قاسم سليماني: لماذا استهدفته الولايات المتحدة؟
[ad_1]
كان قاسم سليماني يوصف بأنه أقوى شخصية في الجمهورية الإسلامية، بعد المرشد الأعلى الإيراني.
وبصفته قائد جيشه في الخارج، المعروف باسم “فيلق القدس”، كان سليماني العقل المدبر لأنشطة إيران في الشرق الأوسط، ووزير خارجيتها الفعلي، فيما يتعلق بشؤون الحرب والسلام.
كذلك اعتُبر سليماني، على نطاق واسع، مهندس حرب الرئيس بشار الأسد، ضد الثوار في سوريا. والمسؤول عن صعود القوات شبه العسكرية الموالية لإيران في العراق، فضلاً عن القتال ضد ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية، وغيرها من المعارك.
كان القائد ذو الشعر الفضي، الذي يتمتع بشخصية آسرة ومراوغة، محلّ احترام البعض، وكراهية البعض الآخر، كما كان مادة للأساطير والمنشورات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبرز سليماني، خلال السنوات الأخيرة من حياة كاملة قضاها في الظل، وهو يقود عمليات سرية ليحصد شهرة وشعبية كبيرة في إيران، ويصبح مادة للأفلام الوثائقية والتقارير الإخبارية وحتى أغاني البوب.
ومنذ عام 2013، صرَّح ضابط الاستخبارات الأمريكية، جون ماغواير، لصحيفة نيويوركر بأن سليماني كان “أقوى شخص في الشرق الأوسط”.
وحينما حانت نهايته كانت عنيفة ومفاجئة. ففي الثالث من يناير/كانون الثاني الجاري، أعلن البنتاغون أنه نفذ عملية ناجحة لاغتياله، بتوجيه من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
وجاء اغتياله بعد تصعيد حاد بين الولايات المتحدة من جهة، وإيران والفصائل المدعومة من قِبلها في العراق من جهة أخرى. في أعقاب مقتل مقاول عسكري أمريكي في هجوم صاروخي على قاعدة أمريكية في العراق، حمَّلت الولايات المتحدة إيران المسؤولية عنه.
وردَّت الولايات المتحدة بهجوم جوي على فصائل حزب الله العراقي المدعومة من إيران، وهاجم أنصار الحزب السفارة الأمريكية في بغداد، على إثره.
- إسماعيل قآني: نائب سليماني وخليفته في قيادة فيلق القدس الإيراني
- مقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في قصف على مطار بغداد
وكان التوتر بين الولايات المتحدة وإيران قد تصاعد منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي بين إيران والقوى الدولية، الذي يستهدف كبح برنامج إيران النووي، ومنعها من تطوير أسلحة نووية. وكذلك إعادة الولايات المتحدة فرض عقوبات على إيران، ما أدى إلى تراجع اقتصادها.
صعود الميليشيات
يُعتقد أن سليماني جاء من خلفية فقيرة ولم يتلق إلا قدراً ضئيلاً من التعليم الرسمي. ولكنه صعد من خلال الحرس الثوري، القوة الأكبر والأكثر رفعة في إيران، وطالما قيل إنه مقرب من المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي.
وبعد أن أصبح قائداً لفيلق القدس، عام 1998، حاول سليماني توسيع نفوذ إيران في الشرق الأوسط عبر القيام بعمليات سرية، وتزويد الحلفاء في المنطقة بالسلاح، وكذلك تطوير شبكات الميليشيات الموالية لإيران.
وخلال مسيرته المهنية، يُعتقد أنه ساعد الجماعات الشيعية والكُردية في العراق في قتالها ضد الديكتاتور الراحل، صدام حسين. كما دعم عدة جماعات أخرى في المنطقة، بما فيها جماعة حزب الله الشيعية في لبنان، وحركة حماس الإسلامية في الأراضي الفلسطينية.
وبعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، بدأ سليماني في توجيه الجماعات المسلحة بشن هجمات ضد القوات والقواعد العسكرية الأمريكية هناك؛ ما أسفر عن مقتل المئات.
ويُنسب إلى سليماني الفضل في وضع استراتيجية لبشار الأسد للتصدي للانتفاضة المسلحة التي اندلعت ضده عام 2011؛ إذ ساعد الدعم العسكري الإيراني، والدعم الجوي الروسي على قلب دفة القتال ضد القوى الثورية لصالح الحكومة السورية، وسمح لها باستعادة العديد من المدن والبلدات الرئيسية.
وفي بعض الأحيان، كان سليماني يظهر في جنازات الإيرانيين الذين قُتلوا في سوريا والعراق، حيث نشرت إيران الآلاف من المقاتلين والمستشارين العسكريين.
وسافر سليماني، بشكل متكرر، عبر المنطقة؛ إذ كان يتنقل بانتظام بين لبنان وسوريا والعراق، حيث يتزايد النفوذ الإيراني باطراد.
وقُتل سليماني حينما كان مسافراً في قافلة مكونة من سيارتين، خارج مطار بغداد، مع آخرين، بينهم قائد كتائب حزب الله العراقي، أبو مهدي المهندس، الذي لقي حتفه في العملية ذاتها.
وفي أبريل عام 2019، صنّف وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، قوات الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس منظمات إرهابية أجنبية.
وقالت إدارة ترامب إن فيلق القدس قدم التمويل والتدريب والأسلحة والمعدات لجماعات في الشرق الأوسط تصنّفها الولايات المتحدة منظمات إرهابية، بما في ذلك تنظيم حزب الله اللبناني وجماعة الجهاد الإسلامي الفلسطينية المتمركزة في غزة.
وفي بيانٍ، قال البنتاغون إن سليماني “دبَّر بفعالية خططاً لمهاجمة الدبلوماسيين والمجندين الأمريكيين في العراق وفي جميع أنحاء المنطقة”.
وأضاف البيان أن “الجنرال سليماني وفيلق القدس مسؤولان عن مقتل المئات من أفراد القوات الأميركية وقوات التحالف وجُرح الآلاف منهم”.
[ad_2]
Source link