أحمد قايد صالح: وفاة “رجل الجزائر القوي”
[ad_1]
في أحد التصريحات الأخيرة لرئيس الأركان ونائب وزير الدفاع الجزائري السابق، أحمد قايد صالح، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ندد بـ “مخططات العصابة وأذنابها من خلال المشاركة بصورة مكثفة في انتخابات الرئاسة” التي أُجريت في 12 ديسمبر/كانون الأول. في إشارة إلى رموز نظام الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة.
وكرر صالح في أكثر من مناسبة على أهمية الإسراع بإجراء انتخابات رئاسية للتخلص من عناصر النظام القديم. ودعا الجزائريين إلى المشاركة المكثفة في الانتخابات كونها “بمثابة انطلاقة جديدة على مسار بناء الدولة الجزائرية الجديدة”.
لكن القدر لم يمهل الرجل الذي وُصف بـ “رجل الجزائر القوي” ليرى ما سيحل بالجزائر بعد الانتخابات، إذ وافته المنية اليوم إثر أزمة قلبية.
فمن هو أحمد قايد صالح؟
ولد أحمد قايد صالح في 13 يناير/كانون ثاني عام 1940 في بلدة عين ياقوت بولاية باتنة في الجزائر.
وفي عام 1957، انضم قايد صالح لجيش التحرير الوطني لمقاومة الاستعمار الفرنسي، وكان في السابعة عشرة من عمره.
وبعد الاستقلال تلقى دورات تدريبية في الاتحاد السوفييتي السابق و تخرج منها بشهادة عسكرية من أكاديمية فيستريل، وشارك في حرب الاستنزاف في مصر عام 1968، وتدرج في السلك العسكري حتى وصل لرتبة لواء عام 1993 حيث تولى قيادة منطقة عسكرية.
وفي عام 2004 تولى قيادة القوات البرية ثم رقي عام 2006 لرتبة فريق وتولى رئاسة أركان الجيش الجزائري.
“موعد مع التاريخ”
وندد صالح بمحاولات “تقديم بدائل تستهدف ضرب الثقة القوية التي تربط الشعب بجيشه وإحداث قطيعة بينهما،” في إشارة إلى الشعارات التي رُفعت في الاحتجاجات مؤخرا، وطالبت بدولة مدنية وليست عسكرية. حتى أن بعضها ذهب إلى المطالبة بتنحي قايد صالح نفسه.
وجاءت هذه التصريحات بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية التي أُجريت في وقت سابق هذا الشهر، والتي وصفها صالح بأنها “موعد مع التاريخ”.
وقال صالح أثناء زيارة لمقر القوات الجوية الجزائرية في 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إن هناك “عصابة” تستنجد بـ “أطراف خارجية”، وإن الجيش يعمل على إفشال هذه المخططات وحماية سيادة البلاد والشعب الجزائري.
ووُصف رئيس الأركان الراحل بأنه الحاكم الفعلي للبلاد، منذ خروج المظاهرات المناهضة للعهدة الخامسة للرئيس السابق بوتفليقة
وأعلن عن دعمه للمظاهرات في أكثر من مناسبة. وحذر من أن هناك من يريد العودة بالبلاد إلى سنوات الألم والجمر، في إشارة إلى الحرب الأهلية في تسعينيات القرن العشرين، والتي راح ضحيتها أكثر من مئتي ألف شخص. والتي عُرفت بـ “العشرية السوداء”.
وكان أحمد قايد صالح من أبرز قيادات الجيش الجزائري خلال فترة العشرية السوداء. أكد أن الجيش سيعمل على ضمان أمن البلاد ولن يسمح بالعودة إلى عصر إراقة الدماء.
إنقاذ نظام بوتفليقة
وفي سبتمبر/أيلول عام 2013 أصبح قايد صالح نائبا لوزير الدفاع خلفا لعبد الملك قنايزية، مع احتفاظه برئاسة أركان الجيش الجزائري.
وجاءت هذه الترقية بعد إصابة الرئيس السابق بوتفليقة بجلطة دماغية في 27 من أبريل/نيسان 2013، نُقل على إثرها إلى المستشفى العسكري الفرنسي “فال دوغراس”. ثم عاد في 16 يوليو/تموز من العام نفسه على كرسي متحرك.
واعتُبر قايد صالح منذ ذلك الحين الذراع اليمنى لبوتفليقة. وتردد أن قيادة الاستخبارات السابقة، وعلى رأسها محمد مدين المعروف بـ “الجنرال توفيق”، كانت تسعى للإطاحة بالرئيس خلال وجوده في فرنسا للعلاج.
لكن قايد صالح تمكن من الإطاحة بعدد كبير من كبار ضباط المخابرات بعد ترقيته لمنصب نائب وزير الدفاع.
ومع تعالي الأصوات المطالبة بترشح بوتفليقة لولاية خامسة، نفى الفريق أحمد قايد صالح أية طموحات سياسية من جانبه. وهو موقف دأب على نفيه حتى بعد تنحي بوتفليقة.
ويذكر أن الفريق أحمد قايد صالح حاصل على العديد من الأوسمة العسكرية، وهو متزوج وله سبعة أبناء.
وكان شقيقه قد توفي قبل ما يقرب من شهر، في 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
[ad_2]
Source link