نيو جبلة لا طبنا ولا غدا شرنا
[ad_1]
مفرح الشمري
يحسب للقائمين على مركز الشيخ جابر الاحمد الثقافي احتضانه لعرض مسرحية «نيو جبلة» على خشبة المسرح الوطني على مدى الايام الماضية وستستمر عروضها حتى 14 الجاري وسط اقبال جماهيري جميل متعطش لاعمال مسرحية كوميدية هادفة بعيدا عن الاسفاف في ظل انتاج فني ضخم لم نشاهده من سنوات.
المسرحية نتاج ورشة مصغرة اقيمت في فبراير الماضي في المركز وشارك بها كل من حبيب جمعة وزينب احمد وشيخة الخالدي وسعود السنعوسي ورهام السامرائي واحمد الصالحي وفيصل خاجة وعالية الغانم وشروق مظفر، تصدى لنتيجة هذه الورشة الكاتب سعود السنعوسي ليقدم لنا عملا مسرحيا من خلال الفكرة المقتبسة من العادات والتقاليد الكويتية والتي لاتزال موجودة وهي «الأصل والفصل» و«انت ولد منو» و«انا ولد منو» حتى عندما نذهب إلى الكواكب الأخرى تبقى هذه المفاهيم متأصلة في ذهنية «بعض أفراد المجتمع» الذين ينطبق عليهم المثل الشعبي الدارج «بوطبيع ما ييوز عن طبعه»، و«لا طبنا ولا غدا شرنا» فمهما استبدلوا البعض مكانهم فيبقون على فكرهم وعلى طبعهم دون الاكتراث بالآخرين، في ظل هذه الفكرة الجريئة سارت احداث المسرحية التي دارت حول كارثة دمرت الارض وأجبرت الكويتيين على الهجرة الى كوكب زحل في حين سارعت دول اخرى من العالم الاول بإرسال مواطنيها الى المريخ، حيث يتحقق العدل والمساواة هناك ومن بين الافواج المهاجرة الى المريخ تسللت بعض العائلات الكويتية طمعا في مكتسباته العادلة لكنها وعلى الرغم من التطور الكبير لم تألف تلك العائلات النظام الجديد في المريخ، حيث أقامت حول منطقتها «طوفة» ضخمة حتى تنأى بها عن محيطها المريخي المختلف وحتى لا تصاب بغبار كوني قادم من ورائها من كوكب الارض المتهالك والمتحارب والذي لا يعيش حالة مستقرة.
من خلال قصة احداث «نيو جبلة» تنشأ علاقة حب بين جاسم (حبيب جمعة) وسلوى (زينب احمد) اللذين يحلمان بالزواج لولا رفض الاهل لإتمام هذه الزيجة خضوعا للعادات والتقاليد القديمة، فيسعى والد سلوى «طمام المرحوم» الذي يجسده الفنان القدير سعد الفرج وزوجته «تيتي لارحتي ولا جيتي» التي جسدتها الفنانة عبير احمد بكل السبل إلى افشال هذه الزيجة بالاتفاق مع «الملاج» الدجال «بو بدر الصملة» الذي جسده الفنان عبدالله الخضر «ويعيش في كوكب زحل وعلى الرغم من المحاولات الكثيرة لإفشال هذه الزيجة فإن «هامور بن مجنز» الذي جسده الفنان القدير عبدالرحمن العقل وزوجته «بيزة الخرداوي» التي جسدتها الفنانة زهرة الخرجي يحاولان قدر الامكان ان يثبتا لعائلة «طمام المرحوم» انهما من عائلة عريقة ولها جذورها التاريخية ولكن بعد ان لجأ «بن صملة» الى جهازه لكشف الحقائق اتضح ان العائلتين تاريخهما «يفشل»، ومع مرور الوقت «رفعة الخشم» انتهت من عندهم وتم زواج جاسم وسلوى والعودة الى الارض بسلام للعيش فيها على الرغم مما فيها من تناقضات!
الفريق الفني للمسرحية الذي يتكون من المخرج الانجليزي جوليان ويبر ومدير التصميم ليو وارنر ومصمم الرقصات احمد خميس ومصممة الازياء فوتيتي ديمو ومصممة المشاهد كلاوديا فراغوسو، استطاعوا ان يبهروا المشاهد بطريقة جميلة من خلال الديكور والإضاءة والموسيقى التي تصدى لتأليفها كل من نواف عبدالله وخالد نوري ومشعل حسين ويوسف ياسين، وهذا امر يحسب للقائمين على هذا العمل الضخم بان يكون عملهم يتماشى مع اذواق جميع الناس ونجحوا في استقطاب الشاعر الغنائي ساهر الذي كتب لهم اغنية «الطوفة» و«العرس» و«ملكة ومهراجا»، حيث كانت تتماشى تلك الاغاني مع احداث المسرحية بشكل كبير.
ورغم الجماليات الموجودة في «نيو جبلة» الا ان هناك بعض الهنات التي يجب الا تكون في مثل هذا العمل مثل عدم التعمق بالحوار والتلوين فيه من قبل بعض الممثلين مثل حوار زينب أحمد «سلوى» وحبيب جمعة «جاسم» الذي كان يحتاج منهما تعمق في الحوار والتلوين حتى لا يكون على رتم واحد، وهذا الأمر يسبب «الملل» لدى الجمهور، اضافة الى ظهور الفنانة عبير أحمد «تيتي» بفستان واحد طوال المسرحية حتى في غرفة نومها، الأمر الذي استغربه الحضور وتهامسوا عليه، وليس من المعقول ان يظهر الفنان عبدالرحمن العقل والفنانة زهرة الخرجي في مشهد غرفة النوم ومن فوقهما صورة الفنان القدير سعد الفرج والمفروض ان تكون صورة العقل لان الحدث في منزله، بالاضافة الى شخصية ميري التي جسدتها الممثلة نسرين سروري التي كانت هندية بالاسم ولكن حديثها كان بلهجة محلية بحتة وكأنها بنت العائلة!.
العمل بمجمله فكرته جيدة ولكن يجب التعمق فيه اكثر من خلال الممثلين باستثناء الفنان عبدالله الخضر الذي كان «ملح» المسرحية لعفويته وتلقائيته التي «ما لها حل» والتي تمنيت ان تكون عند بعض الفنانين الشباب المشاركين في هذه المسرحية التي أنتجها طلال المهنا ورهام السامرائي.
[ad_2]