الكويت تودع العم ناصر الساير رجل | جريدة الأنباء
[ad_1]
- الساير جمع في شخصه النجاح والنُبل وكرم الأخلاق
يوسف غانم
فقدت الكويت أمس المغفور له بإذن الله تعالى العم ناصر محمد الساير، الذي يعد واحدا من كبار رجالاتها الذين تركوا بصماتهم في الكثير من جوانب الحياة، فكانت آثارهم شاهدة على ما قدموه، رحل بهدوء تاركا وراءه إرثا من النجاح والسمعة الطيبة بأفعال خير كثيرة لا يعلم عنها غير الله تعالى ثم بعض من مدت لهم أيادي العون.
ومسيرة المرحوم بإذن الله تعالى كانت حافلة بالعطاء والنجاح، مسيرة كانت المغامرة عنوانا لها والعزيمة والإصرار والتحدي طريقا والنجاح هدفا ومبتغى.. فتحقق له ما أراد رغم الصعاب والعوائق الكثيرة التي واجهته، جسد مثالا في امتلاك الإرادة القوية والصلبة، امتلك عوامل النجاح فتعلم اللغات وأتقن الإنجليزية والفارسية والأردية، لغات أهلته لامتلاك زمام النجاح في التجارة والتعامل مع الآخرين، إضافة إلى ما يتمتع به المغفور له بإذن الله تعالى من صفات النبل وكرم الأخلاق وحسن التعامل مع الناس واحترامه للجميع ففاز بمحبتهم وتقديرهم.
والعم المرحوم ناصر الساير ولد عام 1929م لعائلة احترفت التجارة وعملت فيها لسنوت طويلة، وقد تلقى تعليمه بداية بمدرسة العنجري الأهلية ثم التحق بالتعليم النظامي في مدارس المباركية والأحمدية فالقبلية.
وقد شغل الفقيد، تغمده الله بواسع رحمته، العديد من المناصب الوظيفية، منها: عضو مجلس الأمة للفصل التشريعي الثالث، وعضو نادي المعلمين (قبل الاستقلال)، عضو سابق في المجلس الأعلى للمعاقين في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وعضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الكويت، وعضو مجلس إدارة الهيئة العامة للصناعة، ونائب رئيس مجلس الإدارة وعضو مجلس الإدارة لشركة المال الكويتية، ورئيس مجلس الإدارة السابق لشركة الدار للاستثمار، ورئيس مجلس الإدارة ونائب رئيس مجلس الإدارة السابق للشركة الوطنية الدولية القابضة، ونائب رئيس مجلس الإدارة الأسبق لمركز الخليج المالي، ونائب رئيس مجلس الإدارة في المنظمة الإسلامية العالمية.
الرحلة إلى اليابان
وكان رحمه الله تعالى يراسل الشركات التي يرى جودة منتجاتها فهو أول من استورد خزانات المياه ومضخاتها، ومولــدات الكهربــــاء والأصبــاغ والأخشاب والمواد الغذائية وعمل في تجارة الذهب أيضا وتاجر في السيارات وكان ذلك عام 1954م حيث استورد سيارتي سكودا، لكن عشقه للصيد دفعه للإعجاب بسيارات الدفع الرباعي «لاندكروزر» فاستورد سيارتين باعهما لدائرة الأشغال بعدها زار اليابان ليوثق علاقته بشركة «تويوتا» وليصبح وكيلا لها في الكويت ودبي والبحرين وشرق المملكة العربية السعودية وقطر ولبنان.
والفقيد، رحمه الله، كان أول من استحدث نظام البيع بالأقساط في الكويت عام 1957م، كما انتهج سياسة الباب المفتوح للتواصل المستمر مع العملاء والاستماع لمشكلاتهم والعمل على حلها ومتابعتها، إضافة إلى حرصه على تطوير الأداء والعمل على تقديم الأفضل للعملاء انطلاقا من حسه التجاري ومعرفته بمتطلبات النجاح وبأحقية العملاء في الحصول على أفضل خدمة فكانت الثقة بين الشركة وعملائها والتي أسهمت بارتفاع المبيعات وثبات الاسم كمرجع موثوق لدى الجميع، وبما يشكل مثالا يحتذى به لدى الآخرين.
وعلاقته باليابانيين تركت عنده انطباعا إيجابيا حيث انه يشيد بما يتمتعون به من صفات رائعة كالطيبة والصدق والأمانة وكرم الضيافة.
دور وطني
كما كان للفقيد ناصر محمد الساير، رحمه الله تعالى، دور وطني رائد ومواقف مشهودة في مسيرة الكويت الديموقراطية، حيـــث تم انتخابه في الفصل التشريعي الثالث عام 1971م لعضوية مجلس الأمة عن الدائرة الانتخابية الثالثة وقتها والتي كانت تضم (الشويخ والصليبخات والجهراء) وبواقع 5 نواب عن كل دائرة من الدوائر الانتخابية العشر لجميع مناطق الكويت، وجاء فوزه انطلاقا من حرصه على تقديم نوع من العطاء للكويت العزيزة على قلوب الجميع وكان عضوا في لجنة «الشؤون المالية والاقتصادية» ولجنة «شؤون العاملين»، وبالفعل كانت للمرحوم مواقف مشهودة بالرأي السديد والتنسيق والحوار البناء.
وقد أنجز هذا المجلس الكثير من القوانين التي تصب في صالح المواطنين وناقش اتفاقية بين الحكومة والشركات الأجنبية، حيث أوصى بأن تؤول جميع حقوق الشركات العاملة في البلاد للدولة، كما أقر قانون الوصية الواجبة، وقانون الموافقة على الاتفاقية الخاصة بإنشاء المؤسسة العربية لضمان الاستثمار، وقانون تعديل جداول ومرتبات الموظفين والمستخدمين والعمال وفئات العلاوة الاجتماعية المقررة لهم، وغيرها من القوانين الإيجابية والتي تركت أثرا كبيرا في حياة الناس، كما كان له دوره المشهود إبان فترة الغزو العراقي الغاشم للكويت والذي تجلت فيه محبته للكويت وأهلها.
رؤية وطموح
وللساير، رحمه الله تعالى، رؤية ثاقبة ودعوة دائمة الى الانتباه لضرورة مواكبة التطور والتقدم اللذين يشهدهما العالم بما فيه دول الجوار، مشيرا إلى حتمية التكيف مع قرارات منظمة التجارة العالمية لإنعاش الحركة الاقتصادية في الكويت والنهوض بها نحو الأمام، بالتزامن مع وضع خطة طموحة لإنجاز المشاريع الجديدة التي من شأنها الإسهام بنهضة البلاد وتنميتها في جميع المجالات، وكانت مطالبته دائما بضرورة إزالة العوائق والعقبات التي تواجه المستثمرين ورجال الأعمال والاقتصاد والقطاع الخاص، مع الالتزام بتطبيق القرارات الإيجابية لتحقيق الغايات والأهداف التي صدرت من أجلها.
دور رائد
وبالنسبة لرؤيته لرجال الأعمال من أبناء الكويت، فقد كان العم ناصر الساير، رحمه الله تعالى، يشيد بمبادرات أبناء الكويت ويثني على نجاحاتهم وأنشطتهم سواء كانت فردية أو جماعية مستذكرا دورهم الكبير في قيادة اقتصاد البلاد والنهوض به بكل أمانة وإخلاص، وإن كان هناك البعض ممن لم يحالفهم الحظ لكنهم اجتهدوا وبذلوا الكثير وهناك من خسر بسبب نكبة الغزو أو غيرها من الظروف، وكان، رحمه الله، يعول كثيرا على الشباب الكويتيين وعلى كفاءاتهم وقدراتهم وحبهم للمغامرة والبحث والتجريب، مع ضرورة تقديم الدعم لهم والوقوف معهم بمنحهم الفرص والدعم ليثبتوا وجودهم وليواكبوا ما يشهده العالم من تغير متسارع وتقدم كبير في مجالات العلم والمعرفة والصناعة والإنتاج، لأن الكويت لديها المقومات والمستقبل باهر ومتطور.
تأسيس وإدارة
ونظرا لحرصه على تنويع مجالات العمل، فقد أسس العم ناصر محمد الساير العديد من الشركات والمؤسسات العاملة في مجالات متنوعة ومختلفة، وترأس مجالس إدارة عدد منها، أهمها:
شركة مؤسسة محمد ناصر الساير وأولاده، شركة بحرة التجارية، مصنع الساير للمرطبات، مصنع الكويت لعلف الحيوان، شركة الساير لشراء وبيع وتأجير السيارات، شركة تسهيلات الساير، شركة الحزام الأخضر للنقل، شركة الأسواق المتحدة، شركة الساير للهندسة، شركة الساير مصر، شركة الساير دبي، شركة ناصر محمد الساير للخرسانة الجاهزة، شركة القافلة للمعدات، شركة ناصر الدولية للتجارة العامة والمقاولات، شركة ناصر الساير للإلكترونيات، شركة ناصر الساير للمطابخ.
مسجد وقاعة الساير
وكسائر الكويتيين في حبهم للعطاء والبذل وفعل الخير فقد امتدت أيادي الساير الخيرة إلى الكثير من المعوزين والمحتاجين، ومن الشواهد على ذلك إعادة بناء مسجد وقاعة الساير في منطقة عكار شمال لبنان، والذي أعيد بناؤه بإشراف لجنة الرحمة العالمية على نفقة المحسنين بدر وناصر الساير، إضافة إلى تقديم الدعم للجمعيات الخيرية التي تقدم المساعدات للفقراء والمحتاجين في الكويت وفي كل مكان، تأكيدا لما جبل عليه الكويتيون من حب للخير منذ القدم.
ولا يسعنا في «الأنباء» إلا أن ندعو الله تعالى لفقيد الكويت المغفور له بإذن الله تعالى العم ناصر محمد الساير بالرحمة والمغفرة وأن يدخله فسيح جناته، ونتوجه لأسرة الفقيد بخالص العزاء والمواساة وأن يلهمهم جميل الصبر وعظيم السلوان، (إنا لله وإنا إليه راجعون).
«الهيئة الخيرية» تنعى الساير: صاحب إسهامات خيرية سخية
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وببالغ الحزن والأسى، نعت أسرة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية عضو جمعيتها العامة وأحد كبار متبرعيها العم ناصر محمد الساير الذي وافته المنية عن عمر يناهز التسعين عاما، مستذكرة إسهاماته السخية وعطاءاته الكريمة في دعم مشاريع العمل الخيري، بل وإنجازاته الاقتصادية النوعية في نهضة البلاد.
وقالت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في بيان صحافي: إن ساحة العمل الخيري فقدت برحيل هذه القامة الكبيرة في العمل الاقتصادي والتجاري أحد أصحاب الأيادي البيضاء الداعمين لمشاريع خدمة الفقراء وعلاج المرضى وكفالة الأيتام ورعاية طلبة العلم وإغاثة المنكوبين في مختلف أنحاء العالم.
وأضافت الهيئة: إن الراحل كان قيمة كبيرة، خلف وراءه إرثا خيريا واقتصاديا ووطنيا رائدا جديرا بالتقدير والاحتذاء، وجسد مسيرة زاخرة بالعطاء والبذل والنجاح والعمل الدؤوب في العديد من الميادين، وتحمل على مدى حياته المديدة مسؤوليات وطنية كبيرة.
وأسرة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية إذ تتقدم بأحر وخالص التعازي وصادق آيات المواساة إلى أسرته الكريمة وكل ذويه ومحبيه، تدعو الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الراحل بواسع رحمته ورضوانه، وأن يسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقا، وأن يلهم أهله وذويه جميل الصبر وعظيم السلوان، إنه سميع مجيب الدعاء.
«الرحمة العالمية»: الراحل ساهم في دعم رسالة الكويت الإنسانية
نعت جمعية الرحمة العالمية الراحل ناصر محمد الساير الذي وافته المنية أمس.
وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية د.جاسم الياسين: نتقدم من آل الساير الكرام بخالص العزاء وصادق المواساة في وفاة المغفور له بإذن الله ناصر الساير، ونسأل الله أن يتقبله في الصالحين ويثقل موازينه بما قدمه من خير وعمل صالح.
وأضاف الياسين: يرحل أصحاب الهمم وتبقى آثارهم، ونتائج أعمالهم وجهودهم ومشروعاتهم وسيرتهم الحسنة بين الناس، والراحل آثاره ومشاريعه الخيرية باقية وصدقة جارية في ميزانه بإذن الله.
من جانبه، قال نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية والأمين العام يحيى العقيلي: عزاؤنا لآل الساير في وفاة المغفور له بإذن الله، حيث كان – يرحمه الله- من رجال الخير الذين ساهموا بعطائهم في دعم رسالة الكويت الإنسانية، وكان من كبار الداعمين لمشاريع الخير في جمعية الرحمة العالمية من مدارس ومستشفيات ومراكز تعليمية وغيرها من المشروعات التي رسمت معالم التنمية وبناء الإنسان في أنحاء مختلفة من العالم، ونسأل الله له الرحمة والمغفرة وأن يتقبل المولى عز وجل عمله ويجعل ما قدم لدينه ووطنه في ميزان أعماله ويلهم أهله الصبر والسلوان.
بدوره، قال الأمين المساعد لشؤون القطاعات بالجمعية، فهد الشامري: عرفته يرحمه الله معطاء بلا حدود لا يبخل بشيء من ماله للعمل الخيري ودعم مشاريع رعاية الأيتام والأسر المتعففة والمحتاجين في أنحاء مختلفة من العالم، وعزاؤنا أن آل الساير مستمرون على دربه في العطاء، ونسأل الله أن يتقبله في الصالحين.
مسار حر
ناصر الساير.. منارة الخير
بقلم: نايف الجاسمي الظفيري
حبا الله الكويت بمنارات للخير يتناوب الرجال على إشعال سراجها جيلا بعد جيل، ولا يستطيع من يرقب ويتحرى الخير الكويتي أو من يتفقد الضوء الحقيقي على شطآنها مقبلا يريد من مناهلها الخيرة أن يتجاهل تلك المنارة التي هدت وأعانت الكثيرين الذين لم يندموا على أن اهتدوا بها وإليها طالبين منها ما تعودت على بذله من خير.
غيب الموت أحد رجال الكويت الأفاضل الذين تركوا بصمة تستعصي على المحو والنسيان، وهو المغفور له بإذن الله تعالى، العم ناصر محمد الساير، تلك المنارة الخيرية الكويتية العربية الإسلامية الإنسانية التي لا يشوبها أي تدليس.
أعلم جيدا وعن واقع وقرب أن أيادي العم ناصر الساير البيضاء تمتد داخل الكويت وخارجها وأنه لم يصرح بذلك بل ولم يسمح به وكذلك أبناؤه، ولكن شمس الأفعال الطيبة لا يغطيها ذلك كله، فالناس بطبيعتها تذكر الطيب ومن عمل به، والطيب سيرة عطرة لصاحبها تنتشر بين الناس رغما عنه، ويكفيك أن تسمع تلك السيرة العطرة في كل دواوين أهل الكويت وأبنائها لا لأنه ذاك التاجر او صاحب الشركات بل لأنه طيب وخير وصاحب أياد بيضاء يتناقل فعلها بألسنتهم من طالهم بياض يده أو ممن رأوا آثارها هنا وهناك، حتى وإن رفض أن يصرح أو يلمح أو ينتظر جزاء أو شكورا من أحد، رحمه الله.
العم ناصر محمد الساير، رحمه الله، يعرفه الجميع بأنه أحد رجالات اقتصاد العصر الحديث في الكويت وأحد أعمدة القطاع الخاص في البلاد بل ومن مؤسسيه الأوائل وواضعي لبنته الأولى التي خلقت الكويت الحديثة التي نعرفها اليوم، واسمه وحده يعتبر وثيقة حرة للمصداقية في أي محفل تجاري محلي أو إقليمي أو دولي.
السمعة التي صنعها لنفسه لم تكن محلية فقط كونه إحدى ركائز الاقتصاد الكويتي الحديث لا بل تجاوزت الحدود وبكل ثقة وهو أهل لها بكل ما قدم من عمل أو سعى إليه بخطى ثابتة، صنع لنفسه اسما تجاريا لا يجارى وفي الوقت ذاته كانت صورته صورة للتاجر الكويتي المحب لوطنه بعطائه ومسيرته وأسلوبه في التعامل.
إذا ما أردنا أن نعود تاريخيا لجزء بسيط من تاريخه فلا أدل ولا أقرب من انه كان سبق عصره في أنه أول من أسس لمفهوم توفير الأمن المائي في البلاد كونه أول من استورد خزانات المياه لتكون بديلا عن الخزانات الأرضية، بل وأكثر فقد كان أول من فتح الباب للتبادل التجاري بشكل رسمي مع دول الشرق الأقصى في الخمسينيات أيضا عندما فتح باب الاستيراد من اليابان وكان بذلك أول سفير اقتصادي مع بلاد الشمس.
لا أحاول هنا أن أكتب سيرة العم ناصر محمد الساير، رحمه الله، بقدر ما أنني لا أستطيع أن آتي بذكره تأبينا دون ذكر للجانب الإنساني الجميل الذي حمله بكل تواضع مسلما تلك الأمانة إلى أيدي من لا يضيع عندهم الوفاء واستمرار الفعل الجزل والطيب، فكل العزاء لأبنائه وبناته وأحفاده الكرام ونحن على يقين ان تلك المنارة لن تنطفئ أبدا بإذن الله.
[ad_2]
Source link