أخبار عاجلة

فيلم الأكشن

إعداد: محمود منير

لقد كان سيناريو «Gemini Man» يجوب أرجاء هوليوود منذ عام 1997، واكتسب خلال هذه الـ 22 عاما مقاما أسطوريا نوعا ما، حيث تم ربط أسماء كبيرة فيه على مر مرحلة تطويره مثل هاريسون فورد وآرنولد شوارزنيغر وسيلفيستر ستالون، وحتى شون كونري، وأخيرا تم اختيار ويل سميث لدور البطولة وآنغ لي للإخراج، ورأى «Gemini Man» النور، لكن هل كان فيلم الآكشن هذا يستحق الانتظار لمدة عقدين؟ هذا يعتمد على ما تحبه أنت في أفلام الآكشن.

بالطبع الجاذب الأكبر هنا هو النجم ويل سميث، والذي يقدم أداء ممتعا بكلا الدورين، الجندي السابق «هينري بورغان» الذي تحول إلى قاتل، و«جونيور»، الرجل الأصغر سنا الذي يطارده، إن تخيل هذا الفيلم على أنه فكرة آكشن وضعت في نهاية التسعينيات يجعل الكثير من الأمور تبدو منطقية، لكن لسوء الحظ يبدو العمل النهائي بأنه إنتاج 2019، وهذا ليس بالأمر الجيد تماما، فبالرغم من المفهوم الممتع والغريب، إلا أن «Gemini Man» يبدو روتينيا للغاية مع سيناريو يفتقر لحس الفكاهة المقصود وشخصيات لا نعرف عنها الكثير لدرجة يصعب فيها أن نشعر بالاهتمام بأي منها.

يبدأ «Gemini Man» (مثله مثل العديد من الأفلام العسكرية المثيرة) بالخيانة، وسريعا ما يصبح «هينري» هاربا إلى جانب عميلة تخرجت حديثا من الأكاديمية النجمة ماري إليزابيث وينستيد التي كانت من المفترض أن تراقبه، وتقدم وينستيد وسميث أداء جيدا بدور البطلين ويتفوق كلاهما عندما تتاح لهما الفرصة لرمي أنفسهما داخل الآكشن، (هناك مشهد مثير للإعجاب بشكل خاص في الفصل الأول من الفيلم والذي جعلنا على وجه الخصوص نشعر بحماس كبير حول ما ستجلبه وينستيد لشخصية «Huntress» عند تأدية دورها في فيلم «Birds of Prey» الذي سيصدر العام المقبل).

سرعان ما ينضم للثنائي بينديكت وونغ الذي تسرنا رؤيته دائما (الذي تتاح له أخيرا فرص التحدث بلكنته اللطيفة الخاصة) بدور «بارون»، رفيق «هينري» السابق بالسلاح الذي لديه منزل آمن في كولومبيا، أما النجم كليف أوين فلا يتم استغلاله جيدا فيظهر بشخصية باهتة يمكن نسيانها بسهولة بدور الشرير ورئيس الشركة شبه العسكرية «Gemini».

من الصعب التكلم أكثر حول حبكة «Gemini Man» من دون كشف أسرارها، الواضحة بالتأكيد، لكن مع وصول الفيلم إلى فصله الثاني، يقدم لي بعض مشاهد الآكشن المثيرة للغاية عندما يسمح له السيناريو بذلك، هناك أيضا مشهد رائع يتضمن مطاردة دراجات نارية سيتركك على الأغلب تشعر بدوار الحركة بسبب السرعة الكبيرة وبراعة الإخراج، بالإضافة إلى روعة مشاهدة مدى تطور تكنولوجيا التصغير بالسن وازدواجية ظهور الممثل على الشاشة.

إن المشاهد التي يظهر بها ثنائي سميث فعالة بشكل غير متوقع بشكل عام، ولا توجد سوى لحظات قليلة يشعر بها المشاهد أن اللقطات تعتمد على تكنولوجيا التقاط الحركة، ويمكن القول ان أكبر صدمة في الفيلم هي أن المؤثرات البصرية أفضل ما فيه، وأن السيناريو والقصة هما ما يفشلانه.

احدى نقاط الضعف الأخرى في «Gemini Man» هي أنه بالنسبة لفيلم آكشن، لا يقدم ما يكفي من الإثارة، فهو يبدو مثيرا وفريدا بحد ذاته على اعتبار أنه فيلم آكشن ضخم ومتفجر، وربما يعود السبب إلى حقيقة أنه قد تم تصويره بسرعة 120 إطارا بالثانية، لكن للأسف لا تتاح له فرصة توجيه طاقته تلك بالشكل الصحيح، فبالرغم من حقيقة أنه مليء باللحظات المسلية، إلا أنه لا يبدو قادرا على تحديد كينونته، فهو بكل تأكيد ليس فيلم آكشن من فترة التسعينيات التي ولد بها، كما أنه لا يلتزم كليا بأن يكون عملا ضخما مليئا بالحماس والأدرينالين، بالإضافة إلى أن الكثير من لحظات التفاعل بين الشخصيات تبدو كما لو أنها تلائم فيلما دراميا من بداية الألفية.

في زمان ومكان آخرين، كان يمكن أن يكون «Gemini Man» فيلم خيال علمي مشوق رائع، حيث إنه يقدم الكثير من المواضيع المثيرة للاهتمام، لكن السيناريو لا يتعمق باستكشافها، مما يجعل الكثير منها يبدو بأنه فكرة جاءت باللحظة الأخيرة، فهو يعالج مواضيع مثل العرق والحرب والذات والعزلة والحزن وسوء المعاملة، وللحظات قليلة جدا يعالج مسألة استخدام الزنوج كوقود للحروب الأميركية في التاريخ.

لكن هذه المسائل لا تقود «Gemini Man» أو ترتقي به، حيث يفضل السيناريو الذي يأتي من تأليف ديفيد بينيوف وبيلي راي ودارين ليمك اختصار ذلك والتمسك بالأمور التقليدية المعتادة بدلا من استغلال بنية الخيال العلمي لسرد قصة أكثر إثارة وجاذبية.

إن وجود طاقم ممثلين قوي ورسوميات مثيرة للإعجاب تظهر مخرجا لا زال يحاول دفع صناعة الأفلام إلى أقصى الحدود ويجعل مشاهدة «Gemini Man» ممتعة نسبيا، بالرغم من السيناريو السيئ والوتيرة الضعيفة اللذين يجعلان المشاهد يرغب في أكثر بكثير مما يقدمه العمل لا يترك الفصل الأخير تأثيرا كبيرا، كما أن المشهد الأخير منه مبتذل جدا لدرجة مخيبة، لكن إذا كنت تستمتع بأفلام الآكشن الغريبة وإن كانت مليئة بالعيوب، وإذا أردت يوما رؤية ماري إليزابيث وينستيد تلعب الجوجيتسو البرازيلية مع 2 ويل سميث في آن واحد، فربما عليك ألا تفوت هذا العمل.

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى