ماذا يحدث لو توقف نظام “جي بي إس” عن العمل؟
[ad_1]
ماذا سيحدث إذا توقف النظام العالمي لتحديد المواقع “جي بي إس” عن العمل؟
حاول برنامج “50 شيئا صنعت الاقتصاد العالمي الحديث”، الذي يذاع على خدمة بي بي سي العالمية، الإجابة على هذا السؤوال.
في عام 2009 ضل زوجان من السويد طريقهما، إلى جزيرة Capri “كابري” الإيطالية، ووصلوا بدلا منها إلى بلدة Carpi “كاربي” الصناعية شمال إيطاليا، والتي تبعد عن الجزيرة نحو 650 كيلومترا.
كان السبب في ذلك خطأ بسيط، حيث كتبوا اسم الجزيرة بشكل خاطئ على نظام جي بي إس الملحق بسيارتهما.
في البداية، سيتعين علينا جميعا إشغال أدمغتنا والانتباه إلى العالم من حولنا، عند الانتقال من المكان ألف إلى المكان باء.
عادة ما تحمينا الأجهزة التي تستخدم نظام جي بي إس من أن نضل الطريق.
لكن إذا توقفت هذا النظام فسوف ينسد الطريق، مع تباطؤ السائقين الذين ينظرون إلى العلامات الإرشادية، أو يتوقفون للنظر في الخرائط. إذا كانت رحلتك عبر القطار، فلن تكون هناك معلومات تخبرك بالموعد المتوقع لوصولك وجهتك.
مع عدم وجود نظام جي بي إس ستبدأ خدمات الطوارئ في المعاناة: لن يتمكن أفراد تلك الخدمات من تحديد مكان المتصلين، عن طريق إشارة هواتفهم، أو تحديد أقرب سيارة إسعاف أو سيارة شرطة.
سوف تكتظ الموانئ بالبضائع، لأن رافعات الحاويات تحتاج إلى هذا النظام من أجل تفريغ السفن.
الزراعة، البناء، صيد الأسماك، والمسح، هذه صناعات أخرى سوف تتضرر، وذكرها تقرير للحكومة البريطانية، قَّدر تكلفة توقف جي بي إس بنحو مليار دولار يوميا، خلال الأيام الخمسة الأولى.
وإذا استمر التوقف لفترة طويلة، فقد نبدأ في القلق بشأن مرونة مجموعة كاملة من الأنظمة والخدمات الأخرى المرتبطة به.
هذا النظام يحدد المواقع بالفعل، لكنه أيضا خدمة لتحديد الوقت.
يتكون نظام تحديد المواقع العالمي من 24 قمرا صناعيا، تحمل جميعها ساعات متزامنة بدرجة عالية من الدقة.
عندما يستخدم هاتفك الذكي جي بي إس لتحديد موقعك على خريطة ما، فإنه يلتقط إشارات من بعض هذه الأقمار الصناعية، ويقوم بإجراء حسابات بناء على وقت إرسال الإشارة، ومكان وجود القمر الصناعي.
إذا كانت الساعات الموجودة على تلك الأقمار الصناعية قد انحرفت، بمقدار جزء من الألف من الثانية، فسوف ينحرف موقعك على الخريطة عن موقعك الحقيقي، بمسافة 200 أو 300 كيلومتر.
لذا إذا كنت تريد معلومات بالغة الدقة عن الوقت، فإن جي بي إس هو الوسيلة المناسبة للحصول عليها.
إذن لا عجب أن يسمي البعض جي بي إس في بعض الأحيان “المساعد غير المرئي”.
لقد أصبحت محاولة وضع قيمة مالية بالدولار لذلك النظام أمرا شبه مستحيل. ولخص المؤلف غريغ ميلنر ذلك في العبارة التالية: سؤال كيف يعمل نظام جي بي إس على تغيير عالمنا، يشبه كما لو أنك تسأل “كم تبلغ القيمة المالية للأوكسجين، بالنسبة للجهاز التنفسي البشري؟”.
من الجدير بالذكر أن ذلك النظام قد بدأ تدشينه بدعم الجيش الأمريكي، لأنه يساعد في تحديد الأهداف التي يُرغب في قصفها.
وأطلق أول قمر صناعي للنظام في عام 1978، لكن استغرق الأمر حتى اندلاع حرب الخليج الأولى في عام 1990، لكي يغير المتشككون فيه رأيهم.
عندما تحولت عملية عاصفة الصحراء إلى عاصفة صحراوية بالمعنى الحرفي، حيث قللت الرمال الدوارة من مستوى الرؤية إلى 5 أمتار، سمح نظام تحديد المواقع العالمي للجنود بتحديد مواقع الألغام، والعثور على طريق عودتهم إلى مصادر المياه، وتجنب التصادم في طريق بعضهم البعض.
لقد اتضح بالفعل أنه منقذ للحياة، ولم يكن لدى الجيش الأمريكي سوى عدد قليل جدا من أجهزة الاستقبال يمكن التنقل بها، ومن ثم طلب الجنود من عائلاتهم في أمريكا إنفاق أموالهم الخاصة، على شراء وشحن الأجهزة المتوفرة تجاريا، والتي يزيد ثمن الواحد منها على ألف دولار.
بالأخذ في الاعتبار هذه الميزة العسكرية، التي يوفرها نظام تحديد المواقع العالمي، فربما تتساءل لماذا رحب الجيش الأمريكي بأن يستخدمه الجميع؟
في الحقيقة أنهم لم يكونوا كذلك، لكن الأمر لم يكن بيدهم.
لقد حاولوا أن ترسل الأقمار الصناعية فعليا إشارتين – إشارة دقيقة لاستخدامهم الخاص وإشارة غامضة وغير دقيقة للمدنيين – لكن الشركات وجدت طرقا ذكية لانتزاع مزيد من التركيز من الإشارات الغامضة، وكان الدافع الاقتصادي هو الأساس وراء ذلك.
وفي عام 2000، انصاع الرئيس الأمريكي، بيل كلينتون، للأمر الذي لا مفر منه وجعل الإشارة عالية الجودة متاحة للجميع.
يقوم دافع الضرائب الأمريكي بدفع المليارات من الدولارات سنويا، التي يتطلبها استمرار نظام تحديد المواقع العالمي، وهذا أمر طيب للغاية. ولكن هل من الحكمة بالنسبة لبقية شعوب العالم أن تعتمد على كرمهم المستمر؟
في الواقع، فإن جي بي إس ليس هو النظام الوحيد في العالم لتحديد المواقع.
هناك نسخة روسية أيضا تسمى (غولناس) Glonass – رغم أنها ليست جيدة. ولدى كل من الصين والاتحاد الأوروبي مشروعه الخاص المتقدم، ويسميان (بيدو) Beidou و(غاليليو) Galileo على التوالي.
كما تعمل كل من اليابان والهند على تطوير أنظمة أخرى.
وقد تساعدنا هذه الأقمار الصناعية البديلة، على التخلص من المشكلات الخاصة بنظام جي بي إس، لكنها قد تصنع أيضا أهدافا عسكرية مغرية في أي صراع في المستقبل، ويمكنك أن تتخيل حربا فضائية، تجعل الجميع في وضع عدم الاتصال بنظام تحديد المواقع، كما يمكن لعاصفة شمسية كبيرة بدرجة كافية القيام بهذه المهمة أيضا.
وهناك بدائل أخرى على الأرض للملاحة عبر الأقمار الصناعية. والبديل الرئيسي منها يسمى eLoran “إيلوران” لكنه لا يغطي العالم بأسره ، وتبذل بعض الدول جهودا أكبر من غيرها من أجل تطوير أنظمتها الوطنية.
أحد مزايا نظام إيلوران هي أن إشاراته أقوى. بحلول الوقت الذي تقطع فيه إشارات جي بي إس رحلتها إلى الأرض، عبر مسافة تبلغ 20 ألف كيلومتر، تصبح ضعيفة للغاية، ما يجعل من السهل التشويش عليها أو تزييفها.
لا يفكر أشخاص كثيرون في أشياء، مثل سيناريوهات نهاية العالم، أو أن يستيقظ الناس ليجدوا كل حياتهم منقطعة عن الإنترنت، أو احتمال أن ينشر إرهابيون أو دول الدمار، عبر تزويد إشارات جي بي إس غير دقيقة للمستقبلين في منطقة بعينها.
يقول أستاذ الهندسة، تود همفريز، إنه يمكن لتزييف إشارات جي بي إس أن يسقط الطائرات بدون طيار، وأن يحرف مسار اليخوت الفاخرة. ويخشى أن يتمكن المهاجمون من تدمير شبكات الكهرباء، أو تعطيل شبكات الهاتف المحمول وأسواق المال.
الحقيقة هي أنه من الصعب تحديد مقدار الضرر، الذي قد يحدثه تزييف إشارات جي بي إس.
لكن عليك أن تسأل فقط الزوجين السويديين المشار إليهما في بداية هذا التقرير عن ذلك. معرفة أنك قد ضللت طريقك مشكلة، لكن أن تكون قد ضللت طريقك دون أن تعرف فتلك مشكلة أخرى تماما.
[ad_2]
Source link