الثورة التونسية: كيف يقيّم التونسيون ثورتهم بعد تسع سنوات من اندلاعها؟
[ad_1]
في هذا اليوم قبل تسع سنوات أحرق الشاب، محمّد البوعزيزي، نفسه احتجاجا على تعامل السلطات البلدية معه أثناء بيعه الخضار على عربة يدوية وسط مدينة سيدي بوزيد وسط تونس وعلى وضعه المعيشي.
واندلعت ثورة بلغت نقطة تحوّل كبير عندما غادر الرئيس السابق، زين العابدين بن علي، البلاد في الرابع عشر من يناير/كانون الثاني تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية.
“ماذا كسبنا من الثورة؟“
ويطرح التونسيون في هذه الفترة من كلّ عام سؤالا موحّدا: ماذا كسبنا من الثورة؟
يرفض بعضهم أن يسمّيها ثورة ويرونها “خطأ تاريخيا” و”عثرة غيرت حال البلاد إلى الأسوأ” وأفقدتهم ما كانوا يعيشون فيه من “أمن وأمان”.
ويستشهدون بما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية وما حدث من عمليات إرهابية وما انتشر من “أفكار متطرّفة”.
ويذكر بعضهم أيام بن علي بحسرة.
أما من اقتنع بأنها ثورة فيعتمد على ما تغيّر من قوانين وما فتح من مجالات أمام حرية الإعلام وحرية التعبير والتظاهر واكتساب التونسيين المزيد من الحقوق السياسية للاحتفال بها كل عام.
أما من شارك في الثورة التونسية ومن دعمها في أن تأتي بكل ما طالبوا به من “شغل وحرية وكرامة وطنية”.
لكن تسع سنوات من “المخاض الثوري” أدخلت اليأس على قبل بعضهم فقال “إنها كانت ثورة… لكنّها ماتت”.
ويتمسّك بعضهم الآخر بها رغم إحساسهم بأنها “ثورة مغدورة” أو “ثورة، لم ينجح المُخلصون لطموحات شعبهم في المسك بزمام أمورها، لكنّهم مُصرّون على الدّفاع عنها” كما تكتبت الفنّانة التونسية الملتزمة آمال حمروني:
كانت الثورة التونسية أولى ثورات ما بات يعرف بـ”الربيع العربي” تلتها ثورات وانتفاضات أخرى.
ويحتفظ بعض النشطاء من العرب بمكانة خاصة لتونس في قلوبهم لأنها، كما قال المحامي والحقوقي المصري طارق حسين، “أضاءت الطريق” لمن ثار في بلدان أخرى.
انتشار “معجم” الثورة التونسية
اختُلف على اليوم الذي يجب أن تحيى فيه ذكراها: هل السابع عشر من ديسمبر يوم أحرق محمّد البوعزيزي نفسه؟ أم الرابع عشر من يناير يوم “هرب” بن علي؟
وسمّاها البعض ثورة الياسمين، الزهرة البيضاء التي تفوح رائحتها في صيف تونس واعترض البعض على التسمية لما لطّخ البياض من دماء سكبت خلالها.
وأطلق عليها البعض اسم “ثورة البرويطة” تهكّما فتبنّى آخرون الاسم فخرا.
والبرويطة في الدارجة التونسية هي العربة التي يدفعها البائع المتجوّل أو العامل يحمّلها بالبضائع، هي العربة التي كان محمّد البوعزيزي يعرض عليها الخضروات التي يبيعها.
والبرويطة، كانت أحد المصطلحات التي نقلتها الثورة التونسية من المحلية إلى فضاء جغرافي عربي أحب.
من هذه الكلمات أيضا “ديغاج” وهو مصطلح فرنسي بمعني ارحل، كان أحد الشعارات الرئيسية التي رفعها المتظاهرون في وجه بن علي. واستخدمها متظاهرون في أنحاء أخرى من العالم بعد ذلك.
كما انتشرت من تونس إلى البلدان العربية في الثورة مقولات أصبحت رمزا للثورة في تونس.
إذا حدّثت أحدهم عن الثورة التونسية يقول لك مازحا “بن علي هرب.. بن علي هرب”. وهي عبارة انتشرت مساء خروج بن علي من تونس.
صرخ بها في شارع خال ليلا المحامي والحقوقي التونسي “عبد الناصر العويني” الذي عانى من القمع سنوات حكم بن علي كما مع غيره من الحقوقيين والمحامين والنشطاء والمثقفين. وانتشر الفيديو انتشارا واسعا.
يذكر التونسيّون والعرب أيضا من الثورة التونسية مقولة: “لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية” والتي قالها الشيخ “أحمد الحفناوي” باكيا حين سأله أحدهم عن شعوره بما حدث في تونس.
صور من الثورة التونسية
خلال الأحداث التي شهدتها الفترة الممتدّة بين اندلاع شرارة الثورة وخروج الرئيس التونسي السابق من البلاد وإعلان الحكومة الجديدة، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور كثيرة أصبح بعضها أيقونات للثورة.
[ad_2]
Source link