هكذا أفلست اسكتلندا فاتحدت مع | جريدة الأنباء
[ad_1]
خلال القرن 17، اتجه الاسكتلنديون للإيمان بمشروع طموح لجعل بلادهم قوة اقتصادية قادرة على مقارعة القوى العالمية، وفرض إرادتها على العالم.
فخلال تلك الفترة، عاد التاجر والمصرفي الاسكتلندي وليام باترسون (William Paterson)، المولود سنة 1658، لوطنه بعد أن حقق ثروة هائلة بفضل أعماله التجارية العالمية التي قادته نحو شمال القارة الأميركية والمناطق المعروفة بالهند الغربية حينها.
وحال عودته لاسكتلندا، اتجه باترسون لجمع مزيد من الأموال عن طريق مشروع عملاق وسابق لأوانه لتقريب المسافة بين الشرق والغرب بفضل منفذ بحري يربط المحيط الأطلسي بالمحيط الهادئ تهيمن من خلاله اسكتلندا على التجارة العالمية. إلى ذلك، ساهم باترسون أواخر القرن 17 بشكل فاعل في بعث مشروع مؤسسة اسكتلندا للتجارة نحو إفريقيا والهند بإدنبرة بهدف إنشاء مستودع تجاري ببرزخ دارين (Isthmus of Darien) الملقب حاليا ببرزخ بنما والذي يفصل بين شمال وجنوب القارة الأميركية. وتزامناً مع ذلك، روّج كثيرون لقدرة هذا المشروع على جعل اسكتلندا قوة عالمية ودعوا الاسكتلنديين للهجرة نحو هذه المناطق للحصول على ثروات طائلة.
في الأثناء، حاول الإنجليز الاستثمار في هذا المشروع إلا أنهم أجبروا على التراجع عن ذلك بعد ضغط من البرلمان ومؤسسة الهند الشرقية التي خشيت من خسارة أموالها في مشروع غير مضمون النتيجة ومحفوف بالمخاطر ليجد بذلك الاسكتلنديون أنفسهم وحيدين أمام هذا المشروع الذي لقّب بمشروع دارين نسبة لبرزخ دارين.
إلى ذلك، أقبل عدد هائل من الاسكتلنديين للاستثمار بهذا المشروع، حيث لجأ العديد منهم لتقديم مدّخراتهم التي لم تكن تتعدى أحيانا الخمسة جنيهات أملا في تحقيق الثروة، فضلا عن ذلك لم يتردد كثيرون في ركوب البحار للمشاركة بالرحلات التي قادتهم نحو برزخ دارين لإنشاء مستعمرة اسكتلندية بها. وقد غادرت السفن الموانئ الاسكتلندية وسط أجواء احتفالية يوم 12 تموز/يوليو 1698 وعلى متنها ما يزيد عن 1200 راكب لتبلغ يوم 30 تشرين الأول/أكتوبر 1698 مناطق برزخ دارين المليئة بالبعوض وسط أجواء جنائزية، بسبب وفاة العديد من المهاجرين على متنها جرّاء الأمراض.
وحال وصولهم، باشر الاسكتلنديون بدفن موتاهم وأطلقوا اسم كاليدونيا (Caledonia) على هذه المنطقة واختاروا عاصمة لها لقّبوها بإدنبرة الجديدة. تزامنا مع معاناتهم من الأمراض، عانى الاسكتلنديون من هجمات الإسبان الذين رفضوا وجودهم بالمنطقة وأغلقوا الطرق البحرية أمامهم لتنتشر بذلك المجاعة في صفوفهم. من جهة ثانية، أشفقت قبائل السكان الأصليين التي قطنت المناطق المجاورة على الاسكتلنديون فجلبوا لهم العديد من الهدايا التي تكونت أساسا من السمك والغلال.
ومن ضمن 1200 مهاجر، لم يبقَ سوى 400 فقط على قيد الحياة. وبسبب عدم انتشار المعلومات والأخبار بشكل سريع بذلك العصر، لم يعلم سكان اسكتلندا بأهوال معاناة مواطنيهم بالجهة الأخرى من الأطلسي لتنطلق بذلك خلال الأشهر التالية 6 سفن أخرى محمّلة بالمهاجرين الاسكتلنديين.
ومن إجمالي السفن التي أبحرت، لم تعد سوى سفينة واحدة نحو اسكتلندا، حيث فارق أكثر من ألفي مهاجر الحياة ببرزخ دارين. فضلاً عن ذلك، أهدرت اسكتلندا نحو 500 ألف جنيه بهذا المشروع الفاشل فشارف اقتصادها على الانهيار ودخلت البلاد بأزمة انتهت بحلّ البرلمان ورضوخها ما بين عامي 1706 و1707 لقوانين الوحدة مع مملكة إنجلترا التي ساهمت في ظهور مملكة بريطانيا العظمى.
[ad_2]
Source link