من هو جدعون ساعر الذي فشل في إبعاد نتنياهو عن قيادة حزب ليكود؟
[ad_1]
في مسار ترشحه لمنافسة بنيامين نتنياهو على رئاسة حزب الليكود، حرص جدعون ساعر على إظهار نفسه بمظهر القيادة الشابة القادرة على إبعاد قيادة نتنياهو المعمرة التي تربعت على رأس الحزب والحكومة الإسرائيلية لسنوات طويلة.
بيد أن لهجة التحدي تلك اختفت تماما بعد إعلان فوز نتنياهو الساحق في الانتخابات الداخلية للحزب، فكتب ساعر تغريدة مهنئا منافسه قائلا “أهنئ رئيس الوزراء بالفوز في الانتخابات التمهيدية للحزب. سنقف أنا وزملائي في الحزب خلفه في الحملة الانتخابية لخوض الانتخابات العامة وتحقيق فوز”.
وكان المتحدث باسم حزب الليكود أعلن أن نتائج فرز الأصوات في 84 مركزا للاقتراع أكدت “فوز بنيامين نتنياهو بنحو 71.5 في المئة من الأصوات مقابل 28.5 في المئة من الأصوات لغريمه ساعر”.
فمن هو ساعر الليكودي الذي تحدى نتياهو؟
كان ساعر، الذي يصغر نتنياهو بنحو عشرين عاما، وزيرا تحت رئاسة الأخير، وهو يتمتع بشعبية بين أعضاء حزب الليكود.
وهو الليكودي الوحيد الذي دعا نتنياهو إلى فتح الباب أمام انتخاب زعيم جديد للحزب.
وحسب اللوائح الداخلية للحزب كان يُشترط موافقة نتنياهو قبل إجراء أي انتخابات داخلية، وهو مرشح الحزب الرسمي لمنصب رئيس الوزراء في الكنيست الحالي.
هل ينهي الأزرق والأبيض عهد نتنياهو ؟
ولم يخف ساعر حينها طموحه ورغبته في شغل منصب زعيم الحزب بدلاً من نتنياهو وتوقع أن يشهد الحزب صراعاً دامياً على الزعامة، وأنه سينجح في تشكيل حكومة جديدة بسهولة إذا أنيطت المهمة به.
وفي وقت سابق، حذر ساعر من أن نتنياهو الذي يواجه العديد من المعارك لن يستطيع أن يقود حزب الليكود إلى النصر في الانتخابات المقرر إجراؤها في شهر مارس/ آذار، وقد يقود الحزب إلى مقاعد المعارضة للمرة الأولى منذ عام 2009.
وسبق أن حصد ساعر، 52 سنة، أكبر عدد من الأصوات في الانتخابات الداخلية للفوز بترشيح الحزب في الانتخابات البرلمانية عامي 2008 و2012.
وأخذ ساعر إجازة من العمل السياسي بين عامي 2014 و2017. وبعد عودته خاض الانتخابات الداخلية مرة أخرى في شهر فبراير/ شباط الماضي وحل ثالثاً من حيث عدد الأصوات التي حصدها للفوز بترشيح الحزب في انتخابات الكنيست.
وكان ساعر قد أوقف نشاطه السياسي عام 2014 بعد زواجه من المذيعة في التلفزيون الاسرائيلي غولا ايفين لتكريس وقته لرعاية أطفاله من زواجه الأول وأطفال زوجته الجديدة.
نتنياهو يصف اتهامه في قضايا الفساد بـ”محاولة انقلاب”
لا تحالفات دائمة
وكان نتنياهو نفسه من رعى ساعر وساعده في الارتقاء في صفوف الحزب قبل عشرين عاما وعينه مستشاراً له في مكتبه.
وأعلن ساعر عن معارضته الشديدة للانسحاب الاسرائيلي من جانب واحد من غزة عام 2005. كما يعارض فكرة إقامة دولة فلسطينية.
وعندما عاد نتنياهو إلى السلطة مرة ثانية عام 2009 عين ساعر الذي درس المحاماة وعمل في مجال الاعلام، في منصب وزير التعليم وبعدها في منصب وزير الداخلية.
طيلة زعامته لحزب ليكود كان نتنياهو يستشعر مصدر الخطر على موقعه فكان لا يتوانى عن الإطاحة بمن يرى أنه قد يهدد موقعه، لكن الخطر الذي يواجهه الآن لم يأت من داخل الحزب، بل من القضاء.
ويواجه نتنياهو لائحة طويلة من التهم الجنائية. لكنه ينفي التهم الموجهة إليه، ويقول إن وراء القضية دوافع سياسية.
وقد سخر ساعر الذي تولى أكثر من منصب وزاري في حكومات نتنياهو المتعاقبة من موقف الأخير عند وصفه لائحة الاتهام التي صدرت بحقه بأنها محاولة إنقلاب، قائلا : “ليست هناك محاولة إنقلاب، وليس فقط من غير اللائق قول ذلك بل ينم هذا القول عن انعدام الحس بالمسؤولية وإنفصال عن الواقع”.
ما القضايا التي يتهم فيها نتنياهو بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة؟
ولا شك أن خصوم نتنياهو يتهيأون للإجهاز عليه عندما تظهر عليه علامات الضعف والوهن، ففي عالم السياسة في إسرائيل يعد الوفاء عملة نادرة وتغيير التحالفات هو الأكثر شيوعاً.
خلافات
وظهرت بوادر الخلاف بين بين ساعر ونتنياهو عندما لعب ساعر دوراً فاعلاً في انتخاب ريفلين، خصم نتنياهو، في منصب رئيس الدولة رغم معارضة نتنياهو.
وشارك ساعر في الحملتين الانتخابيتين الأخيرتين لحزب ليكود بفعالية وكان المسؤول الوحيد الذي عارض منح نتنياهو الحصانة ضد المحاكمة والمشاركة في المؤتمرات الصحفية التي دعا نتنياهو إلى مقاطعتها.
وعمل ساعر بعد استقالته من الكنيست زميل أبحاث رفيع المستوى في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (INSS) وكان محاضرًا بموضوع إدارة الحكم والإصلاحات في الكلية الأكاديمية أونو.
كما عمل ساعر قبل استيزاره في مناصب حكومية عديدة، منها سكرتير الحكومة، ما بين كانون الثاني / يناير وتموز / يوليو عام 1999 وما بين آذار / مارس 2001 وتشرين الثاني / نوفمبر 2002، ومساعد المدعية العامة للدولة(1997 – 1998)، ومساعد المستشار القانوني للحكومة(1995 – 1997).
وبعد فوز نتنياهو في الانتخابات التمهيدية لزعامة الليكود سيتعزز دوره في قيادته في الانتخابات العامة المقبلة في مارس / اذار المقبل.
كما أنه ليس من السهل حاليا الفصل بين نتنياهو وليكود حيث تكاد تكون سيطرته شبه مطلقة على مقدرات وقرارات الحزب، فقد حافظ نتنياهو على ولاء كبار قادة الحزب وكان ساعر الوحيد الذي تجرأ ودعا إلى إجراء انتخابات داخلية لاختيار زعيم جديد للحزب.
وفي وقت بات فيه نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الأطول بقاء في السلطة بعد تجاوزه المدة التي قضاها الأب المؤسس لدولة إسرائيل ديفيد بن غوريون في سدة الحكم، وفوزه بفترة ولاية خامسة، لكنه دعا بعدها إلى انتخابات جديدة بعد فشله في تشكيل الحكومة.
وتشير استطلاعات حديثة للرأي إلى أن الليكود سيواجه صعوبة في هزيمة حزب “أزرق أبيض” المعارض.
وينص القانون الاسرائيلي على التوجه إلى الكنيست لتكليف الشخصية التي عليها إجماع لتشكيل الحكومة إذا فشلت الكتل السياسية في تشكيل حكومة تحظى بأغلبية 61 صوتا في الكنيست البالغ عدد مقاعده 120.
وستشهد إسرائيل انتخابات عامة في مارس / اذار المقبل وسيخوضها حزب ليكود اليميني بقيادة نتنياهو الذي يخوض فيها معركة حياة أو موت بنظر البعض.
[ad_2]
Source link