أخبار عربية

دير الأنبا بيشوي في مصر يجمد مسلسل بابا العرب “إلى أن يشاء الله”


البابا شنودة (أرشيفية)

مصدر الصورة
Getty Images

جمّد دير “القديس العظيم الأنبا بيشوى” مسلسل “بابا العرب”، والذي كان من المفترض أن يتناول سيرة حياة بابا الأقباط الراحل البابا شنودة.

وقال الدير في بيان له: “نظرا لعدم توفر التمويل المطلوب، ولأسباب خاصة بالدير، رأينا تجميد العمل الخاص بمسلسل بابا العرب إلى أن يشاء الله”.

وتأتي خطوة تجميد المسلسل بعد جدل حول إمكانية أن تتولى الكنيسة القبطية في مصر إنتاج الأعمال الفنية أو تمويلها والهدف من وراء ذلك.

كانت الصحفية المتخصصة في الشأن القبطي حنان فكري قالت في تصريح سابق لبي بي سي حول هذا المسلسل: “لا يمكن قبول تخصيص أموال من ميزانيات الأديرة لإنتاج الأعمال الفنية. لا يقبل المنطق أن تذهب أموال الغلابة إلى إنتاج فني. أتمنى أن تتولى شركات الإنتاج المختلفة هذا الأمر”.

ونفى مسؤول بدير الأنبا بيشوى تمويل المسلسل من أموال الدير، قائلا لبي بي سي، إن الدير ليس به أموال لهذا الغرض، موضحا أن التمويل سيكون من بعض القنوات التلفزيونية.

وقدّر البعض تكلفة المسلسل الذي تم تجميده بين 60 إلى 80 مليون جنيه مصري (4 إلى 5 مليون دولار) ويقع المسلسل في 34 حلقة من تأليف وجمع المؤرخ الكنسي نشأت زقلمة.

ويري البعض أن قرار الدير تجميد العمل الخاص بمسلسل “بابا العرب” ينهي هذا الجدل تماما على الأقل في الوقت الحالي.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

بعد رحيل البابا شنودة في عام 2012 أنتج دير الأنبا بيشوي فيلما تسجيليا عن حياته تحت عنوان “الراعي”

فكرة مسلسل “بابا العرب”

المسلسل الذي تم تجميده لم يكن فكرة جديدة؛ فقد وافق البابا شنودة ذاته على فكرة إنتاج فيلم تسجيلي عن سيرته الذاتية في عام 2008، لكنه استشعر الحرج من تنفيذ الفيلم في حياته وفضّل أن يخرج للنور بعد وفاته.

وبعد رحيل البابا شنودة في عام 2012 قام دير الأنبا بيشوي بإنتاج فيلم تسجيلي عن البابا للعرض داخل الكنيسة، وذلك تحت عنوان “الراعي”، وقد تناول الفيلم الفترة التي سبقت تتويجه بابا للأقباط الأرثوذوكس زهاء أربعين عاما.

أما المسلسل المجمّد فكان من المفترض أن يتناول سيرة حياة البابا شنودة كاملة، على أربع مراحل، تغطي أولها حياة الرهبنة التي امتدت لثماني سنوات، وتتناول المرحلة الثانية تسع سنوات من سبتمبر/أيلول 1962 من سيامته أسقفا للتعليم، إلى تتويجه بطريركا في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1971، أما المرحلة الأخيرة فتتناول 40 سنة من تتويجه بطريركا إلى يوم نياحته “رحيله” في 17 مارس/آذار 2012.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

المسلسل المجمّد كان من المفترض أن يتناول سيرة حياة البابا شنودة كاملة

إمكانية التنفيذ خارج الكنيسة

لكن بالرغم من تجميد العمل إلا أنه ما زال في الإمكان تنفيذ المسلسل خارج إطار تمويل أو إنتاج الكنيسة، والتي قد تتحول في هذه الحالة إلى مرجع لتدقيق أحداث المسلسل والإشراف عليه دون تبنّيه.

وكان الأب بطرس دنيال رئيس المركز الكاثوليكي للسينما قد علق على المسلسل قائلا: “مثل هذه الشخصيات التاريخية عندما تُعرض في أعمال فنية يكون لها مؤيدون ومعارضون، لكن الجميع سيكون شغوفًا بمشاهدة هذه الأعمال”.

لكن الصحفي القبطي مينا عادل جيد يخشى من جدل يثيره المسلسل من زاوية أخرى، وهي تلك المتعلقة بمؤيدي ومعارضي البابا الجديد الأنبا تواضروس الثاني.

ويرى البعض أن بيان “دير الأنبا العظيم بيشوي” أشار إلى عدم وجود التمويل كأول الأسباب الداعية لتجميد المسلسل، لكن الدير أشار أيضا إلي أن هناك أسبابا خاصة بالدير دعته لتجميد المسلسل، دون ذكر لهذه الأسباب، فهل يفتح ذلك الباب لإنتاج المسلسل خارج الكنيسة؟



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى