نحب الحلوى، لكن متى يصبح السكر مشكلة وما الحل؟
[ad_1]
قفز استهلاك العالم للسكر من 124.3 مليون طن عام 2011 إلى 172.4 مليون طن عام 2018، كما أظهرت إحصائيات المنظمة الدولية للسكر.
ويعني ذلك أن معدل استهلاك الفرد للسكر في العام بلغ نحو 22.6 كيلوغراما.
ولا تقيس احصائيات استهلاك السكر في العالم فقط السكر الذي يضيفه الناس إلى الطعام والمشروبات فقط. يوجد أيضا ما يشير إليه الخبراء باسم “السكريات الحرة”، التي تشمل السكر المضاف إلى الأطعمة أثناء التصنيع، أو الأطعمة التي تحتوي على معدلات مرتفعة من السكر بصورة طبيعية مثل عصائر الفاكهة.
الاستهلاك المكثف
لكن لم نتناول المزيد من السكر؟
أحد الأسباب الرئيسية لاستهلاك كميات كبيرة من السكر كانت دوما أن السكريات تعد أطعمة رخيصة وفي متناول الكثيرين للحصول على الطاقة وإمداد أجسادنا بها.
وتقول منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) إنه في الهند يمثل السكر “مادة رئيسية للاستهلاك وأرخص مصدر للطاقة بالنسبة للفقراء”.
وازداد استهلاك الهند للسكر في العقود الأخيرة، وبين بدايات الستينات ومنتصف التسعينيات قفز استهلاك السكر من 2.6 مليون طن في العام إلى 13 مليون طن.
وأصبح السكر أيضا جزءا رئيسيا من غذائنا في الخمسين عاما الأخيرة، حيث قفز استهلاك الأغذية المصنعة في شتى أرجاء العالم.
وتشير إحصائيات وزارة الزراعة الأمريكية إلى أن الأغذية المصنعة تمثل 77 في المئة من مبيعات العالم من الطعام منذ بدايات عام 2002.
والسكر عنصر رئيسي في الأغذية المصنعة، حيث تتم إضافته لتحسين المذاق أو لزيادة مدة صلاحية الطعام للاستهلاك.
وتقول الكثير من السلطات الصحية في مناطق مختلفة من العالم إن استهلاكنا الكبير للسكر عامل رئيسي في تفشى البدانة في العالم.
تقليل كمية السكر
في عام 2015 خفضت منظمة الصحة العالمية معدلها لكميات السكر التي ينصح بتناولها.
والآن توصي منظمة الصحة العالمية البالغين والأطفال بتخفيض كميات السكريات الحرة المستهلكة إلى أقل من عشرة في المئة من الأطعمة التي يتم تناولها يوميا للحصول على الطاقة.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن خفضا إضافيا إلى 5 في المئة، أو نحو 25 غراما (ست ملاعق صغيرة)، في اليوم “سيقدم المزيد من المنافع الصحية”.
وقالت فيكتوريا تيلور، كبيرة خبراء التغذية في “المؤسسة البريطانية للقلب” إنه “من الواضح أن السلطات الصحية توصي بخفض استهلاك السكر.
فرض ضرائب
دعا الاهتمام المتزايد باستهلاك السكر عددا من الدول إلى القيام بما هو أكثر من النصائح الطبية. ففي الأعوام الأخيرة فرضت أكثر من عشرين دولة ضرائب على السكريات (معظمها من المشروبات الغازية).
وفي وقت سابق من الشهر الحالي أصبحت سنغافورة أول دولة في العالم تحظر الدعاية التي تروج لمشروبات ذات محتوى عال من السكر، وسيتم تطبيق الحظر العام المقبل.
وقال إدوين تونغ، وزير الصحة في سنغافورة، في مؤتمر في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول “مجتمعنا الذي يزداد معدل عمره بسرعة وزيادة الأمراض المزمنة سيؤديان إلى نظام صحي مكلف لا يمكن استمراره إذا لم نتدخل”.
والتركيز على المشروبات ذات المحتوى العالي من السكر ليس أمرا عارضا، فهذه المشروبات تحتوي على قدر عال من السكر المضاف، بينما تنخفض في قيمتها الغذائية، ولكنها تحظى باستهلاك واسع في شتى بقاع العالم.
ووفقا لقاعدة بيانات أعدتها كلية الصحة العامة في جامعة هارفارد، فإن علبة من المشروب الغازي بطعم البرتقال حجمها 355 مم تحتوي على نحو 11 ملعقة من السكر.
وطالما أظهرت الدراسات الصلة بين استهلاك المشروبات السكرية وزيادة الوزن والنوع الثاني من مرض السكري وأمراض القلب وفي بعض الحالات الوفاة المبكرة.
دعاية سيئة
لكن البعض يعتقدون أن السكر يلاقي الكثير من الدعاية السيئة دون مبرر.
وقال خوسيه أوريبي، رئيس المنظمة الدولية للسكر، لبي بي سي إن السكر يدان ظلما نتيجة للنهج غير الصحي الذي يتبعه الناس في التغذية.
وقال أوريبي “يحصل السكر على دعاية سيئة، ولكن لا يمكننا أن ننسى أن له تاريخ طويل كمصدر رئيسي للطاقة. السكر يوجد في حليب الأم”.
وأضاف “لا يمكن استهداف السكر في مساعي التصدي لمشكلة البدانة. هناك العديد من الأسباب الأخرى، مثل تراجع معدلات النشاط الجسدي ونوعية الغذاء بصورة عامة”.
وقال “إننا واضحون في القول إن الاستهلاك الزائد عن الحاجة ليس أمرا جيدا”.
“نظام غذائي مدمر“
وتقول هولي غابرييل، متخصصة التغذية في مؤسسة “آكشن شوغار” البحثية، إن السكر لا مثل إلا جزءا من المشكلة.
وقالت غابرييل “ارتفاع معدلات البدانة جاء نتيجة لبيئة تشجع على البدانة ونظام غذائي مدمر”
وأضافت “يجب اتخاذ الكثير من الخطوات، من فرض ضرائب إلى صياغة برنامج كامل”.
ويتساءل أوريبي عن جدوى وكفاءة فرض ضرائب على السكر، ولكن هذا لا يمنعه من انتقاد صناعة الأغذية والمشروبات واستخدامها للسكر.
وقال “أثبت فرض الضرائب حتى الآن أنه مصدر إضافي للدخل بالنسبة للحكومات. ولكن الصناعات الغذائية في حاجة للمشاركة في هذا النقاش وألا تدفن رأسها في الرمال”.
وقد بدأت بعض شركات المشروبات والأغذية في العالم في المشاركة في النقاش حول السكر بالفعل.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي أبرمت العديد من كبرى شركات الأغذية في ألمانيا اتفاقا مع الحكومة للحد من محتوى السكر والملح في الأغذية المصنعة بنسبة 15 في المئة.
وماذا عن الكعك والحلوى؟
خلصت دراسة أجرتها جامعة أوتاغا في نيوزيلندا إلى أن فرض ضريبة قدرها 10 في المئة على المشروبات المحلاة قلص شراءها واستهلاكها بنسبة 10 في المئة.
وفي بعض الأماكن أدت الضرائب إلى أن تغير الشركات المصنعة للمشروبات تركيبة منتجاتها في محاولة للهرب من الضرائب. وفي بريطانيا انخفض معدل السكر في المشروبات بنسبة 28.8 في المئة منذ إبريل/نيسان 2018، حسبما قالت جماعة “آكشن أون شوغار”.
ونظرا لأن الضرائب على السكر ظاهرة حديثة، فإن تأثيرها على الصحة ما زال غير معلوم.
لكن دراسة أجراها باحثون في كلية لندن للنظافة والأمراض الاستوائية خصلت إلى أن فرض ضرائب على الحلوى مثل البسكوت والكعك قد يكون له فوائد صحية محتملة.
وفي الدراسة، التي تمت بالتعاون مع جامعتي أوكسفورد وكامبريدج، استخدم الباحثون نموذج محاكاة اقتصادي لتقييم تأثير زيادة الضرائب على الحلوى بنسبة 20 في المئة.
وخلصت الدراسة إلى أنه بالنسبة لجميع فئات الدخل مجتمعة سيؤدي رفع الضرائب إلى خفض في الوزن قدره نحو 1.3 كيلوغرام في العام.
وخلص الباحثون أيضا إلى أن زيادة مماثلة في الضرائب المفروضة على المشروبات السكرية ستؤدي إلى انخفاض الوزن بمعدل 203 غرامات في العام.
[ad_2]
Source link