قاسم سليماني: مخاوف من تداعيات مقتل القائد الإيراني ومغردون يدقون طبول الحرب
[ad_1]
تتسارع تداعيات عملية اغتيال قائد فيلق “القدس” الإيراني قاسم سليماني والمسؤول في الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس.
فقد أوردت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) نقلا عن وزير الدفاع أمير حاتمي قوله إن طهران “ستنتقم انتقاما ساحقا من جميع المتورطين والمسؤولين عن اغتيال سليماني”.
وبعد ساعات من العملية، قرر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي تعيين إسماعيل قاني قائدا جديدا لـ”فيلق القدس”، خلفا لسليماني.
كيف قتل قاسم سليماني؟
أعلن الحشد الشعبي عبر تويتر مقتل سليماني بعد “عملية اغتيال منظمة تمت باستخدام طائرات مسيرة، استهدفت سيارته على طريق مطار بغداد فجر الجمعة”.
واستهدفت العملية عددا من قيادات الحشد الشعبي أبرزهم أبو مهدي المهندس.
وأفادت مصادر أمنية عراقية أن الحصيلة الأولية للعملية بلغت ثمانية قتلى، بينهم أيضا القيادي في الحشد الشعبي محمد رضا الجابري مسؤول التشريفات.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية، أعلنت أن قواتها استهدفت مطار بغداد وقتلت قيادات إيرانية بتوجيه من الرئيس، دونالد ترامب.
وانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورة قيل إنها ليد سليماني ويظهر فيها خاتم مميز، كان قائد فيلق القدس يعرف بارتدائه دائما.
ولم تتأكد بي بي سي من صحة تلك الصور.
بينما نشرت وكالة رويترز مقطعا مصورا لسيارات تلتهمها النيران وأشلاء متناثرة على الأرض، بالقرب من مطار بغداد.
وتأتي العملية بعد يومين من تعرض السفارة الأميركية في بغداد لهجوم، سبقته ضربات جوية أميركية لقواعد تابعة لميليشيات الحشد الشعبي وحزب الله العراقي.
توعد بالانتقام
وفور إعلان مقتل سليماني، نشر ترامب تغريدة على حسابه الرسمي في موقع تويتر تتضمن صورة العلم الأميركي بدون أي تعليق.
أتبعها بتغريدة أخرى في وقت لاحق، وقال فيها:” لم يسبق أن كسبت إيران حربا لكنها لم تخسر في مفاوضات قط !”
في حين، هدد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بأن الولايات المتحدة ستتحمل عواقب الهجوم “المارق”.
وقال ظريف في تغريدة بالإنجليزية إن “استهداف الجنرال سليمان كان تصرفا إرهابيا من جانب الولايات المتحدة وهو تصعيد خطير وأحمق، الولايات المتحدة ستتحمل عواقب هذه المغامرة”.
وكان مرشد إيران علي خامنئي قد توعد “بانتقام قاس” لمقتل قائد “فيلق القدس” وأعلن الحداد الوطني لثلاثة أيام.
كذلك غرد محسن رضائي، رئيس مصلحة تشخيص النظام في إيران، منذرا الولايات المتحدة قائلا: “سننتقم له (سليماني) من أمريكا شر انتقام”.
أما وزير الخارجية الأمريكية، مايك بومبيو، فنشر على تويتر مقطع فيديو يظهر خروج عراقيين إلى الشوارع وهم يرددون هتافات ضد سليماني قائلين إن مقتله “قصاص للمتظاهرين الذين سقطوا برصاص الميليشيات الإيرانية”، خلال الأحداث الأخيرة التي شهدها العراق.
من جانبه، أصدر مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري في العراق أوامر باستئناف نشاطات “جيش المهدي”، أبرز قوة مسلحة شيعية قاتلت القوات الأميركية في العراق.
كما دعا مكتب الصدر، في بيان نشره عبر حسابه على فيسبوك، أتباعه للاستعداد لما وصفه بـ”حماية العراق”.
وسارعت إسرائيل إلى اتخاذ جملة الإجراءات عقب العملية، إذ قطع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو زيارته إلى اليونان.
فيما أغلقت السلطات منطقة جبل الشيخ، المحاذية للحدود السورية واللبنانية، تحسبا لأي رد من حلفاء إيران.
ونددت الحكومة السورية بالعملية الأمريكية بينما اعتبر الائتلاف الوطني السوري مقتل سليماني “بداية النهاية للميليشيات الطائفية” في بلده.
خلاف جمهوري ديمقراطي
من جهة أخرى، أشاد سياسيون جمهوريون أميركيون نافذون بالغارة الأميركية التي أدت إلى مقتل سليماني.
في المقابل، استنكر خصوم ترامب الديموقراطيون العلمية واعتبروها “تصعيدا خطيرا للعنف”.
فرغم تأكيده على أن سليماني كان عدوا للولايات المتحدة، قال نائب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، إن الرئيس دونالد ترامب “قد ألقى بالديناميت في برميل بارود”.
وعلق بايدن في بيان على تويتر: “لن يحزن أي أمريكي لمقتل سليماني، الذي دعم الإرهاب وزرع الفوضى”.
لكنه أعرب عن خشيته أن تسفر العلمية عن نتائج عكسية وتابع قائلا: “قد نكون على شفا اندلاع نزاع كبير في الشرق الأوسط”.
وكان إليوت أنجيل رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي قد انتقد الرئيس ترامب لأنه لم يعلم الكونغرس مسبقا بالغارة التي شنتها قوات بلاده في العراق.
“تغير قواعد اللعبة”
وما إن أعلن مقتل القائد العسكري الإيراني، حتى تصدرت وسوم تحمل اسمه قوائم المواضيع الأكثر تداولا في تويتر وغوغل عبر العالم.
وسجل وسم “إيران” بالإنجليزية أكثر من مليوني تغريدة، بينما ظهر اسم سليماني في أكثر من مليون تغريدة.
وتظهر الصور الآتية من إيران خروج العشرات في مظاهرات لتأبين سليماني، ووصفوه بالشهيد وبالقائد العظيم.
بينما احتفى معارضوه في الخارج بمقتله واعتبروه ضربة “قاصمة للحكم الثيوقراطي في بلادهم”.
وقد أثارت العملية تساؤلات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أبرزها: كيف سترد إيران على مقتل قائد بحجم سليماني؟ وما دلالات توقيت مقتله؟
وانبرى مغردون ومحللون سياسيون في تقديم قراءاتهم لتداعيات اغتيال القائد الإيراني على دول المنطقة.
ويرى كثيرون في مقتل سليماني مؤشرا على تغيير قواعد اللعبة، إذ تزداد المخاوف في عموم المنطقة من احتمالات دخول الولايات المتحدة وإيران في مرحلة جديدة من الأعمال التصعيدية.
ويتوقع محللون وسياسيون على تويتر أن خريطة الاشتباكات ستتجاوز الساحة العراقية لتشمل جميع مناطق النفوذ الإيراني في مضيق هرمز وباب المندب بالإضافة إلى سوريا واليمن وجنوب لبنان وقطاع غزة.
وذهب البعض إلى حد وصف ما حدث أنه بمنزلة “إعلان حرب”، حتى أن بعض المغردين الأمريكيين أطلقوا وسم “الحرب العالمية الثالثة”.
لذا يرى هؤلاء أن رد إيران سيكون قويا ولن يترك لترامب حرية تغيير قواعد الصراع، أو فرض سيناريوهات عليها.
في المقابل، يرى آخرون أن “إيران لا تمتلك حاليا القدرة الاقتصادية أو العسكرية للدخول في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، خاصة بعد أن أضعفتها العقوبات الأمريكية”.
كما ربط آخرون توقيت اغتيال سليماني بحسابات سياسية أمريكية داخلية، متعلقة بالانتخابات الرئاسية المقبلة.
حرب وسوم عربية
وتعكس الوسوم العربية التباين الواضح في آراء المغردين إزاء ما حدث.
ففي لبنان، أطلق مؤيدو حزب الله وسوما عديدة تنعى سليماني وتتوعد بالثأر له كان أبرزها “#سننتقم”.
ووصف المتفاعلون مع هذه الوسوم القائد الإيراني بـ “أيقونة المقاومة”.
وعلى النقيض، رحبت أغلب تعليقات المغردين في دول الخليج بالعملية الأمريكية. وأطلق بعضهم وسما بعنوان #هلاك_قاسم_سليماني .
ولم يخف مغردون سعوديون فرحتهم بمقتل سليماني قائلين إن “موته سيقلص نفوذ طهران في المنطقة” ووصفوه بـ “مهندس التخريب”.
وبعد مرور ساعات كسرت وزارة الخارجية السعودية الصمت بتغريدة أكدت فيها أنها تتابع ما يحصل في العراق مشيرة إلى أن ” الأحداث الأخيرة جاءت نتيجة لتصاعد التوتر والأعمال الإرهابية التي حذرت منها في السابق “.
كما دعا وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، إلى معالجة سياسية للموقف بعيدا عن التصعيد.
“العراق ساحة للمواجهة”
من جهتهم، أبدى كثير من العراقيين تخوفهم من يتحول بلدهم إلى مسرح لتصفية الحسابات بين القوى الدولية.
وفي تغريدة له اعتبر رئيس وزراء العراق الأسبق، إياد علاوي، أن “العراق يعيش أخطر مرحلة في تاريخه” داعيا إلى عقد مؤتمر إقليمي يجنب المنطقة ويلات الحرب.
كما توقع بعضهم عددا من السيناريوهات المحتملة لرد فعل فصائل عراقية على مقتل أبو مهدي المهندس.
وأبو جمال جعفر، الملقب بمهدي المهندس، هو نائب رئيس مليشيات الحشد الشعبي وثاني أبرز مسؤول فيها. وهو عراقي حاصل على الجنسية الإيرانية.
ولقب بالمهندس لأنه كان المسؤول عن كافة عمليات الحشد.
ورغم اختلاف الآراء حول سليماني والمهندس، إلا أن معظم المحللين والسياسيين يتوقعون مزيدا من التصعيد في المنطقة ويدعون الساسيين إلى ضبط النفس.
[ad_2]
Source link