الهجوم على السفارة الأمريكية في بغداد: هل يصبح العراق ساحة للصراع الإيراني ـ الأمريكي؟
[ad_1]
ناقشت صحف عربية محاولات الهجوم على السفارة الأمريكية في بغداد، من قبل متظاهرين غاضبين بسبب الهجمات الجوية الأمريكية على مواقع لفصائل الحشد الشعبي المدعومة من إيران.
وقد بدأ المتظاهرون في الانسحاب من أمام السفارة، بعد الاشتباكات التي حدثت يوم الأربعاء حيث قذف المتظاهرون الأحجار على السفارة، بينما ردت القوات الأمريكية بإطلاق الغاز المسيل للدموع.
ويأتي الهجوم على السفارة وسط تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، الداعمين الرئيسيين للحكومة العراقية.
“أبواب جهنم”
يقول عبد الباري عطوان، في رأي اليوم اللندنية، إن “رد فصائل الحشد الشعبي على هذا العدوان الأمريكي الصريح لن يقتصر على مظاهرات احتجاجية أمام السفارة الأمريكية، ولا نستبعد هجمات صاروخية مؤلمة على القوات الأمريكية، المنتشرة في غرب وشمال العراق وتضم أكثر من 5200 جندي في الأيام القليلة المقبلة”.
ويضيف الكاتب أن “ترامب بهذه الغارة على قاعدة كتائب حزب الله العراق، فتح أبواب جهنم على قواته ومصالح بلاده، ليس في العراق فحسب، وإنما في منطقة الخليج والشرق الأوسط كلها، فمن الواضح أنه لا يعرف الشعب العراقي وإدارة القتال لدى فصائل المقاومة على أرضه، ولا يتعلم من دورس هزائم بلاده المذلة التي أجبرت سلفه الرئيس، باراك أوباما، على سحب جميع قوات بلاده مع نهاية عام 2011، لتقليص الخسائر المادية والبشرية معا”.
كما يقول عدلي صادق، في العرب اللندنية، إنه “بعد القصف الأمريكي لمراكز (حزب الله) العراقي قال مؤسس هذه الميليشيا، أبو مهدي المهندس، إن دم الشهداء لن يذهب سُدى، وسيكون ردنا قاسيا للغاية على القوات الأمريكية في العراق. وجاء الصدى الإيراني لهذا التصريح الجامح، لكي ينسجم مع سياق التهاجي الإيراني ـ الأمريكي بأن الغارات الأمريكية مثال واضح على الإرهاب الأمريكي”.
ويؤكد الكاتب أنه “ربما يكون تصريح المهندس وصداه الإيراني، يقول الحقيقة، ما خلا الوعد بألا تذهب الدماء سدى. فالأرواح التي أزهقتها الميليشيات لكبح الإرادة الشعبية العراقية ستذهب سُدى. والحرب التي خاضها الأمريكيون في العراق كانت آثمة، وذهبت دماء جنودهم سُدى. وتحالف الأوساط العراقية الحاكمة مع واشنطن، كان آثما سيذهب سُدى. وبمنطق التاريخ، ينكفئ كل البغاة المحليين والأغراب، الذين تعدوا على حق الإنسان في أن يعيش كريما في وطنه”.
يقول الكاتب إن الأمريكيين “يتحسبون الآن من رد فعل الميليشيا، ويعرفون أن ما هم بصدده، ليس إلا أحد مسارح شد الحبل بينهم وبين الإيرانيين. أما العراقيون، فهم ماضون موحدين في طلب دولة العدالة التي لا تزال تهتف، طلبا للعدالة والشفافية، وامتناع تجار الدين الكاذبين عن التحكم في مصائر البلد والعباد”.
“ساحة للصراع الإيراني ـ الأمريكي”
من جهته، يقول المحلل السياسي واثق الهاشمي في الزمان العراقية إن “تداعيات محاولة اقتحام السفارة الامريكية في بغداد ستكون خطيرة، لن تنتهي بانسحاب المتظاهرين وستعقد الأمور في ظل المشهد السياسي المتعثر، والسائر نحو الأسوأ بعد إدخال العراق بأتون صراعات إقليمية ودولية”.
ويضيف الهاشمي أن العراق “كان يمتلك فرصة كبيرة بحكم علاقاته الواسعة، بإذابة الجليد بين واشنطن وطهران من جهة، وتخفيف حدة التوتر بين السعودية وإيران من جهة أخرى، لكن تشتت القوى السياسية وتوسع ولاءاتها على الخارج أضرا بالمصلحة الوطنية”.
ويقول الكاتب: “كان الأجدر بالمتظاهرين الرافضين للوجود الامريكي في العراق الذهاب إلى البرلمان، للتصويت على إلغاء الاتفاقيات الخاصة مع تلك الدول، أفضل من زج العراق بصراعات دولية نحن في غنى عنها”.
انسحاب المتظاهرين من محيط السفارة الأمريكية في بغداد
متظاهرون يهاجمون السفارة الأمريكية في بغداد
كما تقول القدس العربي اللندنية، في افتتاحيتها، إن هذه المواجهات تأتي “في وقت يتابع فيه المتظاهرون العراقيون ثورتهم على النظام السياسي، الذي رعته الولايات المتحدة الأمريكية بعد غزوها العراق عام 2003، والذي كانت الهيمنة السياسية فيه لإيران، عبر سيطرتها على الأحزاب الشيعية (التي ساعدتها على التمكن عبر صناديق الاقتراع أو في المعارك الطائفية)، أحد نتائجه المباشرة وتمتد هذه الهيمنة إلى الشؤون العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية، وهو ما جعل هذه الميليشيات أحد أذرع إيران لمواجهة الثورة الشعبية والحفاظ على النظام، إضافة إلى كونها أداتها للنزاع على السيطرة مع البقية الباقية من القوات الأمريكية في العراق، منذ إعلان انسحابها عام 2011 “.
وتري الصحيفة أنه “من الطبيعي أن يرفض المحتجون المناهضون للنظام، والذين يواصلون التظاهر منذ ثلاثة أشهر، تحويل بلادهم إلى ساحة للصراع الإيراني ـ الأمريكي، وحسب أحد الناشطين في مدينة النجف فإن (صراع المحاور) و(تصفية الحسابات) الجاري بين أمريكا وإيران، كان أحد الدوافع الأساسية لنزول المحتجين للشوارع، دفاعا عن سيادة بلدهم ولمنع تحكم واشنطن أو طهران في حكام العراق، وهي خطوة ضرورية لجعل حكومتهم المنتخبة تستجيب لمصالح العراقيين، لا لمصالح إيران أو أمريكا”.
[ad_2]
Source link