يوتيوب في المغرب:”مزحة أم “عنصرية”؟ فيديو لرضيع “أسمر” يجدد النقاش حول أخلاقيات النشر
[ad_1]
بين الفينة والأخرى تتعالى أصوات منتقدة للمحتوى المغربي المنشور عبر منصة يوتيوب، خاصة بعد لجوء البعض إلى أساليب وُصفت بأنها “منافية للأخلاق” لحصد أكبر عدد من المُشاهدات.
وكان أحدثها مقلب مثير للجدل لمدونة يوتيوب تدعى سارة أبو جاد، التي استغلت رضيعا أسمر البشرة، وقدمته لزوج أختها على أنه مولوده الجديد.
وأثار المقطع غضبا عارما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتبر مدونون أن تصرف سارة ينم عن عنصرية، وطالبوا بمحاسبتها.
في المقابل، دافع آخرون عن سارة، التي ظهرت في مقطع جديد تؤكد فيه أنها “ليست عنصرية”، قائلين إن “الأمر مجرد دعابة”.
“غياب القدوة”
وتبعا للجدل الدائر بشأن المقطع، دشن نشطاء مغاربة صفحات عبر فيسبوك تطالب بإعادة النظر في محتوى يوتيوب وحماية الذوق العام.
وتحت وسم “#باراكا_من_التفاهة (كفى تفاهة)”، دعا آخرون إلى الإبلاغ عن القنوات غير اللائقة بهدف دفع يوتيوب إلى إغلاقها.
ومن بين القنوات التي دأب المغاربة على متابعتها عبر موقع يوتيوب: “با عز الدين” و”لالة نعيمة” و”رجلي سيد الرجال “.
وتحصد هذه القنوات ملايين المتابعين ويحقق أصحابها شهرة منقطعة النظير.
وتعرض تلك القنوات مقاطع فيديو يومية لربات بيوت يتحدثن عن طرق تحضير وجبات الغداء لأزواجهن وعن الزيارات العائلية.
ويرى كثيرون أن بعض هذه المقاطع اقتحمت حميمية البيوت المغربية، واستغلت طيبة وسجية كبار السن لرفع نسب المشاهدة والتفاعل مع الفيديوهات.
ويستنكر بعضهم ظهور فتيات بملابس شفافة أثناء تنظيف المنزل، أو عند إرضاع أطفالهن، ويعتبرونه دليلا على “الرداءة وتدني المستوى”.
ويبدأ الأمر برصد خطأ عابر أو نشر معلومة بسيطة عن حياة الأفراد الشخصية ليتبع ذلك ضجة كبيرة تزيد من شهرة ذلك الشخص.
وفي هذا السياق، يضرب نشطاء أمثلة عديدة من بينها “نييا” و”إكشوان” وغيرهم.
وإكشوان شاب يتيم نطق اسم فيروس “أنفلونزا الخنازير H1N1” بشكل خاطئ فتحول من شاب مغمور إلى “نجم” تتهافت المنابر الإعلامية على استقباله والخوض في تفاصيل حياته.
وأصبح الشاب في غضون أيام محط اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ لا يزال اسمه من بين أكثر الأسماء بحثا على يوتيوب.
أما نيبا، فقد اشتهر بفيديوهات تتضمن شتائم وألفاظا نابية. ويظهر “نيبا” بعفوية زائفة، وهو يعترض على تصرفات المصور الذي يظهر فجأة لملاحقته وتوثيق كل كلمة أو حركة يقوم بها.
دعوات إلى التقنين
وطالب نشطاء الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري بفرض رقابة على ما يتم تقديمه عبر يوتيوب المغربي في ظل تلك الفيديوهات التي “تنضح بالتفاهة والسذاجة” على حد قولهم.
وكان وزير الثقافة المغربي، حسن عبيابة، قال قبل أيام إن قطاع الاتصال يعمل على إقرار قانون جديد يضبط النشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وبينما يرى مغردون أن تصريحات الوزير خطوة جيدة قد تضع حدا للمحتوى الهزيل عبر الإنترنت، يخشى آخرون من المساس بحرية التعبير عن الرأي.
ويدعو كثيرون إلى التشجيع على نشر المحتوى المفيد، بدلا من تقييد النشر.
ويضرب هؤلاء أمثلة لشباب ينشرون محتوىا تثقيفيا لكنهم لا يلقون ذات الشهرة التي يحظى بها أصحاب الفيديوهات “ذات المحتوى الرديء”، حسب قولهم.
ولكن لماذا يقبل كثيرون على مشاهدة تلك المقاطع؟
ويرجع المحلل الاجتماعي فيصل الطهاري أسباب ضعف بعض المحتوى المغربي على يوتيوب إلى سلوك الناشر والمتلقي.
ويدعو الطهاري إلى تعبئة مضادة لمحاربة القنوات التي تبث “مواد فارغة” ويقول في حديثه معنا: “علينا تشجيع الشباب على ترويج الفيديوهات الهادفة ودعم القنوات التثقيفية”.
ويكمل: ” المتصفح لمحتوى الفيديوهات المثيرة للجدل سينتبه إلى أنها تعود إلى فتيات، معظمهن ربات بيوت، أو شبان يعشون نوعا من الفراغ الاجتماعي، ويلجؤون إلى يوتيوب لإثبات أنفسهم وتحقيق الشهرة”.
ويكمل: ” أصحاب هذه الفيديوهات يسعون إلى الربح ويخضعون إلى لغة السوق لذا يتجاوزون كل الخطوط الحمراء في سبيل تحصيل عدد أكبر من المتابعين”.
[ad_2]
Source link