أخبار عربية

صاحب الرقم القياسي في الغوص الحر: كاد أن يموت عندما وصل لعمق 253 متراً بدون أوكسجين

[ad_1]

أحب هربرت نيتش الماء منذ نعومة أضفاره

مصدر الصورة
herbertnitsch.com

Image caption

أحب هربرت نيتش الماء منذ نعومة أضفاره

“يسألني الناس، هل بامكانك تصور الحياة بدون غوص؟ فأجيبهم هل لكم أن تتصوروا الحياة دون أكل”؟

نشأ هربرت نيتش في النمسا التي ليس لديها منفذ بحري، ولكنه انجذب للماء كما لو كان سمكة.

وأصبح الآن غواصا حرا قياسيا يتمكن من الغوص إلى أعماق كبيرة دون الاستعانة بمعدات الغوص التقليدية.

فبإمكانه التوقف عن التنفس لتسع دقائق، وتعد غوصته القياسية – التي تبلغ 253 مترا – أعمق من أي نقطة في بحر المانش.

تحدث نيتش لبي بي سي عن ولعه بالغوص، وكيف كاد هذا الولع أن يكلفه حياته.

لا حدود

يطلق على أكثر مجالات الغوص الحر عمقا وتطرفا اسم (لا حدود)، والتي يستخدم فيه الغطاس زحافة ذات وزن معين للغوص ويعود إلى السطح بعدئذ باستخدام أجهزة طفو. يعد هذا الأسلوب خطرا جدا حتى بالنسبة للغواصين المحترفين، وقد أودى فعلا بحياة عدد منهم.

مصدر الصورة
herbertnitsch.com

Image caption

كاد هربرت نيتش أن يموت خلال سعيه لكسر الرقم القياسي العالمي

ولكن هذا الأسلوب يعد اختبارا لثبات وشجاعة الغواصين من أمثال نيتش. وهو تحد يتوق له، وتحد أعدته له سنوات التدريب والمنافسة التي خاضها.

فمن خلال اساليب عدة، تمكن نيتش من زيادة قدرة رئيتيه الاستيعابية إلى 14 لتراً (القدرة الاستيعابية للانسان العادي لا تتجاوز ست لترات).

وفي شهر حزيران / يونيو 2007، تمكن نيتش من الغوص إلى عمق 214، مسجلا بذلك رقما قياسيا جديدا.

وفي عام 2012، تمكن من التفوق على ذلك، إذ غاص إلى عمق 253 مترا قرب جزيرة سانتوريني اليونانية. وهذا العمق يعادل ارتفاع ناطحة سحاب ذات 70 طابقا.

وصف نيتش تلك التجربة – التي كادت أن تكلفه حياته – لبي بي سي:

المقامرة الكبرى

“أغمضت عينيي، ولم ألحظ أي شيء حولي. فالعالم الخارجي لم يعد موجودا بالنسبة لي”.

توقف هربرت بعد أن غاص إلى عمق 15 مترا، وبدأ بزفير الهواء الموجود في رئتيه في جهاز يدعى EQUEX (جهاز تمديد التسوية)، وهو جهاز يشبه قنينة كوكا كولا كبيرة مزودة بانبوب في أعلاها وثقوب في أسفلها.

ابتكر هربرت هذا الجهاز لأجل معادلة الضغط الذي يتعرض له جسمه أثناء عمليات الغوص العميقة، فمن غيره قد يتعرض جسمه إلى أضرار كبيرة، كأن تنثقب طبلتي أذنيه.

مصدر الصورة
AFP

Image caption

ابتكر هربرت نيتش اساليبه الجديدة الخاصة للاحتفاظ بالهواء في رئتيه

يقول هربرت “كلما غطست إلى الأعماق، استنشق هذا الهواء رشفة برشفة. المشكلة في الأعماق أنك لا تتمكن من استنشاق الهواء من رئتيك، ولا يمكنك الزفير لتعادل ما تستنشقه. ولكن عندما أزفر في هذه القناني، أتمكن من الحصول على الهواء في العمق. يستغرق زفيري في جهاز EQUEX نحو نصف دقيقة، ثم أواصل الغوص برئتين فارغتين”.

ويقول “الضغط الذي يتعرض له الجسم البشري على عمق 250 مترا يعد كبيرا جدا، فالرئتان تتقلصان إلى حجم ليمونتين، كما ينكمش الدم من الأذرع والأرجل، ويتركز في الصدر لمنع القفص الصدري من الإنهيار”.

ولكن رغم كل ذلك، تمكن هربرت نيتش من كسر رقمه القياسي وغاص إلى عمق 253 مترا.

ولكن عودته إلى السطح صاحبتها بعض المشاكل. فعند عودته، فقد وعيه نتيجة حالة يقال لها (خدر النيتروجين Nitrogen narcosis) وهو تأثير تسببه بعض الغازات تحت الضغط العالي.

ويطلق على هذا الخدر في بعض الأحيان اسم “تأثير المارتيني (وهو نوع من الخمور)”، فكلما غاص الفرد إلى عمق أكبر، كلما شعر “بالسكر” أكثر.

الشعور بالثمالة

يقول هربرت “عندما تغوص إلى أعماق أكبر تصاب بخدر النيتروجين، وتشعر وكأنك ثمل. ويزداد هذا الشعور كلما ازددت عمقا. بسبب الخدر والشعور بالراحة، فقدت الوعي ونمت على عمق 80 مترا”.

مصدر الصورة
herbertnitsch.com

Image caption

شفى نيتش من المرض الذي أصيب به

“عثر غواصو الانقاذ عليّ على عمق 26 مترا”، حسبما يقول هربرت.

نقله فريق الانقاذ، مخافة أن يكون قد فقد الوعي نتيجة فقدان الهواء، إلى السطح في أسرع وقت ممكن بدل أن يسمحوا له بالبقاء تحت الماء ليتمتع بدقيقة ضرورية لتخفيف الضغط.

ولكن الوعي كان قد عاد إلى نيتش، ويعد عودته إلى السطح كان يعرف ما كان عليه عمله.

تخفيف الضغط

يقول “طالبت بتزويدي بالاوكسجين وبقناع، وغطست بسرعة من أجل معادلة الضغط”.

يذكر أن الغواصين يصابون بأعراض “مرض انخفاض الضغط” اذا حاولوا العودة إلى السطح بسرعة. فإذا حاول غواص أن يعود إلى السطح بسرعة دون أن يراعي التعليمات المتبعة، تتشكل فقاعات النيتروجيبن في دمه وأنسجته وأعضائه. وقد يسبب ذلك آلاما في المفاصل. واذا لم تخضع هذه الأعراض للعلاج قد يؤدي المرض إلى وفاة المصاب.

وقال “كان جسمي يصاب بالخدر، وكنت أشعر بالدوار”.

ولم تفد 25 دقيقة من الغوص تحت الماء من أجل تقليل الضغط بالغرض المنشود، ولذا طلب هربرت من فريقه أن يباشروا إجراءات (أو بروتوكول) الأمان.

وقد أدى التدخل السريع من جانب غواصي الأمان الذين يتمتعون بخبرة طويلة لإنقاذ حياة هربرت، ولكن الخطر لم يزل.

غيبوبة

نُقل نيتش جوا إلى مستشفى في العاصمة اليونانية أثينا، ولكنه أصيب بغيبوبة قبل وصوله إلى هناك. وعمل الأطباء في المستشفى على علاجه فور وصوله، ولكنهم قالوا لأسرته وأصدقائه إن حالته تتأرجح بين الحياة والموت.

مصدر الصورة
herbertnitsch.com

Image caption

أنقذ غواصون حياة هربرت نيتش

ويقول “لم أع ما الذي كان يحصل، ففي الأيام السبعة الأولى كنت في غيبوبة. لقد محيت في الوهلة الأولى ذاكرتي القريبة والبعيدة، ولم أتذكر حتى أسماء أصدقائي المقربين”.

ولكن أحد أصدقائه المخلصين أكد له أن وضعه ممتاز، وأنه سيعود إلى طبيعته بعد تعافيه من آثار الغيبوبة.

ويقول “بسبب أعراض انخفاض الضغط، أصبت بأعراض تشابه تلك التي يصاب بها أولئك الذين يصابون بالجلطات الدماغية. لم أكن واعيا للموقف بشكل كامل. كان الوضع كأنك تستيقظ من النوم وأنت ناس لكل تاريخك. لا تعرف أي شيء عن محيطك البتة”.

لم يتمكن هربرت من المشي، بل ولم يتمكن من الجلوس. وأجبر على استخدام كرسي متنقل، كما كان كلامه مبهما وغير واضح.

ويقول “لحسن الحظ، لم أكن واعيا لوضعي. ولكن بعد أن عاد إلي الوعي، تمكنت من سماع كلام الأطباء”.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

الغوص الحر قد يودي بحياة أمهر الغواصين. في هذه الصورة، يمتثل نيتش من غيبوبة أصيب بها نتيجة محاولة قام بها في فرنسا

كان تقرير الأطباء كئيبا، فقد قالوا له إنه قد لا يتمكن من المشي أبدا، وإنه لن يتمكن بالتأكيد من العودة إلى مهنته في الغوص العميق. ولكن هربرت لم يصدق ذلك، فقد اعتاد على تحدي المشككين في قدرته على اجتياز المصاعب.

الصراع من أجل العودة

تحدى هربرت الصعاب، وانخرط في برنامج للعلاج الطبيعي. وبعد ذلك، شارك في تدريبات للسباحة من أجل استعادة قوته وقدراته قبل أن يتمكن من أن يخطو أولى خطواته منفردا.

وبعد سنتين من تحطيمه رقمه القياسي العالمي (والذي كاد أن يتسبب في موته)، عاد هربرت إلى ممارسة رياضته المفضلة.

ورغم عدم تمكنه من المشاركة في مسابقات الغوص التنافسية، ما زال هربرت يحتفظ بـ 33 رقما قياسيا في الغوص الحر، منها لقب “أعمق انسان في الأرض”.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

الضغط العالي تحت الماء قد يؤدي إلى أعراض قد تؤدي إلى الوفاة

أما الآن، وبعد مضي سبع سنوات، تماثل نيتش بشكل تام تقريبا. ما زال يعاني من بعض الصعوبة في الحركة، ولكنه يمارس رياضة الغطس ويقول إن تلك الرياضة تشعره بحريته.

“كل شيء في الماء جميل، ففي الماء أشعر وكأني طفل”.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى