أخبار عربية

كأس السوبر الإسباني: هل يعزز استضافة السعودية لبطولة كرة القدم “الرؤية الجديدة” للمملكة؟


رئيس الاتحاد الملكي الاسباني لكرة القدم لويس روبياليس (يسار) ورئيس الهيئة السعودية العامة للرياضة (الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل) بجوار كأس السوبر الإسباني خلال مؤتمر صحفي في جدة

مصدر الصورة
EPA/STRINGER

Image caption

رئيس الاتحاد الملكي الاسباني لكرة القدم لويس روبياليس (يسار) ورئيس الهيئة السعودية العامة للرياضة (الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل) بجوار كأس السوبر الإسباني خلال مؤتمر صحفي في جدة

تنطلق بطولة كأس السوبر الإسباني، التي تستضيفها السعودية، يوم الثامن من يناير/كانون الثاني الجاري وتنتهي في الثاني عشر من الشهر نفسه.

ونجحت السعودية في الفوز بتنظيم البطولة الإسبانية لمدة ثلاث سنوات، بعد منافسة مع كل من أمريكا وقطر والهند والصين.

وأثار إعلان إسبانيا عن تنظيم السعودية للبطولة عدة انتقادات، إذ قالت وزيرة الدولة للرياضة بالإنابة في إسبانيا، ماريا خوسيه ريندا، إن الحكومة لن تدعم إقامة المنافسة “في البلدان التي لا تُحترم فيها حقوق المرأة”.

وستقام البطولة في مدينة جدة على استاد الملك عبد الله، الذي يتسع لنحو 62 ألف مشجع.

وتشارك في البطولة بنظامها الجديد أربعة فِرق هي: ريال مدريد، وبرشلونة، وفالنسيا، وأتلتيكو مدريد. وتتكون البطولة من دور نصف نهائي ثم مباراة النهائي.

وبحسب القرعة، تقام مبارتان في نصف النهائي، بين فالنسيا و ريال مدريد في اليوم الأول، ثم مباراة برشلونة مع أتلتيكو في اليوم التالي، على أن يلتقي الفائزان منهما في مباراة النهائي يوم الثاني عشر من الشهر الجاري.

وكانت السوبر الإسباني في السابق عبارة عن مباراة واحدة تجمع بين بطلي الدوري والكأس في إسبانيا.

ويسمح للنساء في هذه البطولة بالحضور إلى المدرجات للتشجيع من أي مكان، وبلا شروط تتعلق بالملبس، بخلاف ما كان معمولا به في السابق من اقتصار وجود النساء في المدرجات على أماكن مخصصة لهن أو للعائلات، فضلا عن ضوابط خاصة بملابسهن.

“رؤية جديدة”

مصدر الصورة
Nick Potts/PA Wire.

Image caption

استضافت السعودية في ديسمبر/كانون الأول نزال ملاكمة هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط بين بطلي الوزن الثقيل: الملاكم المكسيكي روبز جونيو ومنافسه البريطاني أنطوني جوشوا

ومن المقرر أن تشهد السعودية في يناير/كانون الثاني الجاري إقامة فعاليات رياضية كبرى مثل سباق رالي دكار للسيارات الذي يجوب خلاله المتسابقون أغلب مدن السعودية، وأيضا تنظيم أولى بطولات المملكة الدولية في التنس، ومهرجان للفروسية، فضلا عن البطولة السعودية الدولية لمحترفي الغولف.

تأتي تلك التغييرات في إطار ما يُعرف في السعودية برؤية 2030 التي أعلن عنها ولي العهد محمد بن سلمان في مختلف المجالات، لا سيما مجال الرياضة والترفيه.

وكان بن سلمان قال إنه يريد إصلاحات اجتماعية واقتصادية في بلاده، في إطار رؤيته المستقبلية من أجل “إبراز” وجه السعودية العصري.

وشرعت السعودية في الفترة الأخيرة في تنظيم مسابقات رياضية وحفلات ترفيهية عالمية، فيما عُرف بـ “موسم الرياض”، ضِمن مساعٍ حثيثة لاجتذاب أنظار العالم إلى المملكة وتحويلها إلى واجهة سياحية عالمية.

واستهلت السعودية العام المنصرم باستضافة بطولة السوبر الإيطالي التي التقى فيها فريقا يوفنتوس ولاتسيو على ملعب الملك عبد الله أيضا، وحظيت بحضور أكثر من 60 ألف مشجع في يناير/كانون الثاني الماضي.

وفي يونيو/حزيران، شهد ملعب مدينة الملك عبد الله مواجهات عرض سوبر شو داون للمصارعة الحرة بين كبار نجوم هذه الرياضة عالميا، وشهدت المباريات إقبالا جماهيريا كبيرا.

وفي أغسطس/آب، استضافت المملكة بطولة كأس العالم للأندية في كرة اليد “سوبر غلوب” والتي أقيمت في الدمام شرقي البلاد، وشاركت فيها عشرة أندية من ثماني دول وست قارات إلى جانب اثنين من الفرق السعودية.

كما استضافت المملكة “ماراثون الرياض” في نوفمبر/تشرين الثاني، ثم استضافت في ديسمبر/كانون الأول نزال ملاكمة هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط بين بطلي الوزن الثقيل: الملاكم المكسيكي روبز جونيو ومنافسه البريطاني أنطوني جوشوا.

وكانت السعودية على مرّ عقود تعتمد على إيرادات النفط في ميزانيتها، ولكن الاضطرابات التي تشهدها السوق الدولية للنفط، تجعل الاعتماد عليه وحده مجازفة كبرى.

وأكد بن سلمان على ضرورة تنويع مصادر الدخل القومي للمملكة، وعدم الاعتماد على مصدر وحيد، وإشراك القطاع الخاص في عملية التطوير، مشددا على أن ذلك يزيد من قوة ومكانة الدولة.

وأقبلت السلطات السعودية على فتح دور سينما جديدة ومراكز تجارية وإقامة مهرجانات وحفلات فنية تستضيف أسماء لامعة في عالم الموسيقى والغناء العالمي، على نحو غير مألوف في هذا البلد.

وكان الكثير من السعوديين يسافرون إلى الخارج لحضور مثل هذه الحفلات والفعاليات، فرأت السلطات أن ينفق هؤلاء أموالهم داخل البلاد، وفقا لبعض المراقبين.

ومن بين الإصلاحات الاجتماعية التي أقرتها السعودية رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة، والسماح للنساء بحضور مباريات كرة القدم في الملاعب.

“تجميل وتشتيت

ويرى مراقبون أن السعودية، ودولا أخرى مثل روسيا والصين، تولي اهتماما لاستضافة الفعاليات الرياضية لتجميل صورة أنظمتها خارجيا وتشتيت الأنظار عن سِجِلاتها على صعيد حقوق الإنسان، كأحد أشكال “القوة الناعمة”.

وتتهم منظمة العفو الدولية السعودية بممارسة ما يُعرف باسم “التبييض الرياضي”؛ حيث يتم ربط اسم دولة بأحداث رياضية كبيرة بدلا من ربطه بانتهاكات حقوق الإنسان.

وسلطت المنظمة الضوء على سجل السعودية “السيء” في مجال حقوق الإنسان، حيث توجد قيود شديدة على حرية التعبير وحقوق المرأة، التي لا تزال بحاجة إلى إذن من ولي الأمر في أمور الحياة العادية مثل السفر أو استخراج جواز السفر أو الاستفادة من الرعاية الصحية أو حتى العمل.

هذا بالإضافة إلى استخدام عقوبة الإعدام في مخالفات لا تعتبر جرائم بموجب القانون الدولي.

ويقول فليكس جاكينز، من منظمة العفو الدولية، إن السلطات في السعودية تحرص على “تجميل صورتها المشوّهة دوليا… وهو مبرر مفهوم؛ في ظل سِجِل البلاد المروع فيما يتعلق بحقوق المثليين جنسيا، وحقوق المرأة، وما يتعلق بالقتل خارج نطاق القانون، والإعدامات بقطع الرؤوس، وقتل الصحفي جمال خاشقجي العام الماضي، والتورط في الصراع الدائر في اليمن”.

وبينما يرى البعض أن إقامة كأس السوبر الإسباني في المملكة قد يسهم بشكل أو آخر في تحسين صورة الممكلة على عدة أصعدة، لا يزال آخرون يتشككون في الغرض من إنفاق أموال طائلة على استضافة مثل هذه الأحداث الرياضية الكبرى.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى