكام العرب”.
ويضيف: “كان للمصريين دورهم في الدفاع عن ليبيا عندما هاجمتها إيطاليا عام 1911 وانطلق فدائيوها يقاتلون مع مجاهدي ليبيا… وهو نفس ما جاءني من جمعية العسكريين القدماء بدمياط… إذ أعلنوا دعم الرئيس السيسي في دفاعه عن ليبيا الوطنية، وما يتخذه من قرارات للحفاظ على الأمن القومي.. وذلك بحمل السلاح والمشاركة في صفوف قواتنا المسلحة أو ضمن قوات الدفاع الشعبي والعسكري عن ليبيا”.
[ad_2]
Source link