نكون أو لا نكون عرض دودهنا ! | جريدة الأنباء
[ad_1]
من إيجابيات مهرجان الكويت المسرحي بدورته العشرين اننا نشاهد عددا من التجارب المختلفة للمخرجين المشاركين في هذه الدورة، وهي تجارب أرادوا منها تقديم اساليب واشكال مسرحية لم يقدموها على خشبة المسرح من قبل، وهذا الامر يبشر بالخير بأننا نمتلك جيلا مسرحيا يحمل قدرا من الوعي والفكر في تقديم تجاربه المسرحية بكل ثقة امام ضيوف المهرجان.
ومن هذه التجارب الجديدة، ما قدمه المخرج مشاري المجيبل في مسرحيته التي عرضت امس الاول على خشبة مسرح الدسمة وتحمل عنوان «نكون أولا نكون» لفرقة مسرح الخليج العربي وهي من ضمن العروض المسرحية الرسمية في المهرجان من تأليف بدر محارب وتمثيل حسن ابراهيم ومشاري المجيبل وحسين المهنا وكفاح الرجيب وعثمان الصفي وهيا السعيد وشاهين الشاهين والفنان علي العلي كضيف شرف، واما الفريق الفني يتكون من محمد الربيعان «ديكور»، د.فهد المذن «اضاءة»، حصة العباد «ازياء»، عبدالعزيز الجريب «المكياج»، عبدالله البلوشي «موسيقى ومؤثرات صوتية» وآخرين.
فرجة بصرية
العرض المسرحي كان بمنزلة فرجة بصرية استحق التصفيق كثيرا، وذلك بسبب التجانس الموجود بين فريق العمل كممثلين وكفريق فني، وهذا الامر يدل ان مخرج العرض مشاري المجيبل «ماسك العرض» بكل احترافية على الرغم انه يجسد شخصية «فهد» وهي الشخصية الرئيسية في العرض وايضا هي «هاملت» في حكاية ويليام شكسبير، وقد نجح المجيبل في توصيل شخصية فهد/ هاملت للمتلقي كنجاحه في اخراج العرض.
الكاتب بدر محارب «حير» الكثير في هذا النص فهل ما قدمه تأليف او «تكويت» لنص انجليزي معروف لدى الجميع خصوصا ان الاحداث «مثل مثل» خصوصا ان هدف محارب من كتابته لهذا النص استحداث هاملت كويتي وكيف يكون وذلك بعد وجود هاملت دنماركي وانجليزي وهذا ماذكره في الندوة التطبيقية فأما نكون أولا نكون.. هذا هو السؤال ؟
«هاملت الكويتي»
أحداث نص محارب دارت في الكويت وبلهجة كويتية وهي«مثل» احداث الانجليزي ويليام شكسبير التي دارت في مملكة الدنمارك في القرن الرابع عشر بعد مقتل «هاملت» ملك الدنمارك على يد أخيه «كلوديوس» الذي يدعي بأن أفعى قد قتلت أخاه، وسرعان ما يتزوج الملك الجديد «كلوديوس» من الملكة «جيرترود» زوجة الملك السابق، عندها انتشر الخبر بين العامة بأن الملكة قد أقدمت على فعل شنيع ولم يبرئوا الملك الجديد من دم أخيه، ليعيش بعدها الابن «هاملت»
صراعات نفسية، فهو يشك بعمه ولا يبرئ أمه، ويحدث أن يرى طيف أبيه يخبره بأن عمه قد قتله واستولى على ملكه وفراشه ويحثه على الثأر، فتزداد صراعات هاملت الداخلية ويشك بأن من ظهر له هو الشيطان وليس روح أبيه، ليبدأ بعدها التحقق من أن عمه قد قتل أباه فعلا، فيدعي الجنون حتى على حبيبته «أوفيليا» ليسهل عليه ذلك ولكي لايشك عمه بأمره ويسعى في قتله، فتخطر في باله فكرة أن يدعو فرقة مسرحية تجسد سيناريو قتل أبيه في عرض مسرحي في القصر، ويشاهد وقع هذه المسرحية على عمه وهذا ما يحدث بالفعل، وتصدق نبوءة هاملت فلم يستطع الملك اكمال المسرحية ويضطرب اضطرابا شديدا يجعله ينهي هذه المسرحية مما يؤكد للابن هاملت ان عمة «كلوديوس» هو من قتل أباه بالفعل.
حكايات بوعواد
ما سبق شاهدناه باللهجة الكويتية برؤية المخرج مشاري المجيبل وذلك باختلاف فبعد ان اراد فهد/هاملت التأكيد ان عمه هو قاتل والده دعاه لمقهي شعبي ليستمع الى «حكايات بوعواد» الذي جسد شخصيته بإتقان الفنان علي العلي، وعندما وصل شاهين/ كلوديوس مع مستشاره بولونيوس/ ابوسعد الى المقهى وبدأ «بوعواد» بسرد الحكاية ومع مرور الوقت يخرج شاهين/ كلوديوس من المقهى ليستدعي «بوعواد» في قصره بحجة استكمال الحكاية فيقتله بالسم ويغضب بذلك مستشاره بولونيوس/ ابوسعد الذي ابلغ الجميع ان «فهد/ هاملت» قتل الحكواتي «بوعواد» ليجبره عمه بالسفر الى بومباي وحمله رسالة مكتوبة لشريكه «سردار»ولكن «الشبح» الذي جسده عثمان الصفي طلب منه فتح الرسالة ليفاجأ بأن عمه يريد التخلص منه.
مغلف بالسياسة
كما ذكرت اعلاه، ان العرض سحر الجميع وصفق له الجميع والصورة المسرحية التي قدمها مشاري المجيبل على خشبة المسرح تستحق الاحترام والتقدير وكانت في قمة الروعة والاستمتاع ومن المتوقع ان يحصد جوائز عدة في هذا المهرجان ولكن كان يحتاج هذا العرض الى عمق اكثر في التنفيذ حتى يجعلنا نفكر في شخصياته الكويتية التي كتبها المؤلف بدر محارب والتي عادة تكون كتاباته مغلفة بالسياسة وتحمل دلالات كثيرة، خصوصا ان نص «هاملت» قدمه الكثير من المخرجين في الخليج والوطن العربي من خلال رؤى اخراجية مختلفة ولكن المجيبل في عرضه الجديد «دودهنا» بتعدد النهايات، وهذا الامر جعل الجمهور في «حيرة من امره» في ظل الجماليات التي قدمتها الفرقة الموسيقية التي كانت بالفعل نجم العرض. الاداء التمثيلي كان بمنزلة مباراة فنية جميلة خصوصا الفنان علي العلي الذي استطاع من خلال تجسيد شخصية «ابو عواد» ان يكون الابرز بين الممثلين في الاداء التمثيلي، حضور، وسرعة بديهة وذكاء في التعامل مع الشخصية التي امامه خصوصا في المشاهد التي تجمعه مع مشاري المجيبل وحسن ابراهيم الذي يعتبر اضافة لهذا العمل.
[ad_2]
Source link