كيف تقضي عطلة مثل الصفوة في “الريفييرا الروسية”؟
[ad_1]
مع إقبال السياح على جورجيا بدأ المستثمرون أعمال تجديد المنتجعات الصحية المتداعية في بلدة تسكالتوبو والتي كانت يوما فخرا للاتحاد السوفيتي، بهدف إعادة اجتذاب الراغبين في التمتع بعطلات رائعة، مثل النخب الروسية في الماضي.
“الريفييرا الروسية“
كانت بلدة تسكالتوبو الصغيرة بوسط غرب جورجيا، قبل سقوط الاتحاد السوفيتي، واحدة من أشهر الأماكن التي كانت تقصدها النخب السوفيتية لقضاء العطلات والتمتع بالمنتجعات الصحية الفخمة وحمامات البخار والمياه المريحة للأعصاب.
وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي في عام 1991 توقف تدفق السائحين على المنطقة، وأغلقت المنتجعات أبوابها وأصبحت أبنيتها الفخمة شبه مهجورة.
واجتذبت البلدة لسنوات أعدادا قليلة من السائحين الذين كانوا يتوافدون على المنطقة لمشاهدة آثار ما تبقى من تلك المنتجعات، بيد أن تسكالتوبو بدأت تشهد في الآونة الأخيرة صحوة مع تزايد إقبال السائحين عموما على جورجيا وشراء المستثمرين تلك المنتجعات وترميمها، على نحو يتيح للزائرين الاستمتاع بما تقدمه من رفاهية كانت يوما من نصيب الصفوة الروس.
السوفييت ينشدون الراحة
كان يتمتع العمال في فترة الاتحاد السوفييتي بـ “حق الراحة” وكانت الدولة تنظم لهم رحلات لمدة أسبوعين بمختلف أنحاء الإمبراطورية السوفيتية.
كانت النخب السوفيتية تقصد تسكالتوبو تحديدا لمناظرها الخلابة ومناخها الدافيء والمياه المعدنية المتدفقة في حماماتها، وكان يعتقد المرضى أن غاز الرادون المذاب عندما يدخل الجسم يشفي الكثير من الأمراض، بدءا من العقم إلى الطفح الجلدي والشلل.
حمام ستالين
في عام 1951 أُنشيء أشهر حمامات البلدة، وهو “الحمام رقم 6″، في وقت قياسي بجهود أربعة آلاف عامل ليكون جاهزا لزيارة زعيم الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت، جوزيف ستالين، الجورجي الأصل.
ويقول المسؤولون المحليون إن ستالين عاد بعد الزيارة إلى موسكو وأمر أعضاء مجلس وزرائه بإنشاء كل منهم حمام خاص في تسكالتوبو.
وبدأ العمال، من خمسينيات القرن الماضي، في إنشاء الحمامات ليصل عددها إلى 19 حماما، وبحلول ثمانينيات القرن الماضي توافد المصطافون بأعداد ضخمة على متن القطارات من موسكو يوميا.
ولا يزال بإمكان الزائرين الاستمتاع بالحمام الطَفلي كما في الصورة وغيره من وسائل الراحة في الحمام رقم 6 المستمر في العمل بعد خصخصته وإعادة ترميمه بالكامل.
آثار مهجورة
عندما تفكك الاتحاد السوفيتي لم يعد الزوار يتوافدون على البلدة، واضطرت حماماتها إلى وقف نشاطها، إذ كانت تعتمد على إنفاق الدولة لمزاولة العمل، كذلك لم يجد كثير من سكان المنطقة غير النزوح بحثا عن الرزق.
ومازالت أبنية الحمامات التسعة عشر قائمة، ولكن معظمها – كحمام إيفريا بالصورة – أصبح مهجورا، ولم يعد أمام الزائر إلا تفقد ما تبقى منها كشاهد على مجد سابق.
زمن الحرب
اندلع صراع مرير في 1992، بعد عام من سقوط الاتحاد السوفييتي، عندما أعلنت منطقة أبخازيا، بدعم روسي، استقلالها عن جورجيا.
دامت الحرب الأهلية 13 شهرا واضطر خلالها ما يربو على 200 ألف جورجي عرقي إلى ترك ديارهم في أبخازيا.
كان الاقتصاد الجورجي في ذلك الوقت محطما، وجرى توطين المشردين في مناطق متفرقة بالبلاد في أي بناء شاغر، وسرعان ما وجد البعض أنفسهم يعيشون بين جدران قاعات متداعية في حمامات تسكالتوبو الفارهة، واليوم مازالت 920 أسرة تعيش هناك.
حياة أخرى
بدأ الوضع يتحسن بعد مرور أكثر من ربع قرن، في ظل نمو الاقتصاد الجورجي باستمرار وأصبحت البلاد تحتل مكانا بارزا على الخارطة السياحية.
وأعلنت الحكومة في عام 2012 خطة لإعادة تطوير تسكالتوبو وتحديثها وبدأت في نقل من تشردوا بسبب الحرب إلى مساكن إيواء حديثة، بينما يخطط المستثمرون لإعادة ترميم الأبنية المهجورة.
وفي عام 2010 جرت خصخصة حمام سابق ليصبح منتجعا للاستشفاء من فئة أربعة نجوم يحمل اسم منتجع “ليجند تسكالتوبو سبا ريزورت”. وأدخل المُلاك الجدد تحسينات كثيرة على البناية بما في ذلك الرواق الظاهر في الصورة، بينما يخططون لافتتاح حمام خاص العام المقبل على أراض يملكونها.
مكان رائع لالتقاط الصور
بدأ الجورجيون في البلدات القريبة، قبل أعوام قليلة، الانتباه للمعمار المدهش في تسكالتوبو، واليوم لا تمضي عطلة أسبوع في الصيف إلا وتستقبل البلدة مواكب الأعراس لالتقاط الصور بالرواق الرخامي لحمام ميديا (بالصورة أعلاه)، على الرغم من سكن أسر شردتها الحرب في المكان.
كما يأتي زائرون للاسترخاء أو المبيت بالفنادق الجديدة كفندق تسكالتوبو بلازا، وهو فندق أربعة نجوم.
طابع الحياة السوفيتي
تجتذب جورجيا الكثيرين الآن، مع ذيوع صيتها كمقصد سياحي، لمشاهدة الأماكن التي كانت الصفوة السوفيتية تقصدها للاستمتاع ولاستكشاف الحمامات المهجورة ومتاحف المنطقة التي تبرز الماضي السوفيتي، ناهيك عن التمتع بما تقدمه الحمامات من خدمات فريدة.
يقدم الحمام رقم 6 علاجات للمرضى، من بينها الطلاء بالطين الكبريتي والعلاج بخراطيم المياه القوية (كما في الصورة)، بينما يمكن لزائر منتجع “ليجند تسكالتوبو ريزورت” مشاهدة جناح إقامة كبار الزوار السوفيت ومشاهدة متحف صغير ملحق بالفندق يضم أغراضا كانت تستخدم بالفندق إبان العهد السوفيتي.
آفاق المستقبل
يبدو مستقبل تسكالتوبو الآن مشرقا في ظل الاهتمام الذي توليه جورجيا بالسياحة، إذ يجري على قدم وساق تطوير البلدة كمركز للجذب السياحي، لاسيما بعد أن تضاعفت الأرقام السياحية بالبلدة خلال الفترة بين 2015 و2018، في الوقت الذي بدأ فيه المستثمرون تجديد منتجعي ميشكاختي وإيفريا (وإن توقف العمل الآن بصفة مؤقتة).
وتعتزم هيئة تنشيط السياحة بتسكالتوبو تحسين البنية التحتية للطرق والقطارات السياحية، ويبدو أن تسكالتوبو ستشهد عهدا جديدا بعد العصر السوفيتي.
يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Travel
[ad_2]
Source link