مظاهرات لبنان: هتافات “لا للحرب الأهلية” تعلو في بيروت بعد ليلة عنيفة
[ad_1]
نظّمت مجموعة من الأمهات مسيرة انطلقت من منطقة عين الرمانة ووصلت إلى منطقة الشياح في ضواحي العاصمة اللبنانية، في تحرّك رمزي “لبناء جسر بين المنطقتين ولاسترداد الشارع” بحسب ما قالته إحدى المنظمات، بعد ليلة عنيفة في المنطقة، ذكّرت اللبنانيين بالحرب الأهلية التي اندلعت في العام 1975 من المنطقة نفسها.
وحملت النساء خلال المسيرة وروداً بيضاء ورفعنها عالياً وعلت هتافاتهنّ الرافضة للطائفية وللحرب الأهلية “لا حرب، لا عنف، لا طائفية” و”لا للحرب الأهلية” و”بدنا دولة مدنية”.
وأكدت إحدى النساء المشاركات في المسيرة لـ”بي بي سي عربي” والتي فضّلت عدم ذكر إسمها، أنها تشارك للمرة الأولى في حياتها في تظاهرة، وقد نزلت هذه المرة مع والدتها المسنّة لرفض ما حصل البارحة في منطقتها.
ويفصل بين المنطقتين المتلاصقتين شارع واحد.
واتهمت الامرأة الأربعينية السلطات الحزبية “بافتعال مشكلات طائفية بعد نزول الملايين إلى الساحات رفضاً لجميع الأحزاب الحاكمة”.
وقالت إنّ الشبان الذين افتعلوا المشكل “لم يدخلوا إلى عين الرمانة أبداً. بل وقفوا على الحدود التي تفصل بين الأخيرة والشياح. ما يعني أنهم منظّمون ويعلمون جيداً أنّهم لو دخلوا إلى عين الرمانة، فكانوا سيشعلون البلد. ولهذا أعتقد أنّ أحد الأطراف يحرّكهم”.
وأضافت: “هذه المنطقة تحديداً تحمل وجعاً. وأنا أعتقد أنّ ما يحصل اليوم يمكن أن يحدث تغييراً. إلا أنّ هذا التغيير يحتاج إلى الوقت”. ولم تستطع السيدة أن تحبس دموعها فانهمرت وهي تسمع المتظاهرين يهتفون “يلي واقف عالبلكون، نزال نحنا شعبك هون”.
ورشّ بعض سكان الشياح الأرزّ على المتظاهرين من على شرفات منازلهم في حين كان المتظاهرون يهتفون: “حيّوا الشياح، حيّينا”. ووجّه المتظاهرون والمتظاهرات من داخل الشياح التحيّات إلى أهالي مختلف المناطق اللبنانية المنتفضة والتي قسّمت طائفياً منذ اندلاع الحرب اللبنانية.
ووصفت متظاهرة من منطقة الشياح فضّلت أيضاً عدم ذكر اسمها المسيرة بأنها “رائعة ومؤثرة”. مضيفةً لـ”بي بي سي عربي” أنّ أحداث الليلة الماضية كانت “مؤلمة ومخيفة”. مضيفةً: “السياسون مرتاحون في بيوتهم والناس في الطرقات تتقاتل بين بعضها البعض”.
ويتخوّف سكان المنطقتين من “انجرار بعض الشبان وراء الفتنة” في حال استمرار الإستفزازات من الجهتين.
مظاهرات لبنان: إلى أين تسير البلاد بعد بيان سعد الحريري برفض تشكيل حكومة جديدة؟
لماذا نزل اللبنانيون إلى الشارع؟
واعتبر أحد الرجال من عين الرمانة أنّ “ما يحصل في مناطق عدة في لبنان مُنظّم” وأنّ أحزاب السلطة “لم يبقَ لديها شيء سوى لعب ورقة الشارع وخلق حزازيات طائفية وحزبية بين اللبنانيين”.
واندلعت في مناطق عدة في لبنان ليلة أمس الثلاثاء إشكالات بين أطراف متعدّدة، كان أبرزها الإشكال الذي حصل في عين الرمانة ذات الغالبية المسيحية والتي تعدّ “معقل حزب القوات اللبنانية”، والشياح ذات الغالبية الشيعية وهي جزء من الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله وحركة أمل.
وبدأ الإشكال بحسب سكان المنطقتين بعد انتشار مقطع فيديو “عمره أكثر من 5 أو 6 سنوات أو ربما أكثر” يُقال إنه لشبان في عين الرمانة وهم يشتمون الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله.
وقد تسبّب نشر الفيديو بغضب عارم لدى شباب المنطقة المجاورة، فتجمّعوا وبدأوا برشق الحجارة باتجاه عين الرمانة، فتوتّرت الأجواء في المنطقة وتدخلت قوات من الجيش اللبناني وأجهزة أمنية أخرى للسيطرة على الوضع.
ويعيش سكان المنطقتين جنباً إلى جنب منذ عشرات السنين، من دون حدوث أي إشكالات في السنوات القليلة الماضية.
وطرح اندلاع إشكالات في مناطق عدة في لبنان في الوقت عينه أمس تساؤلات عدّة، فقال البعض إنّ هذه الإشكالات “مفتعلة ومهندسة” لضرب الاحتجاجات التي بدأت الشهر الماضي وشارك فيها ملايين اللبنانيين ضد السلطات المحلية والأحزاب الطائفية التي تشكّلها.
كما حصلت مواجهات بين متظاهرين في مدينة طرابلس شمال لبنان والجيش اللبناني، الذي أطلق النار في الهواء لتفريق عدد من الشبان حاولوا اقتحام مركز للتيار الوطني الحر في المدينة. وأسفرت المواجهات عن وقوع 110 جرحى بحسب “جهاز الطوارئ والإغاثة” المحلي.
وقال الجيش اللبناني في بيان إنّ أحد الشبان رمى عناصر الجيش بقنبلة يدوية لم تنفجر.
وأكد المتظاهرون في ساحة النور في طرابلس عبر وسائل إعلام محلية ومواقع التواصل الاجتماعي، أنّ لا علاقة لهم بالشبان الذين اشتبكوا مع الجيش، متحدّثين عن “طابور خامس يريد الإساءة إلى تحرّكاتهم السلمية”.
وفي منطقة بكفيا في المتن، اشتبك مناصرو حزب الكتائب مع مناصرين للتيار الوطني الحر بعدما اتجه مناصرو الأخير في موكبٍ منظّم إلى بكفيا وهي معقل حزب الكتائب، فحصل تراشق بالحجارة أدى إلى سقوط عدة جرحى.
وفي مدينة بعلبك البقاعية، هاجم مناصرو حزب الله وحركة أمل المتظاهرين اللاحزبيين في المدينة الذين يشاركون في الاحتجاجات من مناطقهم. وتمّ تهديم بعض خيامهم وتحاصروا لساعات داخل إحدى الخيم قبل أن تتمّ تسوية أوضاعهم.
وفي وقت سابق، تعرّض متظاهرون على طريق القصر الجمهوري في بعبدا إلى مضايقات من قبل مجموعة من التيار الوطني الحرّ الذي أسسه رئيس الجمهورية الحالي ميشال عون.
وتعرّض المتظاهرون في مدينة صور جنوب لبنان لهجوم شرس من مناصري حزب الله وحركة أمل ليل الإثنين، أحرقت خلاله خيامهم وتعرّضوا للترهيب.
أمّا ليل الأحد، فتعرّض المتظاهرون على جسر الرينغ في وسط بيروت إلى هجوم عنيف أيضاً من قبل مناصري حزب الله وحركة أمل، إلا أنّ القوى الأمنية سارعت إلى فصل المجموعتين وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع.
وكانت جهات سياسية رافضة للتظاهرات تحدثت قبل أسابيع عن “فتن” و”أجندات سياسية أجنبية خطيرة” تنفّذ من خلال التحركات. وحذّر الأمين العام لحزب الله في إحدى خطاباته من “محاولات لجرّ البلد إلى حرب أهلية”.
————————-
يمكنكم تسلم إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.
[ad_2]
Source link