أخبار عاجلة

الروائية الشمري: ولجت، صغيرة، ومفتونة، إلى عالم الكلمة المطبوعة عبر نافذة الصحافة

مفرح الشمري

[email protected]

يواصل مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي أنشطته الفنية والثقافية في موسمه الجديد، وفي هذا الصدد شهدت القاعة المستديرة في المركز أمس الأول، فعالية «حديث الاثنين» التي استضاف فيها الروائية منى الشمري، التي قدمت محاضرة بعنوان «التلصص على الكتابة من الأدب حتى الدراما»، والتي تصدت لإدارتها الكاتبة بثينة العيسى وسط حضور غفير من الأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي في البلاد.

في البداية، قالت العيسى في تقديمها للروائية الشمري «حمالو الحكاية هم حراس الذاكرة تدرك الروائية منى الشمري هذا الأمر على نحو جيد، فهي تكتب قادمة من ذاكرة متفردة في خصوصيتها، ذاكرة القرية الساحلية، وحكايا النساء تحت القمر والمكتبة المنزلية المشرعة على الدهشة، والنوافذ المطلة على التراث، والأدب العالمي، والتجربة العربية في فرادتها أيضا.

في أدب منى الشمري، يلعب المكان دور البطولة، وينتشر ناعما في لغة باذخة الشعرية تكسب تفاصيل مضيئة، تمنح الحكاية تلك النكهة المغايرة، وتجعلها لا تشبه أي شيء آخر.

من الفحيحيل الخضراء إلى الأحمدي النفطية، ترصد منى الشمري ثنائيات تصوغ تعقيدات عالمنا.

بين المسجد والكنيسة، التمر، والرقص، والصلاة، الحب والتسلط، تكتب عن المجتمع بصفته طيفا بألوان عديدة، عن تعصب الموروث ضد الآخر، وأشياء أخرى أسست بها عوالمها السردية والدرامية».

المعرفة والتراث والفلكور

من جانبها، قرأت الشمري ورقة بشكل سردي تحدثت فيها عن مسيرتها وبدايتها في عالم القراءة والمكتبة منذ أن كانت طفلة إلى أن أصبحت روائية، ومن مقتطفات ما قرأت «ولجت، صغيرة، ومفتونة، إلى عالم الكلمة المطبوعة عبر نافذة الصحافة.

حينها كانت السلطة الرابعة بلاطا فاعلا في أعوام زهوها.

فكتبت المقال إثر المقال، إلى أن التهمت الصحافة اليومية وقتي وشغلتني، هي وظروف خاصة أخرى، عن إطلاق مجموعتي القصصية الأولى، فاكتفيت بنشر قصص قصيرة في الصفحات الثقافية اليومية».

وبينت في ورقتها، وقالت «في قرار حازم غير من وجهتي العملية، قررت ترك محرقة الصحافة اليومية إلى الأبد، وأن أخرج من المطبخ الصحافي بروائحه الخانقة، لاستنشاق الهواء النقي في حديقة الرواية، وبساتين القصة، والتفرغ التام لكتابة الدراما التلفزيونية، في محاولة لتوظيف شغفي ومزيج مخزون معرفتي، لتقديم رؤية جديدة ترتقي بالعمل الدرامي إلى الرؤية واللغة الأدبية.

بعد ذلك حاورتها العيسى وطرحت عليها مجموعة من الأسئلة فكانت البداية أيهما أقرب لها تأليف الكتب أم الكتابة للشاشة؟ لتقول الروائية منى الشمري ان تأليف الكتب والأدب أقرب لها، فهي الأكثر متعة، لأن الأدب أكثر حرية وأكثر اتساعا وأكثر عمقا، والدراما تقدم للمشاهد نصا ورواية لمن لا يحب القراءة ولا يستطيع أن يقرأه، فيرى الرواية بنسخة مرئية، وهناك روايات قرأها الجمهور بعد مشاهدة المسلسل الناجح المقتبس منها.

ولفتت الى أن الأدب أكثر حرية من الكتابة، مشيرة الى أنها في الدراما مقيدة بالوقت وبعوامل الإنتاج وقيوده مما يشكل ضغطا للإنجاز، في الأدب قد أكتب فصلا وأترك بيني وبينه مسافة شهر لأعود إليه وأجود الكتابة أحذف وأعدل بأريحية، لكن النص الدرامي لا يمكن تركه فتضيع الخطوط والأحداث والشخصيات من البال، مشبهة الكتابة للشاشة بالماراثون الذي لا يتوقف.

وعن شخوصها من أين تأتي بهم من الواقع أم المخيلة، أجابت: من الاثنين معا فالأشخاص الذين استلهمت منهم قصصها وروايتها، بقيت لهم صور بعيدة في الذاكرة لكنهم غير حاضرين بقوة كما هم أثناء الكتابة، وقد نرى في الحياة شخصية روائية فتغرينا لنقلها على الورق.

وعند سؤال الشمري، هل تمنحها الكتابة حرية أكبر في القول أكثر من العمل الدرامي أم هما مثل بعضهما بعضا، لترد بالنفي وتبين أن الأدب أكثر حرية فهناك على سبيل المثال بعض المشاهد لا تكون مقبولة اجتماعيا على الشاشة لكن قارئ الرواية يتقبلها، وكتابة الرواية تختلف عند نقلها للدراما، لافتة الى ان الشاشة حساسة وأيضا المشاهد حساس جدا، وبالتالي ما يصلح في الأدب لا يصلح دائما في الدراما، وهناك نصوص راعت هذه الجوانب وقدمت بشكل جدا جميل على الشاشة، وهناك في الشاشة حسابات أخرى غير الحسابات الرقابية والإنتاجية.

وعن تحول الأدب إلى الشاشة أوضحت الروائية منى الشمري: يقول ميلان كونديرا (لو كان شكسبير يعيش في وقتنا الحالي لاتجه لكتابة المسلسلات التلفزيونية) فعلا ان الشاشة تغري الروائي ويود أن تتحول أعماله للدراما لكنه في الواقع فخ، فهناك روايات نجحت جماهيريا وفشلت في الشاشة مثل (ذاكرة الجسد) لاحلام مستغانمي ولم يثنها الفشل، بل حولت (الأسود يليق بك) لفيلم وكذلك رواية «ساق البامبو» للروائي سعود السنعوسي التي كانت كرواية أجمل، هناك روايات سيئة ظهرت على الشاشة ناجحة وحققت لها رواجا وهناك روايات رائعة أساءت لها الدراما.

وبينت الشمري في حديثها أنها حاولت في أعمالها أن تقدم صورة أصيلة وحقيقية عن البيت الكويتي وما يحدث فيه، لكنها لم تقدم شيئا يسيء للبيت الكويتي، وأحبت أن تقدم صورة مشرقة بدون شتائم وطراقات لا تعكس بيئتنا وبيوتنا.

وأشارت إلى أنها في النسخة التلفزيونية المؤلف يعمل على الحوارات، ولكن في الأدب الروائي يشتغل على السرد وحوارات محدودة، ولهذا تعتني كثيرا بنوعية الحوارات التي لابد أن تكون راقية وغير مسفهة، ولا يعني تقديم مجتمع مثالي.

وعن سبب اختيارها عنوان المسلسل «لا موسيقى في الأحمدي» أوضحت الشمري أن الكثير يسألونها وكان بصفة يومية عن سبب اختيارها ذلك العنوان لتبين أنه يشير إلى عدم التناغم في الموسيقى الداخلية بين الأشخاص في المسلسل وبين الانفتاح في الأحمدي والأصالة والمحافظة في الفحيحيل والصراع بين التحضر الجارف والتمسك بالقيم القديمة.

وأضافت ان المسلسل بين الصورة الحقيقية للمجتمع الكويتي، مشيرة إلى أنها قدمت من خلال أعمالها للمرة الأولى كراكترات جديدة مثل منيرة المرتفع السيدة الكويتية التي تهرب الذهب من الهند إلى الكويت، وقدمت البدوي الذي تكون أمه «حضرية»، وأيضا قدمت البدوي عندما يحب المرأة الإنجليزية الحب المستحيل بين الشرق والغرب، مشيرة إلى أنها بهذا حاولت أن تدخل في مساحات جديدة وجدلية لم تطرح على الشاشة من قبل.

وعلقت قائلة: «المشاهدون تعبوا من القصص المكررة».

وعن علاقتها المتناغمة مع المخرج دحام الشمري تقول «محمد دحام الشمري مثقف وعميق وقارئ جيد».

وبينت الشمري أن محمد دحام يضع الممثل في المكان الصحيح وحريص على النص خلال تجسيد التصوير لأنه يعرف أن كل كلمة كتبتها تعبت عليها، مشيرة إلى تفهم دحام التام لطريقتها المركبة في الكتابة إذ إنها تكتب على طريقة (البزل)، مضيفة أنها تتواجد خلال فترة التصوير، وانها ومحمد دحام وفريق العمل خلال التصوير يتعبون على صناعة المحتوى الفني من البداية كورق حتى اختيار الكاست واللوكيشنات إلى الشاشة حتى نصل إلى أفضل النتائج.

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى