أخبار عربية

ليزا سميث: من مجندة في الجيش الأيرلندي إلى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية


ليزا سميث

مصدر الصورة
Tom Conachy

يذكر رئيس الوزراء الأيرلندي السابق، بيرتي أهيرن، ليزا سميث على أنها “سيدة محبوبة” كانت تحب عملها.

وكان قد أًلقي القبض على سميث، البالغة من العمر 38 عاما، بتهم تتعلق بالإرهاب. لكن المفارقة أنها كانت جندية تعمل لصالح الحكومة الأيرلندية.

وسافرت سميث في عدة رحلات بصحبة أهيرن والرئيسة السابقة ماري مكاليس.

ترجع أصول سميث لبلدة دوندالك في مقاطعة لاوث. وانضمت إلى صفوف الجيش الأيرلندي وسلاح الطيران بعد إنهاء تعليمها المدرسي في عام 2000.

ووصفت نفسها بأنها كانت تعيش حياة من السهر والحفلات والإفراط في تناول المشروبات الكحولية أحيانا، بجانب تدخين الحشيش وتعاطي ما يعرف بحبوب السعادة (إكستاسي)، وذلك في حوار منذ ثماني سنوات مع صحيفة آيرش إندبندنت.

لكنها قالت إن اعتناقها الإسلام بدّل حياتها.

قبل ذلك كانت تزوجت سميث الذي تحمل اسمه في أيرلندا، لكن هذه الزيجة انهارت سريعا.

وفي عام 2015، سافرت إلى سوريا حيث تزوجت من مقاتل بريطاني وأنجبت بنتا.

وفي فترة إقامتها الأخيرة في سوريا، كانت تعيش في معسكر لاجئين تسيطر عليه القوات الكردية في شمال سوريا.

وقالت في مقابلة مع بي بي سي، في وقت سابق من هذا العام أثناء وجودها في المعسكر، إنها لم تشارك في القتال، ولم تدرب الفتيات على القتال واستخدام السلاح.

ورُحلت ليزا من تركيا إلى أيرلندا في صباح يوم الأحد الماضي.

بطانية وردية

وكان مجموعة من المسؤولين الأيرلنديين وأفراد من جناح رانجر للقوات الخاصة في الجيش الأيرلندي قد توجهوا إلى تركيا منذ عدة أسابيع للاستعداد لعودة سميث إلى أيرلندا.

ووصلت سميث ورضيعتها يوم الأحد الماضي إلى مطار دبلن، بصحبة القوات الأيرلندية، على متن طائرة تركية.

ونُقلت من الطائرة إلى مركبة كانت في انتظارها وهي مغطاة ببطانية وردية.

وقالت الشرطة الأيرلندية إن أقارب سميث يتولون رعاية ابنتها، التي تبلغ من العمر عامين.

Image caption

ليزا سيمث نفت في حوارها مع بي بي سي اشتراكها في القتال أو في تدريب فتيات على القتال

وتخضع سميث للتحقيق في مقر احتجازها بمركز شرطة كيفن ستريت في دبلن، للاشتباه في تورطها في أعمال إرهاب.

ويسألها المحققون عن أنشطتها وتحركاتها واتصالاتها والإلكترونية والشخصية في أفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط وأيرلندا منذ اعتناقها الإسلام.

ومثلت سميث أمام المحكمة في دبلن يوم الأربعاء الماضي، واستمرت الجلسة لمدة أربعين دقيقة. وكانت صامتة أغلب الوقت ولم تعلق عند تلاوة الاتهامات الموجهة إليها.

ويعد الانضمام إلى تنظيمات دولية غير قانونية مخالفة في القانون الجنائي في أيرلندا. وقد تصل عقوبة سميث إلى السجن عشر سنوات.

وقالت الشرطة إنه قد توجه إلى سميث المزيد من الاتهامات المتعلقة بتمويل جماعات إرهابية.

وقال متحدث باسم الشرطة لوسائل إعلام محلية إنها تتعاون مع جهات التحقيق الأيرلندية، كما تعاونت مع السلطات التركية ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي من قبل.

وقالت سميث في مقابلتها السابقة مع بي بي سي إنها استُجوبت أكثر من مرة من قبل عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، وأخذت بصماتها وعينة من حمضها النووي.

ميول انتحارية

وكان محامي سميث، ويُدعى بيتر كوريغان، إن موكلته جُندت في مرحلة حساسة من حياتها، حيث كانت “امرأة ضعيفة ولديها ميول انتحارية”. وإن الشخص الذي جندها استغل حالة الضغف المسيطرة عليها.

وفي عام 2014، أثناء رحلتها للبحث عن معنى لحياتها، أخبرها رجل دين أن “القرآن يُلزم المسلمين باتباع الخلافة التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية،” على حد قول كوريغان.

ويسوق المحامي حجة أن الحياة في الأراضي الخاضعة للتنظيم لا تعني بالضرورة الانضمام إليه.

ويقول إن موكلته سلمت نفسها للمقاتلين الأكراد عام 2019، الذين اقتادوها وابنتها لمعسكر اللاجئين “حيث عاشت في ظروف شديدة القسوة”.

وعن توجيه اتهامات لـ سميث بتمويل “الدولة الإسلامية”، يقول كوريغان إنها لم تقدم تمويلا، إنما قدمت مبالغ مالية بسيطة للفقراء الذين كانوا يعيشون في الأراضي الخاضعة للتنظيم.

ونُقلت سميث إلى سجن للنساء، وقال القاضي إنه سيطلب من إدارة السجن فصلها عن باقي السجينات حفاظا على سلامتها.

ومن المقرر أن تمثل أمام المحكمة يوم الثلاثاء القادم.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى