تبون: المرشّح للرئاسيات الجزائرية يطلب اعتذارا رسميّا من المغرب
[ad_1]
مثّلت العلاقات المغربية –الجزائرية والحدود المغلقة بين البلدين المنتميين لوحدة مغاربية غير مفعّلة، أحد محاور برامج المرشّحين للانتخابات الرئاسية الجزائرية المزمع إجراؤها في الثاني عشر من ديسمبر/كانون الأول هذا العام.
وتعهد المرشّح علي بن فليس بـ “إعادة إحياء مشروع الاتحاد المغاربي” ضمن برنامج أطلق عليه “استعجال دبلوماسي” يشمل تحسين العلاقات بين بلاده وتونس والمغرب والصحراء الغربية التي وضعها في تصريحه مقام الدولة المعلنة المستقلة التي لا خلاف حول سيادتها.
قد يبدو في تصريح بن فليس محاولة لمسك العصا من الوسط وقد يبدو لبعضهم متناقضا، إذ من المعروف أن الخلاف الأكبر بين المغرب والجزائر محوره الصحراء الغربية التي يعدها المغرب جزءا من أراضيه بينما تدعم الجزائر استقلالها.
لكن ّ تصريح بن فليس لم يثر ما أثاره تصريح منافسه عبد المجيد تبّون حول العلاقات المغربية الجزائرية من جدل.
قال تبّون إن إعادة فتح الحدود المغلقة بين البلدين وارد لكنّه اشترط على السلطات المغربية الاعتذار للشعب الجزائري على فرض تأشيرة دخول على الجزائريين عام 1994.
واعتبر تبّون القرار المغربي إهانة للجزائريين.
وفرضت السلطات المغربية تأشيرة لدخول الجزائريين لأراضيها بعد تفجير استهدف فندق “أطلس أسني” في مرّاكش في الرابع والعشرين من أغسطس آب عام 1994 خلّف سبعة وثلاثين قتيلا، أُدين جزائريون ومغاربة بتنفيذه واتّهمت الرباط المخابرات الجزائرية بالتخطيط له.
وكان ردّ الفعل الجزائري حينها أن أمر الرئيس الأمين زروال بإغلاق الحدود بين البلدين بشكل كامل، ومازالت الحدود مغلقة حتى اليوم وإن خف التشدّد في إجراءات التنقّل بين البلدين.
رأى جزائريون ومغاربة في تصريحات تبّون إثارة للفتنة ودعوا لاجتنابها.
وقال معلّقون من الجانبين الجزائري والمغربي إن تبّون، يستخدم كغيره من المرشحين مسألة الحدود الجزائرية المغربية كورقة انتخابية لاستمالة المصويتين ونيل رضا المؤسسة العسكرية.
أثارت تصريحات تبّون غضب مغاربة قالوا إنه عملا بالمنطق الذي اتبعه، فإن للجزائر ما يلزمها على الاعتذار أيضا:
وعلى عكس ما فعله تبّون من تقليل من دور الخلاف حول الصحراء الغربية في الأزمة بين المغرب والجزائر، فإن موقف الجزائر من النزاع على الصحراء الغربية كان سند تعليقات مغرّدين مغاربة كان أغلبها حادا في الهجوم على السياسي الجزائري.
كما استمال تصريح تبّون بعض الجزائريين، أغضب بعضهم الآخر.
كان طلبه اعتذارا مغربيا كافيا لاقناع البعض بالتصويت لصالحه بينما قال آخرون إن الأحرى بالمرشح لرئاسة الجزائر طلب الاعتذار من فرنسا التي احتلت البلد قرنا من الزمن ويزيد.
وإن كان في تفاعل روّاد مواقع التواصل الاجتماعي مع تصريحات تبّون ما يشي بأن الخلاف قائم بين السلطات ولا يفسد ودّا بين مواطنين من الجانبين، فإن التعليقات لم تخلٌ من اتهامات متبادلة وهجوم في الاتجاهين.
الردّ المغربي على تصريحات تبون
لقي تصريح تبّون استنكارا في الأوساط الرسميّة المغربيّة ووصفته صحيفة “لو 360” القريبة من الجهات الرسمية بـ “الطلب السخيف والغريب” وتوقّعت أن تصبح العلاقات الجزائرية المغربية “أكثر تعقيدا” بعد هذا التصريح.
ونقلت صحيفة أصوات مغاربية الإلكترونية عن الأمين العام لحزب الحركة الشعبية المغربي امحند لعنصر، وعضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد عبد اللطيف اليوسفي القول إن تصريحات تبّون لا تخدم “رغبة الشعبين” في تجاوز الخلافات التي عدّاها تاريخا اليوم.
كما نقلت الصحيفة عن لعنصر قوله إن السبب وراء الخلاف المغربي الجزائري لم يكن هجوم فندق أطلس وفرض التأشيرة على الجزائريين كما يرى تبون، وإنما قضية الصحراء الغربية.
المغرب في “البرامج الانتخابية” الجزائرية
نال تصريح عبد المجيد تبّون بشأن المغرب النصيب الأوفر من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي لكنه لم يكن أوّل موقف من مرشّح للرئاسة يٌضعف أمل المتطلّعين إلى إنهاء الأزمة بين البلدين.
وقال المرشّح عبد القادر بن قرينة في مؤتمر صحفي في إطار حملته الانتخابية إن استمرار غلق الحدود بين الجزائر و”الشقيقة المغرب” لا يفيد أيا من الطرفين لكنه في نفس المؤتمر قال إن “هناك تصديرا ممنهجا، وتحت رعاية لكميات هائلة من المخدرات من المغرب تكاد مداخيله توازي مداخيل الجزائر من البترول”.
وكان للمرشّح لقصر المراديّة، عزّ الدين ميهوبي، أيضا تصريح في إطار برنامجه الانتخابي بشأن النزاع على الصحراء الغربية الذي وصفه بـ “قضية تصفية استعمار قائمة بين جبهة البوليساريو والمغرب”.
أغضب هذا التصريح بعضهم رغم أنه ليس أكثر من تأكيد للموقف الرسمي الجزائري المُعلن من قضية الصحراء الغربية.
وكان لميهوبي حديث لبرنامج بلا قيود على بي بي سي عربي يقول فيه إن الصحراء الغربية هي البلد الوحيد المستعمر في العالم ويؤكد موقفه الرافض لما وصفه بـ “الاحتلال المغربي للصحراء الغربية”.
[ad_2]
Source link