بدر السيف ما يجمع الناشطات النسويات | جريدة الأنباء
[ad_1]
- «النسوية الإسلامية» أبرز النتائج والمخرجات التي تمخض عنها مسار التجديد الديني الذي يجري في منطقة الشرق الأوسط حالياً
- الناشطات المسلمات ما زلن يعملن ويكافحن من أجل تحقيق طموحهن المشترك مع وجود تنوع في منهجيات العمل الذي يمارسنه
- شبه الجزيرة العربية منبر حقيقي وفعال لخطاب ونشاط نسوي إسلامي عكس ما يتم ترويجه من صور نمطية
أكد د.بدر موسى السيف، من قسم التاريخ في جامعة الكويت، أن الرجل قد هيمن على إنتاج المعرفة في الإسلام منذ صدر الإسلام، إلا أن ذلك لم يمنع بروز دعوات إلى تمكين المرأة بشكل أفضل وأوسع، وهو ما سمح بظهور بذرة ما يمكن أن نسميه النسوية الإسلامية
وأضــاف الــســيف خلال محاضرة بعنوان: «الأديان ليست حصرا على الرجال وحدهم.. النسوية الإسلامية في المملكة العربية السعودية» والتي القاها خلال المؤتمر السنوي الـ٥٣ لجمعية دراسات الشرق الأوسط – والتي تعد اكبر وأقدم جمعية أميركية أكاديمية غير ربحية تجمع المفكرين وتبحث في شؤون الشرق الأوسط – في نيو اورلينز بالولايات المتحدة الاميركية مؤخرا، أن النسوية الإسلامية لها استراتيجية أساسية تتمثل في منافسة ومزاحمة هيمنة الرجل، والمناضلة من أجل المساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة.
وأكد د.بدر السيف أن تلك الحركة النسوية الإسلامية أصبحت تشهد ازدهارا واضحا في شبه الجزيرة العربية، وأنها تتميز بتعددية في التأويلات والتفسيرات الخاصة بوضع المرأة في الإسلام.
وقدم د.بدر السيف في ورقة البحث مجموعة متنوعة من الحركات النسوية الإسلامية التي تركز على هدف تغيير طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة.
كما أفصح عن عدد من دراسات الحالة، وذلك من قلب الدولة التي تعتبر الأشد تمسكا بالتقاليد المحافظة، كما يبدو للجميع، وهي المملكة العربية السعودية.
وأكد د.بدر السيف أن الحركة النسوية السعودية قد تمكنت من الصمود على مواقفها الأساسية، بالرغم من هيمنة النظام الذكوري ورغم وجود العديد من القيود التي تواجه العمل النسائي في المملكة العربية السعودية.
وأضاف أن الناشطات النسويات المسلمات البارزات ما زلن يعملن ويكافحن من أجل تحقيق طموحهن المشترك بينهن، لكن مع وجود تنوع في منهجيات العمل الذي يمارسنه، ما جعل مشروعهن أكثر إثارة للاهتمام، وذلك لأن كل ناشطة سعودية أصبحت تمثل نموذجا فريدا للحركة النسوية الإسلامية.
وأكد د.السيف أنه يمكن اعتبار «النسوية الإسلامية» بمنزلة أوضح وأبرز النتائج والمخرجات التي تمخض عنها مسار الإصلاح الديني الذي يجري في منطقة الشرق الاوسط برمتها حاليا.
وقد تم هذا لصاحبات النسوية الإسلامية بفضل اجمـــاعهن على هدف واضح، وقدرة رصينة على المحاججة، وتنوع كبير في المنهجيات التي يستخدمنها بما يوفر لهن طرقا متعددة للوصول إلى تحقيق هدف المساواة بين الرجل والمرأة باعتباره غاية للنوايا والمقاصد الإسلامية الحقيقية.
وأفصح د.بدر السيف عن أنه استخدم نموذج دنيز كانديوتي في الورقة التي قدمها. وأضاف أن نموذج دنيز كانديوتي هو نموذج للتفاوض مع النظام الذكوري، وقال إن في هذا النموذج، تظهر حقوق المرأة باعتبارها حقوقا قابلة للتفاوض: حيث تتخذ المرأة خيارات وبدائل بما يجعلها تقبل الخضوع للنظام الذكوري في بعض المناطق والمجالات، بشرط أن يتيح لها ذلك بعض القدرة على تحقيق انجازات في مناطق ومجالات أخرى بديلة. ورأى د.بدر السيف أن مسار هذا التفاوض مع النظام الذكوري وفق نموذج دنيز كانديوتي يتخذ أشكالا مختلفة بناء على الثقافة القائمة والسياق المتاح للمرأة.
وأضاف د.بدر السيف أن نموذج دنيز كانديوتي يوفر أفضل طريقة متاحة في العلوم الاجتماعية حاليا، لفهم تطور حقوق المرأة في منطقة آسيا برمتها، بما في ذلك مجال الحقوق الدينية.
وفي هذا الإطار، أفصح د.بدر السيف عن أنه قد أجرى بعض التعديلات على نموذج دنيز كانديوتي للتفاوض مع النظام الذكوري، بحيث يجعله أكثر قدرة على تحليل جدلية العلاقة بين أفكار وتصرفات الناشطات النسويات في المنطقة العربية.
كذلك اعتمد د.بدر السيف، في مصادر البحث التي قدمها، على إجراء عدد كبير من المقابلات المتعمقة مع الناشطات النسويات اللائي شملهن الاستطلاع، ووثق نتائج استطلاعه ذلك في ورقة البحث.
بعد ذلك قام د.بدر السيف باستكمال هذه المقابلات المتعمقة، بالاستناد إلى أعمال وكتابات الناشطات النسويات اللاتي أتى على ذكرهن في ورقته.
وقال د.بدر السيف إن الأمر الذي يلم شمل الناشطات النسويات ويجمعهن على قلب واحد هو شغفهن إلى دفع الإصلاح الديني قدما من خلال التركيز على منظور حقوق المرأة في الإسلام.
كما أكد أنه، ومن خلال دراسات الحالات التي قدمها في ورقته، يكون قد وفق في مسعاه إلى تقديم صورة عن كيف تناضل النشاطات النسويات السعوديات من أجل حرياتهن.
كما تمنى د.بدر السيف أن تكون ورقته البحثية تلك قد تمكنت من سد فجوة موجودة في أدبيات الإصلاح الإسلامي وأدبيات النوع والجندر الاجتماعي، وهي الفجوة التي يغيب عنها توقع وجود أي منبر حقيقي لخطاب ونشاط نسوي إسلامي فعال في منطقة شبه الجزيرة العربية، وذلك استنادا لتصور قديم فحواه أن منطقة شبه الجزيرة العربية تخلو من أي وعي نسائي بأدوار النوع الاجتماعي، وأنه يغيب عنها أي نشاط حثيث يهدف إلى مواجهة النظام الذكوري السائد، وهو التصور الذي يؤكد د.بدر السيف خطأه، في ورقته التي سعى فيها إلى تأكيد وجود نشاط نسوي وعلى قدر عال من الذكاء والفعالية في منطقة شبه الجزيرة العربية.
كما أكد د.بدر السيف أن هذا التصور أصبح في طور التغيير الجذري، حيث إنه منذ أيام قليلة قامت السلطات السعودية نفسها ممثلة في هيئة حكومية مختصة بحقوق الإنسان بنفي التقارير التي أصدرتها جهة حكومية أخرى والتي زعمت فيها أن الفلسفة النسوية تعتبر أيديولوجية متطرفة ومحل تجريم داخل المملكة العربية السعودية.
ويرى د.بدر السيف أنه مثل هذه التفاعلات التي تجري داخل السلطات والهيئـــــات الحكوميـــة السعودية نفسها تعتبر هي بحد ذاتها مؤشرا على وجود حد أدنى معقول من القبول لمساعي النسويات المسلمات بتعديل موازين حقوق المرأة، وهو تطور طيب تمنى له د.بدر السيف الاستمرار.
د.بدر السيف في سطور
د.بدر السيف عضو هيئة تدريس في قسم التاريخ جامعة الكويت حاصل على دكتوراه في فلسفة التاريخ بامتياز مع مرتبة الشرف من جامعة جورجتاون في مايو ٢٠١٩.
يركز د.السيف في أبحاثه على التاريخ العربي الحديث والمعاصر وخاصة التاريخ الفكري والسياسي، الفكر الاسلامي، مقارنة الأديان، بناء وتحول المفاهيم الفكرية، تمكين المرأة والشباب والدراسات
الجندرية.
عمل د.السيف في القطاعين العام والخاص في الكويت وتقلد مناصب رفيعة. د.السيف حائز على جوائز عدة وناشر لمقالات مختلفة في الفكر والسياسة والتعليم. السيف حاصل على ماجستير في مقارنة الأديان وماجستير في التربية كليهما من جامعة هارفرد وماجستير في القانون من جامعة لندن
[ad_2]
Source link