هل مسرحنا بخير ؟! | جريدة الأنباء
[ad_1]
- أحمد السلمان: مسرحنا ناجح ولكن هناك بعض الحاقدين الذين يحاولون التصيد في الماء العكر!
- د.خالد عبداللطيف رمضان: الاتحاد المسرحي بين الفرق الأهلية غير ذي جدوى
- د.فيصل القحطاني: المسرح الكويتي في عصره الذهبي ومن لا يرى فهو متابع غير جيد للساحة
- د.نبيل الفيلكاوي: ما يقدم اليوم أفضل من العروض التي قُدمت منذ فترة الستينيات حتى التسعينيات
- أحمد الشطي: للأسف الدولة غير جادة في دعم الثقافة والفنون
- هاني النصار: مسرحنا بخير في المهرجانات فقط!
تحقيق: سماح جمال
بزغ وهجه في نهايات العشرينيات من القرن المنصرم، وأشهرت فرقه المسرحية الأهلية تحت رعاية الكويت التي طالما كانت الحاضن والداعم للفنون والآداب بمختلف أنواعها، ومر على مهرجانه المسرحي الرسمي (مهرجان الكويت للمسرح المحلي) 20 دورة بالتمام والكمال هذا العام، فهل مسرحنا بخير؟.. كان السؤال الذي طرحته «الأنباء» على مجموعة من الأكاديميين المسرحيين المتخصصين إلى جانب رؤساء الفرق المسرحية الأهلية في الكويت، الى التفاصيل:
البداية كانت مع أمين عام رابطة الادباء الكويتيين د.خالد عبداللطيف رمضان الذي قال: مسرحنا النوعي بخير، ولكن هذا المسرح موجه إلى شريحة محدودة من الجمهور وهو النخبة الأكاديمية المتذوقة لهذا النوع من الفنون، والغالبية لا تتجه له، وللأسف المسرح الذي يقدم رسالة في قالب جاذب اختفى بعدما كان مقصدا للأسرة في الثمانينيات والسبعينيات والستينيات، وحل محله المسرح التجاري القائم على النجوم والاستعراض الموسيقي والغنائي و«التنكيت» مع القليل من التمثيل، وهذا النوع من المسارح انتشر في الثمانينيات، لذا نرى أن الفرق المسرحية تقدم عرضا متواضعا إنتاجيا ليوم واحد، ويشارك فيها الفنانون الشباب وفريق عمل من الموهوبين ومحبي المسرح.
وأضاف: الميزانية المحدودة التي لم تتغير منذ الستينيات إلى يومنا هذا وفي ظل ارتفاع الأسعار فهي تقف عائقا، وقد يكون قرار إنشاء هذه الفرق كجمعيات نفع عام وعدم تعديل القوانين المرتبطة بها إلى يومنا هذا هو الحائل بينها وبين التقدم.
ووجد د.خالد أن الاتحاد المسرحي بين الأربع فرق الاهلية الموجودة في الكويت غير ذي جدوى، وأردف: عملية التواصل والتنسيق بينهم قد تتم عن طريق مكالمة هاتفية دون الحاجة الى الهيكل التنظيمي، والضرورة الحقيقية هي لوجود اعادة نظر في قانون انشائها.
مستوى الطموح
من ناحيته، قال المخرج هاني النصار: مسرحنا بخير في المهرجانات فقط، وللأسف هناك عروض جماهيرية ليست على المستوى الطموح، ولكن العروض الأكاديمية دائما متصدرة المشهد بالمهرجانات الخليجية والعربية على حد سواء.
وأكمل: قد يكون غياب الجمهور عن مشاهدة العروض النوعية لانها تعرض ليوم واحد، ولو تم تخصيص أسبوع للعروض الفائزة لكي تتاح الفرصة للجمهور لمتابعتها وتذوق هذه التجربة لكان الأمر مختلفا، خاصة ان الدعم المادي لها موجود والمكان أيضا متوافر.
أما عن حال الفرق المسرحية في الكويت، فقال: للأسف هناك فرق مسرحية مجتهدة وتقدم عروضا وأخرى لا تقدم شيئا يذكر ومنغلقة على نفسها بصورة كبيرة وأجواؤها تعتمد على «القروب» و«البرستيج»، وحتى بعض الفرق الأهلية حجتها بأنها لا يوجد لديهم دعم مادي كاف، ولكن حتى غياب هذا الدعم يمكن تفاديه في حال وجود الأفكار المبتكرة وتقديمها حتى لو كانت الميزانية محدودة، ولكن مشكلتهم هي مشاركة النجم الذي لن يظهر في العرض ويشارك فيه مقابل 200 د.ك أو 300 د.ك كمكافأة مالية.
واستطرد: حتى الفرق المسرحية الخاصة التي تحاول ان تقدم أعمالا مختلفة يقف العائق المادي أمامها، ففي حال ان أحد هذه الفرق تلبي دعوة من المهرجانات الخارجية للمشاركة فيها فلن تجد الدعم من الجهات الحكومية، وعليها ان تتحمل التكلفة كاملة لها ولفريق العمل الذي اغلبه من الشباب.
وتساءل النصار عن غياب المعهد العالي للفنون المسرحية عن المشاركة في المهرجانات المسرحية منذ 2015 عندما قدم عرضا وحصد جائزة أفضل مخرج وأفضل عرض متكامل ومن بعدها غاب المعهد عن المشاركة، لما لهذه المشاركة من مسؤولية كبيرة في إثراء ودعم للحركة المسرحية والفنية في الكويت.
الخطاب المسرحي
بدوره قال د.فيصل القحطاني: أرى أن المسرح الكويتي يعيش عصره الذهبي، وهذه القناعة سجلتها في كتابي «مقاربات نقدية في الخطاب المسرحي الكويتي»، وذلك بفضل الكوادر البشرية المبدعة الموجودة فيه من كتاب، مخرجين، وفنانين، وكم الجوائز التي نراها موجودة اليوم في سجل الكويت سواء من المهرجانات الخليجية والعربية هي اكبر دليل على المستوى الرفيع المقدم في مجال الإبداع، والتقدير الذي ناله عن جداره في هذا المجال، ومن لا يرى هذه الإنجازات الواضحة يخالف الواقع أو أنه متابع غير جيد للساحة المسرحية في الكويت.
وبسؤاله عن رأيه في فكرة إحياء اتحاد المسارح، أجاب: وجود اتحاد للمسارح لن يحدث الفارق، ويجب عوضا عن ذلك أن يتم تطوير العقلية الإدارية، فاليوم المبدع يريد المساحة الكافية حتى يظهر إبداعه، والوضع الحالي مع إدارات الفرق الأهلية في الكويت فهي تواجه معضله الدعم المادي المحدود الذي يقدم لها، ولو زاد هذا الدعم قد نكون أمام معضلة جديدة قد تظهر وهي ان يتمسك البعض بمناصبهم اكثر. وتابع: يجب ان تفتح الفرق المسرحية أبوابها اكثر، فلا يعقل أن تصل أعداد المنتسبين الى احدى الفرق الأهلية الى ما يتجاوز 320 عضوا في حين البعض الآخر لا يتجاوز منتسبوها 30 عضوا، ولكن للأسف هناك البعض يحاولون إحباط المجهودات الشبابية من خلال انتقاداتهم السلبية، ولو أنهم نظروا بصورة عادلة لشاهدوا المجهودات التي يبذلها الشباب مما جعل من «المسرح الجاد» في الكويت رقما صعبا في العالم.
مشهد بائس
كما تحدثت «الأنباء» مع رؤساء الفرق المسرحية، وكانت البداية مع رئيس مجلس إدارة فرقة المسرح العربي أحمد الشطي، الذي قال: «مسرحنا مو بخير والثقافة عموما مو بخير» لأن هذه هي آخر أولويات المسؤولين وأعضاء مجلس الأمة، فالمشهد عموما بائس من الناحية الثقافية والفنية وتحد للمسرح، فلو تساءلنا عن آخر منشأة للمسرحيين فسنجدها مسرح عبدالحسين عبدالرضا الذي يعاني من أخطاء في البناء تمنعنا من العرض عليه، فللأسف ان الوضع كما هو عليه منذ 40 عاما، وأكمل: مسرحنا بدأ من المسرح المدرسي وكان هو النواة التي ازدهرت فترة الخمسينيات والستينيات ومع حمد الرجيب الذي كانت لديه رؤية واضحة فاستقدم زكي طليمات وأسس للمسرح على أسس علمية، ولكن للأسف بعد ذلك حدثت الردة الفنية وبدأنا بالتراجع.
وأضاف: حتى ميزانيات الفرق المسرحية لم تختلف منذ السبعينيات والى يومنا هذا مازالت 16 ألف دينار في السنة، فكيف سيكون هذا المبلغ كافيا لتقديم عروض مسرحية والمشاركة في العروض، مع اضافة الإيجارات، الكهرباء، الماء، رواتب الموظفين…؟
وحول قضية اتحاد المسارح، قال الشطي: للأسف الدولة غير جادة في دعم الثقافة والفنون في الكويت، ولو كان لدينا اتحاد للمسارح مفعل ومشهر لكان سيكون اداة ضاغطة في اتجاه مطالبنا التي كانت سيتم أخذها بصورة أكثر جدية، وأطالب بعودة الاتحاد حتى ننتهي من حالة التشرذم التي نعاني منها كمسرحيين والتي جعلت بعض المسؤولين ينظرون لنا كمسرحيين وللثقافة عموما بطريقة غير جدية، واكمل: علينا أن نعي أنه في حال عودة الاتحاد فلن يكون هو العصاة السحرية التي ستحل كل المشاكل في غمضة عين، فسيحتاج الى وقت والى موارد مالية وتشريعية لينهض بالحركة المسرحية في الكويت.
وردا على ما يراه البعض بأن المناصب في الفرق الأهلية المسرحية في الكويت هي نوع من الوجاهة أكثر من انها مناصب تخدم الفرق المسرحية، أجاب: هذا ما يراه البعض في نظرة للأمور من الخارج دون النظر في «بواطن الأمور»، فالعمل في الفرق المسرحية الأهلية سواء بالتصدي للعمل بالإدارة أو من الناحية الفنية عبء يكلف الكثير في هذا الزمن، فالمغريات للعمل خارج الفرق اكثر ومع هذا نضحي بوقتنا وجهدنا لخدمة فرقتنا.
تقدم أكاديمي
بدوره، قال د.نبيل الفيلكاوي رئيس مجلس إدارة فرقة المسرح الشعبي ونقابة الفنانين والإعلاميين الكويتيين: مسرحنا بخير ومتقدم وأكاديمي، وعلى مستوى الدول العربية حصلنا على جوائز وكانت آخرها مشاركتنا بمهرجان في رومانيا، وما يقدم اليوم هو أفضل من العروض التي قدمت منذ فترة الستينيات وحتى التسعينيات والتي كانت في اغلبها تعتمد على الارتجال، أما اليوم فالمعهد العالي للفنون المسرحية هو من يغذي الحركة المسرحية بنسبة 99.9%، وبرغم كل هذا التطور إلا أن الدعم المقدم لنا من قبل الدولة ليس على قدر التوقعات، فالفرق الأهلية هي العمود الفقري للحركة المسرحية بالكويت وهي الممثل الأساسي لها في المحافل المسرحية الخارجية أو في المهرجانات التي تقام محليا.
وأضاف الفيلكاوي: منذ 60 عاما وحتى اليوم والميزانية للفرق الأهلية لم تتحرك عن 16 ألف دينار، فهل يعقل هذا في ظل الغلاء الذي نعيشه؟ ولو قسمنا المبلغ على 12 شهرا وهي أشهر السنة فسيكون الحاصل أقل من الراتب الشهري الذي يحصل عليه موظف، ونحن يفترض ان يكون هذا المبلغ كافيا لتغطية رواتب الموظفين والمصروفات اليومية والعروض، وحتى المبلغ الذي نحصل عليه نظير المشاركة بالعروض هو 7 آلاف دينار ندفعه بالكامل ونزيد عليه من حسابنا الخاص لنقدم عرضا لائقا بطموحاتنا، فالمبالغ المالية المخصصة للفرق الأهلية هي مصاريف تشغيلية «حق الشاي» وليست مصاريف لدعم الفرق المسرحية، وللأسف الميزانية الخاصة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مخصص فيها مبلغ ليس بالبسيط لدعم المسارح والخاصة بسفرات المسرحيين، ولكن يتم استبدالهم بالموظفين في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الذين يحلون محلهم بالسفرات ويجعل الدعم شيئا لا يذكر ونحن من ندفع.
وحول اعتبار البعض ان رئاسة الفرق الأهلية هو نوع من «البرستيج» ويأخذه البعض كنوع من التوريث، رد: أنا رجل مسرح ورئيس واحدة من اعرق الفرق الأهلية المسرحية بالكويت، وبداية كنت كعضو فيها وتدرجت في المناصب، وعلى مدار الـ 35 عاما التي تواجدت فيها في الحركة المسرحية لم نرفض عضوية أحد أو نتعرض لشكوى من احد رفضنا عضويته في مسرحنا، بالنهاية نحن جزء من النظام الديموقراطي في الكويت، والانتخابات لدينا شفافة ونزيهة، كما أن لدينا جهات رقابية تحاسبنا «على الفلس الحمر».
دور الفرق الأهلية
وتحدث رئيس مجلس إدارة فرقة المسرح الكويتي أحمد السلمان، قائلا: مسرحنا اليوم بخير على صعيد المسرح الجماهيري الذي تتجاوز عروضه في كل موسم 18 عرضا أو المسرح الأكاديمي الذي تنافس عروضه وبقوة في المهرجانات الخليجية والعربية وحتى العالمية، مؤكدا على دور الفرق المسرحية الأهلية في الحركة المسرحية بالكويت، مضيفا: الفرق الأهلية هي ممثل الحركة المسرحية في الكويت، ومن يعملون فيها هم في أغلبهم متطوعون يبذلون قصارى مجهوداتهم حتى يثرون الحركة المسرحية في الكويت، فهي ليست كالفرق الخاصة التي تموت بموت صاحب الرخصة التجارية بل هي أساس مسرحي، وعلى سبيل المثال المبدع الراحل محمد الرشود عندما توفي انتهى مسرح الجزيرة كونه فرقة خاصة، أما فرقة مسرح الخليج العربي مستمرة لأنها تحت رعاية الدولة، مشددا على ضرورة زيادة الميزانيات المخصصة للفرق الأهلية في الكويت، ووجد ان عودة تفعيل اتحاد المسارح في الكويت هو ضرورة لابد منها.
وردا على سؤال «الأنباء» بحكم أنه يعتبر المسرح اليوم بخير في حين ان عرضه لمسرحية «هاديس» التي شاركت ضمن العروض المشاركة بمهرجان الكويت المسرحي بدورته 20 أثير حولها الجدل، فقال السلمان: مازلت عند رأيي «مسرحنا اليوم بخير وناجح» ولكن هناك بعض الحاقدين الذين يحاولون التصيد في الماء العكر.
ميثم بدر: تبقى الإشكالية هي الميزانية.. ولا ننكر المجهودات المبذولة
قال رئيس مجلس إدارة فرقة مسرح الخليج العربي ميثم بدر: المسرح بخير وعطاء وكل عام يتجدد بفضل الشباب، ولا ننسى هنا دور جيل الرواد الذين يرشدوننا بفضل خبراتهم نحو دروب التميز والنجاح، مكملا: من الطبيعي ان يكون هناك بعض الخلل في بعض النواحي وهذا أمر نجده في كل المجالات، وعموما بالتأكيد سنجد حلولا لهذه الأمور في القريب العاجل مع وجود القادة والرواد وأصحاب الذائقة الفنية والشباب الواعين وأصحاب الخبرة.
وعن حال الفرق الأهلية اليوم، رد: الفرق الأهلية هي جزء من الدولة ومن أدواتها الرئيسية التي تعمل على إبراز المواهب، وهذا الدور تقوم به الى جانب العديد من المؤسسات والأكاديميات مثل أكاديمية النظائر، لكن تبقى إشكالية الميزانية، ونتمنى لو ان الدعم يزيد على 16 ألف دينار سنويا، وان تكون هناك مقرات جديدة مجهزة من الناحية الإدارية بالكاتب ومن الناحية الفنية من خلال المسرح، فنحن نحتاج لهذا النفس الجديد، فلا يجوز ان نظل نعاني من عام 1963 وحتى الآن، مستطردا: لكن في نفس الوقت الذي نتطلع فيه الى المزيد لا نريد ان ننكر المجهودات التي تقوم بها الدولة والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من خلال دعمه بشرائه للعروض المسرحية، ودعمه للفرق المسرحية بتقديم عروضها في الخارج وهو ما يعتبر من أحد أهم العوامل التي تساعد على التربية الفنية بخلق آفاق جديدة للفنانين في التعريف عن الفن الكويتي، وفرصة لهم كذلك للاطلاع على ما يقدمه الآخرون من تجارب فنية.
أما عن رؤيته لـ «اتحاد المسارح»، فقال بدر: لا أعرف الكثير عنه فالأمور غير واضحة حوله، وبالطبع وجوده له ضرورة لتكون كلمة الفرق الأربعة واحدة.
د.نرمين الحوطي: المسرح في الكويت «واااي عليا»
قالت د.نرمين الحوطي: لسان حال مسرحنا هو «واااي عليا»، وفسرت قائلة: «إذا كان البيت مكسر شلون نعيش فيه»، إلى يومنا هذا نعاني من عدم توافر الخشبة المسرحية وافتقادنا إلى المسارح وهذه الشكوى الدائمة منذ 1990. وأكملت: وحتى بعض المسارح مثل مسرح عبدالحسين عبدالرضا هناك مشكلة في خشبته، فطريقة بنائه لا توفر حماية للفنانين، وفي حال وقوع الممثل على الخشبة قد يتعرض للكسر، وهذه المشكلة موجودة في باقي المسارح التي يغيب عنها عناصر مهمة مثل الأمن والسلامة، ما يدفع بعض الفرق الى التفكير جيدا قبل ان يجعل الضيوف يقدمون عروضا على خشبته.
وعن حال الفرق المسرحية في الكويت، ردت: للأسف لا يتوافر لديهم الدعم المادي أو المعنوي المطلوب، وحتى ابسط طموحاتهم في الاطلاع عن التجارب الموجودة في العالم «ينعل قلبهم لين يحصلون على موافقات»، ولهذا فنحن نرى الفارق الشاسع بين ما يقدمونه اليوم وما كان يقدم في مسارحنا فترة الستينيات والسبعينيات والثمانينيات على صعيد المواهب والأفكار التي تطرح والرؤية والتكامل الذي كان يخرج به العمل. وأردفت: «للأمانة أنه لولا وجود المواهب الشابة الحقيقية والمؤمنة بالمسرح ورسالته والأقلام المحترمة لما كان هناك مسرح في الكويت».
وحول المهرجانات المسرحية، ردت: من المحزن أن يكون مسرحنا في هذه المرحلة المؤسفة، فالبعض يعتبر أن كثرة الوجهات الحكومية والخاصة التي ترعى مهرجانات وزيادة عدد المسارح هو أمر إيجابي، ولكنني أرى انه يضعف الإنتاج المسرحي.
د.الدعاس: «الله لا يغير علينا»
قالت رئيسة قسم النقد الأدبي في المعهد العالي للفنون المسرحية د.سعداء الدعاس: حسب المنطق الكويتي الذي يردد «الله لا يغير علينا» فنحن بخير، طالما أنه لم يطرأ أي جديد على الساحة المسرحية، حيث مازال المسرح النخبوي يقدم عروضه المعتادة في المهرجانات، والمسرح الجماهيري يقدم ضمن مواسمه أيضا، ولكل منهما توجهاته الخاصة، وجمهوره المستهدف، لكن السؤال الأهم هنا، هل هذا كل ما نتمناه؟ مسرح تحكمه نخبوية المهرجانات وموسمية الأعياد؟! حتى المراكز الثقافية، باتت صورة ممجوجة للطبقية، بأسعار تذاكرها المبالغ فيها، فلا يمكنها أن تستقطب الجمهور الحقيقي الذي من أجله تم إنشاء تلك المراكز، كما يفترض.
وتابعت: متى يأتي اليوم الذي نرى فيه عروضا مسرحية تقدم باستمرار، كما في العديد من الدول (المشهد المسرحي المصري خير مثال على ذلك)؟ متى تدرك المؤسسات الثقافية أن المسرح يحتاج إلى جمهور حقيقي يحضر بدافع المتعة، الوعي، والإيمان بأهمية المسرح؟ جمهور لم يكتف بقراءة الشعر، القصة، والرواية، بل تعرف على المسرح ممارسة وفرجة، ومنذ طفولته المبكرة، كما تفعل الدول المتقدمة، التي تضع المسرح في مقدمة فنونها وآدابها؟
وأضافت الدعاس: أعتقد أن مؤسساتنا الثقافية تحتاج إلى إعادة نظر في أنشطتها وفعالياتها وآلية تسويقها للجمهور، وتنتقي التوقيت المناسب لذلك، فعلى سبيل المثال يحرم الكثير من طلبة المعهد العالي للفنون المسرحية من متابعة فعاليات المهرجان المسرحي بسبب إقامته أثناء فترة اختباراتهم النهائية، كما يحدث في كل عام، رغم أن العاملين في إدارة المسرح من أبناء المعهد، وأكثر من يقدر ذلك.
[ad_2]
Source link