أخبار عاجلة

السنعوسي يثري المكتبة الكويتية | جريدة الأنباء

[ad_1]

مفرح الشمري

[email protected]

بانوراما مدهشة قدمها للمكتبة الكويتية وزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي، حيث يتضمن كتابه المعنون: «رجل من الزمن الجميل.. فهد عبدالرحمن المعجل» توليفة من المعلومات والصور والوثائق التاريخية ووثائق الصحافة، خاض بها في حياة رجل من رجالات الكويت النماذج.

ومع سيرة فهد المعجل عرج السنعوسي على مراحل تحولات الحياة هنا في «الديرة»، فسلط الضوء على أول تجارب الفندقة في البلاد والصيدليات الأولى وقيصريات السوق القديم قبل إعدامها مطلع ستينيات القرن الماضي، كما قدم لنا بعض الإشارات الخاصة بتنظيم «مراكز الضواحي» التي تضم مستوصفا ومسجدا ومكتبة عامة ومخفر شرطة ومكتب بريد وجمعية تعاونية ودكاكين وما إلى ذلك، وهمس لنا ببعض الحديث عن بدايات الفيحاء وعن الدواوين والتي من بينها ديوان المعجل في الفيحاء، وقال عنه إنه معلم حضاري له قيمته وأهميته وهو من الأماكن الشاهدة على الأحداث والمشاركة في صنع التاريخ وحفظ الهوية.

يقول السنعوسي في مقدمة الكتاب «كنت في سن الطفولة حينما شاهدته أولا في ديوانية أبيه يعد القهوة ويقدمها مع الشاي إلى الضيوف، ثم ثانية في «الدكان» بسوق التجار يتدرب تارة وينشغل بحسابات الفواتير ووثائق البضاعة مرات أخرى. كان يسبقني في السن ببضع سنوات إلا أن ملامح الطفولة لم تكن قد رحلت بعد عن وجهه البريء، لذا تعجبت لأمره مرتين، الأولى كونه «يشتغل» في هذه السن المبكرة، والثانية لأن أبيه تاجرا مقتدرا لديه من العمالة التي يمكن الاعتماد عليها في هذه الأعمال بدلا من أكبر أبنائه البنين، وقد كشفت لنا الأيام القادمة أن ذلك كان لتأهيل الفتى وتمكينه من اختبار الحياة في صورها العميقة ومهنها البسيطة مع إكساب النفس تواضعا وصفاء وجعل الوجدان مشغوفا بخدمة الناس.

وبعد أن يمضي في سرد علاقته بصاحبه في ذلك الزمن البعيد يخاطبه السنعوسي قائلا: فهد المعجل، لم ترد أبدا أن يكتب عنك وقاومت فكرتي في نشر هذا الكتاب، كنت تهرب إلى ركن إنكار الذات وتختبئ خلف سواتر التواضع، تريد أن تبقى دون أضواء رغم أنك تحاط بهالة منها أينما حللت، وأن تعيش في هدوء رغم أنك تتصدر الأحداث وتصنع بعض جوانبها، ورغم أن الكتابات الحاصدة لأفعالك ومواقفك النبيلة ورصيدك الإنساني الزاخر كذلك هي كثيرة وعميقة.. وكما أعرفك حق المعرفة فأنت تدركني تماما لا أميل إلى المبالغة أو التضخيم ولا أقبل بصغائر الأشياء وأنصرف عن تهويل الإنجازات أو تهوينها، وفي ضوء هذه المعايير مضيت في إعداد ونشر هذا الكتاب مقتنعا بالسير على سلك مشدود والتزمت بما يمليه علي ضميري في تحقيق الهدف منه وهو توثيق مسيرة رجل عصامي وإتاحتها للأجيال كي تستنشق منها هواء النجاح وتمتلك حوافز الطموح والعمل.

وصية من زمن الأجداد

الكتاب يبدأ بوصية السيدة فاطمة عبدالكريم بن حمد آل بن علي (جدة فهد المعجل) ولا يكتفي بعرضها وشرح مفردات لهجتها النجدية القديمة بل يشار إلى ثلاثة دلالات تحملها، واحدة منها تذكر أن من بعثت لنا بهذه الوصية من زمن بعيد قد أوصت أهلها وبنيها «أولا» بالتقوى وإصلاح ذات البين وأن يكونوا مؤمنين وبالتالي (يقول أبو طارق) فإن هذا الاعتبار الأخلاقي قد سبق الجانب المادي، وهو ما يمكن القول معه أن ما يتمتع به أبناء المعجل من صلاح وحسن معايشة وكرم واهتمام بالضعفاء وعلاقات اجتماعية إنما هو موروث شب عليه الأبناء جيلا بعد جيل.

ويمضي هذا القسم فيتحدث عن جذور المعجل وانتشارهم في الحصون والمجمعة والعودة والدمام والزبير وفي الكويت.

40 ريالاً للبدايات

يذكر الكتاب أن تجارة عبدالرحمن المعجل (والد صاحب السيرة) وشقيقه حمد بدأت حينما عمدت والدتهما السيدة/ فاطمة عبدالكريم إلى بيع ثور بمبلغ 40 ريالا ليبدأوا بهذا المبلغ تجارتهما ومن ثم تأسيس شركة «حمد وعبدالرحمن المعجل» التي اتسعت وانتشرت بين الدمام والكويت إلى أن استقل كل منهما بتجارته وفي ذات الوقت لم يغفلا عن مسقط رأسهما بلدة الداخلة والتي كانت بفضل مبادراتهما أول قرية في سدير تشرب المياه بواسطة أنابيب بعدما قاما بإنشاء خزان مياه على بئر تسمى «الثريا» وقد خط «أبو فهد» تاريخ الإنشاء (1378هـ) بيده أعلى الخزان.

عالم التجارة

يحدثنا الكتاب عن علاقة فهد المعجل بعالم التجارة التي بدأت وهو في سن الثانية عشرة تقريبا حينما عمد والده إلى صرفه عن الدراسة وضمه إلى سوق التجار لمساعدته في عمله التجاري، فتعلم منه فن كتابة المراسلات والبرقيات وإمساك الدفاتر وإنجاز المعاملات في الجمارك ومع البنوك وتحصيل الأموال من الزبائن، وفي ذات الوقت كان يتولى مع ساعات الفجر الأولى فتح الديوانية وتهيئتها لاستقبال الضيوف ثم يتولى بنفسه إعداد القهوة العربية بما في ذلك طحن البن وتحميصه إلى طبخه وتقديمه بنفسه للضيوف.

يبين الكتاب أن فهد امتلك الطموح واستشرف المستقبل فلم يكتف بتجارة المواد الغذائية التي اشتغل بها والده بل خاض غمار التجارة في مواد البناء بعدما استشعر حاجة البلاد لها عند بناء الدولة الحديثة بعد تصدير النفط، كما أنه لم يتوقف عند أطراف تلك التجارة بل عمل في مجال الأدوية بتأسيس شركة المعجل للأدوية بداية الستينيات، كما أسس شركة الكويت الدولية للتجهيزات التي اشتغلت في مجالات مرتبطة بالصناعة النفطية، قبل أن يتوسع من خلال مجموعة المعجل التجارية، ويطرق كذلك أبواب التجارة الدولية بمشاركته في تأسيس أربعة بنوك هي: بنك البحرين والشرق الأوسط، ومصرف انفستكورب بالمملكة البحرينية، وبنك الخليج في لندن، وبنك إيفا في باريس، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة نجد اسمه بين حكومات وشخصيات مرموقة تؤسس شركة أسمنت الفجيرة، وفي قبرص أنشأ شركة «ساوث فيلد» مع وزير خارجيتها آنذاك نيكوس رونالديس، قبل أن يؤسس شركة أكروبوليس Acropolis التي استحوذ من خلالها على وكالات لمشروبات غازية واستثمر في بناء فندق، وفي سويسرا حقق نجاحات مرموقة في عدد من المشاريع منها: فندق «ريف رول»، والاستثمار في أرض شاسعة بغية إقامة مجمعات سكنية وتجارية وثقافية عليها، وإنشاء مصنع للمياه المعدنية، وغير ذلك من مشاريع.

كراسي مؤسسية

حديث السيرة في كتاب «أبو فيصل» يبين لنا أن فهد المعجل مارس في مسيرته الطويلة ليس فقط الأداء التجاري والمالي إنما جلس أيضا على العديد من الكراسي في غرف صنع القرار المؤسسي وإدارة الكيانات، فقد تولى مراكز في مؤسسات صناعية وتجارية عامة، ومن ذلك أنه شغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة الشركة الأهلية العقارية وهي شركة عقارية كويتية (أسسها فهد مع شريك آخر هو رياض كحالة) وعضو مجلس إدارة شركة إسمنت الكويت وهي شركة مساهمة تأسست سنة 1968 بمرسوم أميري تمتلك رأسمالها حكومة الكويت ممثلة في الهيئة العامة للاستثمار ومجموعة الصناعات الوطنية القابضة وشركات استثمارية ومحافظ ومؤسسات وطنية وهي مدرجة في بورصة الكويت وخاضعة لقانون المال العام كما أنها تمتلك عدة شركات كويتية مقفلة، وتولى فهد كذلك منصب نائب رئيس مجلس إدارة الشركة الكويتية لبناء وإصلاح السفن وهي أيضا شركة مساهمة كويتية تأسست سنة 1974 بمرسوم أميري وبرأسمال 13.5 مليون دينار كويتي لتقوم ببناء السفن لصالح القطاعات الوطنية مثل شركات النفط الكويتية وكذلك إنشاء خطوط تدفق النفط وصيانة وإصلاح خزانات مصافي البترول، وقد تبدل اسمها اعتبارا من العام 2002 إلى «شركة الصناعات الهندسية الثقيلة وبناء السفن» وذلك لتنسجم مع ما تقوم به من مهام متطورة وأكثر تعددا، كما أن فهد احتل لمدة سنوات أربعة مقعدا في مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الكويت (من 1981 إلى 1985)، وحاز عضوية اتحاد مستوردي الأدوية في الكويت وعضوية مجلس إدارة جمعية الفيحاء التعاونية.

مفكرة فهد

من الجوانب الجميلة في الكتاب أنه ضم معلومات حول تلك المفكرات التي كان فهد يدون بها بخط يده أحداث أيامه (يوما بيوم) وقد تجول الكاتب بين صفحات تلك المفكرات والتي ضمت توثيقا مختصرا وجميلا لرحلات السفر وأحداثا أخرى منها الخاص كخروج عبدالله المحمد العبدالرحمن المعجل من المستشفى، وسفر والدته إلى شقرا مع أخيها عبدالله، وتسلمه لسيارته الجديدة البكس طراز 1952، وتشحيم السيارتين الباكارد والبوكس، وتوثيق تاريخ تعبئة ماكينة بالديزل (برميلين، واحد ابو تسع وواحد ابو اثني عشر تنكه)، وفي مفكرة أخرى سجل موعد زيارة مستر «كوك» بأنها في الساعة الثامنة صباحا، كما أن حساباته مع العملاء كانت حاضرة والتي كان بعضها بـ«الروبية» وبعضها بعملات أخرى ما يعني أنها مرتبطة بحسابات خارج الكويت.. وشملت المفكرات كذلك أحداثا عامة مثل: سفر أمير البلاد الأسبق الشيخ عبدالله السالم إلى باريس ولندن، وإعلان النظام الجمهوري في مصر برئاسة محمد نجيب «الساعة الثانية إنجليزي صباحا»، ووفاة الملك عبدالعزيز آل سعود.. وغير ذلك.

الدور المجتمعي

يسلط الكتاب الضوء على الدور المجتمعي لفهد المعجل ومبادرته بتأسيس عدد من المرافق الحيوية مثل مركز هيا المعجل لغسيل الكلى وصالة المعجل للأفراح ومركز ناصر المعجل لأطفال الداون ودعمه رحلة الأمل ومشاركته في عضوية اللجنة الوطنية لمساعدة أسر المحكومين وبنك المياه ودوره في حماية التراث في موطن جذوره بالداخلة بإعادة تأهيل ديوانية المعجل وتحويلها إلى معلم تراثي يستضيف الندوات والمحضرات والمنتديات الثقافية والأدبية ومشاركته في إعادة تأهيل جامع الداخلة التراثي والذي شيد قبل نحو 950 عاما، وكذلك دوره في مجلس التعاون الكويتي ـ التونسي ورئاسته لعدد من الروابط والتجمعات ومنها رابطة أعضاء هيئة التدريب بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، ورئاسة مجلس أمناء جائزة فلاح مبارك الحجرف للأعمال الوطنية، والرئاسة الفخرية للمجموعة السويسرية الكويتية للمشاريع الصغيرة والعضوية الفخرية لجمعية العلاقات العامة بالإضافة إلى رئاسته لنادي نجد والعضوية الشرفية لنادي الفيصلي وغيرها.

إهداء المؤلف كتابه إلى نفسه مبادرة سنعوسية لها دلالتها

ضم الكتاب بانوراما جميلة جمعت بين المعلومة والصورة والتوثيق الصحافي مع شهادات ووثائق تاريخية بعضها يعود إلى مائة وخمسين عاما مضت.

إطلاق اسم فهد المعجل على ملعب كرة القدم بنادي نجد سابقة أولى من نوعها في تاريخ الأندية السعودية بأن يتم إطلاق اسم أحد الوجهاء من خارج العائلة المالكة على مرفق رياضي.

تجربة فهد في عالم التجارة وإدارة الأعمال داخل الكويت وخارجها، وحجم تعاملاته وتنوعها، كونت لديه حصيلة استثنائية من الخبرة ورؤية لها موقعها واحترامها.. فهد بخلاف تجارته الخاصة احتل مقاعد في مجالس إدارات عدد من البنوك والمؤسسات الصناعية والتجارية العامة إلا أنه لم يتقلد أي منصب حكومي أو يشترك في لجانها، ولم ينتم لأي تيار سياسي أو يحسب عليه رغم أنه عاصر الكثير من الحركات والتيارات التي نشطت في مراحل من تاريخ البلاد، ما يجعل منه صوتا محايدا في الشأن الاقتصادي وصاحب رأي فني مستقل.

ضم الكتاب عددا من المقالات عن فهد بعضها كان قد نشر في الصحافة والأخرى كتب خصيصا بمناسبة صدور الكتاب.. وفي لمحة سنعوسية أخرى نجد أن كل مقالة ضمت صورة للكاتب مع صاحب السيرة.

عشر قصائد ضمها الكتاب حملت عنوان «فهد في عيون الشعراء»

حديث الصور ضم توثيقا مصورا لمراحل من حياة فهد وعلاقاته



[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى