مظاهرات العراق: من السبب في “الفجوة” بين الشعب والطبقة السياسية؟
[ad_1]
علّقت صحف عربية، ورقية وإلكترونية، على الأزمة السياسية الحاليَّة في العراق، حيث فشلت الكتل البرلمانية بتسمية رئيس وزراء جديد خلفا لرئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي في ظل استمرار التظاهرات للشهر الثالث على التوالي.
وانتقد كُتاب الطبقة السياسية الحاكمة في البلاد، محمِّلين إياها مسؤولية الفشل والفساد في الدولة وخلق “فجوة” بينهم وبين الشعب،وعبروا عن اعتقادهم بأن التظاهرات الحالية دليل على “الطلاق” بين الشعب والشارع.
وأكد كُتّاب آخرون على أهمية احترام الدستور والقانون وأن البرلمان هو تجسيد لإرادة الشعب والحفاظ عليه هو حفاظ على هذه الإرادة.
“الفجوة” بين الشعب والشارع
ويقول علي حسين في “المدى” العراقية إن “أخطر ما ابتلي به العراق أن تولى أمره وتحدث باسمه من لا يعرف قدره ومكانته”.
وتحدث الكاتب عن مشاعره وهو يطوف بساحة التحرير وسط المتظاهرين في العاصمة بغداد فيقول: “وأنا أنظر إلى الوجوه التي انمحت منها علامات الطائفية والمذهبية، وجوه تعيد اكتشاف جوهر هذا الشعب، وجدت نفسي أمام مواطنين بسطاء يريدون أن ينفضوا عن هذا الوطن غبار الطائفية والمحسوبية والانتهازية، ولعل أجمل ما في هذه الوجوه أنها أثبتت أننا شعب لم يتفسخ بعد، رغم سياسة التنكيل والإفساد وشراء الذمم التي مورست خلال السنوات الماضية، شعب لم يفسد رغم محاولات البعض إفساد مناخ الألفة فيه وزرع قيم الطائفية”.
ويقول عبد الوهاب جبار، رئيس تحرير “البينة الجديدة” العراقية: “ليس ثمة مجال للشك عندما نقول بأن الفجوة ما بين الشعب أو الشارع العراقي من جهة والطبقة السياسية الحاكمة من جهة أخرى في حالة اتساع، ما يؤكد عمق الأزمة الخطيرة والقطيعة القائمة حاليا بين طرفي المعادلة”.
ويؤكد الكاتب بأن التظاهرات الحالية “خير دليل وأكبر برهان بأن الطلاق بالثلاث قد حصل بالفعل بين الشارع وبين طبقة سياسية لم تف بتعهداتها التي قطعتها له بتحقيق مطالبه المشروعة وحقوقه المستلبة على مدى ستة عشر عاماً”.
ويطالب الكاتب الساسة بأن يتحدثوا إلى الشعب مباشرة وألا يبتعدوا عنه “فالشعب يريد معرفة ما يدور بالضبط وكفاه لخبطة وكفاه هرجة”.
وفي جريدة “الزمان”، يقول شامل بردان إن “الأزمة العراقية حادة جدا، أزمة بين جيل وحزبيين وبين مرجعيتين، إيران والعراق، وبين كتل حزبية وبين أجنحة مسلحة، وأولى مهيجات الأزمة استخفاف وتأخر الحزبيين في السلطة لتلبية مطالب مريحة تهدئ الشارع المحتقن الذي لا زال يتلقى اتهاما وأعمالا عدائية من الطبقة الحزبية المثرية التي تعول على كل الأعذار للبقاء في السلطة”.
وفي الجريدة نفسها، يقول جواد عبد الجبار العلي إن “أحزاب السلطة ومَن خَلفهما للآن لم يستيقظوا من نومهم الذي طال ست عشرة سنة، حتى وصلهم صوت المنتفضين من جميع أرجاء العراق”.
ويضيف: “صوت الشعب المنتفض أعلن أن الكل يرفضكم كأحزاب وكتل وبرلمانيين ووزراء… واليوم يبحثون عن مرشح يخدم خططهم الفاشلة”.
ويخاطب الكاتب هذه الأحزاب قائلا: “لا يوجد لديكم إلا الحلول الترقيعية الفاشلة أمام صحوة أربعين مليون عراقي، الصحوة التي أيقظت العديد من الشعوب العربية وشعوب المنطقة، الصحوة التي وحدت الشعب وبات يرفض كل أحزابكم وكشف زيفكم وفضح سرقتكم المال العام، وجرائمكم بحق هذا الشعب”.
“ظاهرة حضارية”
أما محمد عبد الجبار الشبوط فيقول في جريدة “العالم” العراقية إن “العمل الحزبي ظاهرة حضارية” رغم مخالفته “المزاج الشعبي الذي يكره الأحزاب”.
ويقول: “ما يقال عن فساد الأحزاب الحاكمة ليس سببا وجيها لنبذ فكرة العمل الحزبي، إنما هو سبب وجيه لإصلاح الحياة الحزبية في البلد”.
ويقترح الكاتب قانونا جديدا للأحزاب “يحد من التعددية المفرطة في الأحزاب ويشجع على ظهور عدد قليل منها”.
ويقترح كذلك “إجراءات مشددة لكشف المصادر المالية للأحزاب، بما في ذلك مقارنة إيراداتها بمصروفاتها، وتحديد سقف أعلى للإنفاق على الدعاية الانتخابية… وفصل الأحزاب عن الجهاز الوظيفي والتنفيذي للدولة… وإبعاد الأحزاب عن القضاء والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية”.
وفي السياق ذاته، يقول جواد الهنداوي في صحيفة “رأي اليوم” الإلكترونية اللندنية إن “الدستور ومجلس النواب يُجسدان إرادة الشعب في قيام الدولة والحفاظ عليها، بينما الاحتجاجات والتظاهرات فتجسدان إرادة الشعب في الاعتراض على سلوك وقرارات سلطات الدولة، وسعي لتصحيح المسار السياسي و الإداري لسلطات الدولة”.
ويؤكد الكاتب أن “احترام الدستور، بعيوبه، وعدم انتهاكه هو احترام لإرادة الشعب. احترام قرارات وإرادة مجلس النواب هو احترام لإرادة الشعب، حتى وإن كان المجلس أو ما قررّه المجلس موضع انتقاد أو عدم رضىً. احترام صوت المتظاهرين ودراسة مطالبهم وتلبيتها بما يتماشى مع الأحكام الدستورية والقانونية هو أيضا احترام لإرادة الشعب”.
[ad_2]
Source link