البيت الذي شارك في تصميمه أكثر من مليوني شخص حول العالم
[ad_1]
في بلدة منعزلة بالقرب من مدينة نيويورك، أخذت أتفقد الهيكل الخشبي الخارجي لمنزل تحت الإنشاء يضم خمس غرف نوم وخمسة حمامات. ويشارك في بناء هذا المنزل، الذي تبلغ مساحته 409 أمتار مربعة، أكثر من مليوني شخص حول العالم، يساهمون في اختيار شكله وتصميمه الداخلي والخارجي.
تبني المنزل كيت رومسون، إحدى النجمات المؤثرات على إنستغرام، وصاحبة حساب “ذا هاوسيز” (المنازل) على موقع التواصل. ويعرض الحساب مجموعة منتقاة من صور المنازل الجذابة والتصميمات الداخلية.
وعندما قررت رومسون، البالغة من العمر 35 عاما، أن تبني منزلا جديدا العام الماضي، طلبت من متابعيها أن يساعدوها في اختيار تفاصيل المنزل، بدءا من الأسقف الخارجية إلى التصميمات الداخلية للمنزل. وتقول رومسون إن المنزل سيشيد عن طريق “التعهيد الجماعي”، إذ تستعين بأفكار وآراء مليوني شخص لبناء وتصميم المنزل، الذي تأمل أن يكتمل في غضون 18 شهرا.
وقد طلبت من متابعيها على موقع إنستغرام التصويت على خيارات مختلفة، مثل موقع حوض المطبخ. وكانت تنشر طيلة العام الماضي تفاصيل كل خطوة في عملية البناء على صفحتها الخاصة.
واتخذ متابعوها قرارات مهمة في المنزل اضطرت معها لإعادة تصميمه، مثل القرار الخاص بعدد المرائب في المنزل. لكنها في النهاية هي التي تحدد الخيارات التي يُسمح للمتابعين بالتصويت عليها.
وعندما بدأت رومسون تجديد منزلها العام الماضي في نيوجيرسي، أتاحت الفرصة لمتابعيها لاختيار تفاصيل معدات الإنارة والأثاث. وبعد التصويت، تنشر رومسون صورة الخيار الحاصل على أكبر عدد من الأصوات.
ولا تعتمد شهرة المؤثرين على إنستغرام على عدد المتابعين فحسب، بل تعتمد أيضا على مدى تفاعلهم ونشاطهم على الصفحة. ولعل أفضل طريقة لضمان تفاعل المتابعين هي طلب مساعدتهم في اتخاذ القرارات الفاصلة، مثل اختيار تفاصيل منزلك الذي تبنيه.
وتجني رومسون أموالا من خلال إبرام عقود طويلة الأجل مع شركات إعلانات تطمع في الوصول إلى العدد الكبير من متابعيها.
وتحصل رومسون، كشأن الكثيرين من النجوم المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، على معظم دخلها من الترويج للمنتجات بطريقة إيجابية. وتسعى للوصول لأكبر عدد من الناس، لكن بسعر أقل مقارنة بإعلانات المجلات والتلفاز.
وفي هذا المشروع تعاقدت رومسون مع قائمة طويلة من الشركات الكبرى التي ستمدها بألواح وبلاطات الأرضيات والخِزانات الخشبية والأجهزة الكهربائية وغيرها، وربما تطلب من متابعيها الاختيار بين سجادتين من إنتاج نفس شركة. وتقول رومسون إن الشركات التي تعاقدت معها وفرت لها نحو 25 في المئة من المواد التي جهزت بها المنزل الجديد.
وتقول رومسون إنها لا تجني أموالا من هذا المشروع فحسب، بل تشارك أيضا في تصميم المنتجات للشركات التي تعاقدت معها وتصميم جلسات التصوير واستضافة فعاليات طرح منتجات جديدة.
وتأمل رومسون أن تصبح صفحتها على إنستغرام بمثابة دليل إرشادي مفصل لخطوات بناء المنازل ليستفيد منه كل من يرغب في بناء منزل جديد. وتضم صفحتها لقطات لعمليات تمهيد الأرض ووضع الأساسات، وكلها ملتقطة باستخدام طائرات بدون طيار.
وتقول ماي كارواوسكي، المديرة التنفيذية لشركة “أوبفيوسلي” للتواصل الاجتماعي في نيويوك، إن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي يبحثون عن هذا النوع من المحتوى، فبعد أن أصبح بناء المنازل وشراؤها مكلفا وشاقا، وجد الناس أن البديل الأفضل هو مشاهدة الآخرين وهم يبنون منازلهم.
ويقول يوفال بين إيتزاك، المدير التنفيذي لشركة “سوشيال بيكرز” للتسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي في براغ، إن نجوم إنستغرام المؤثرين في مجال التصميم الداخلي للمنازل، يجتذبون الكثير من المتابعين على موقع إنستغرام، لأن معظم الناس لديهم منازل، ويحصل الناس من هذه الصحفات على الكثير من الأفكار والتصميمات الملهمة.
وتحظى قنوات التصميمات الداخلية للمنازل في الولايات المتحدة، مثل شبكة تليفزيون “إتش جي تي في” بشعبية كبيرة في الولايات المتحدة، وحققت برامج تليفزيون الواقع، مثل “أبارتمنت”، حيث يتنافس المشاركون لتصميم شقة فاخرة، نجاحا كبيرا في قارة آسيا.
لكن رومسون تأمل أن يصبح مشروعها على موقع إنستغرام بمثابة مرجعا لجميع أصحاب المنازل، للاستفادة من مقاطع الفيديو المعدة بخبرة وبإتقان وتوضح بالتفصيل كل خطوة من خطوات بناء المنازل.
وبدأت رومسون مشوارها إلى الشهرة من القطاع المالي، حيث عملت عشرة أعوام مستشارة في مصرف استثماري نهارا، وكانت تزاول أعمال بناء وتجديد المنازل ليلا وفي عطل نهاية الأسبوع لحسابها الخاص. لكنها فضلت العمل في مجال تصميم المنازل وبنائها وتزيينها.
وفي عام 2013، أصبحت لديها هواية حفظ صور للتصميمات التي تروق لها عبر الإنترنت في هاتفها المحمول، وعندما نفدت مساحة التخزين بهاتفها المحمول قررت أن تنشيء حسابا على إنستغرام لحفظ الصور الإضافية.
وخطر ببالها أن تطلق على الحساب الذي تنشر عليه الصور اسم “المنازل الحقيقية على إنستغرام”، في إشارة إلى مسلسل “الزوجات الحقيقيات” الأمريكي الشهير. واجتذب الحساب عشرات الآلاف من المتابعين لأنه كان واحدا من أوائل الحسابات التي تضم صورا للتصميمات الداخلية للمنازل.
ولم يمض وقت طويل حتى تنافست الشركات الشهيرة في مجال الأثاث والسلع المنزلية على التعاقد معها. لكن رومسون لم تفصح آنذاك عن اسمها على الموقع وكان كل ما يشغلها نشر صور لافتة للأنظار.
ولم تكشف رومسون عن هويتها إلا بعدما بلغ عدد متابعيها 700 ألف شخص، وتعاقدت مع إحدى الشركات المعلنة. وقررت أن تستقيل من وظيفتها في القطاع المالي،
وتقول رومسون: “منذ أن عرفت أن الشركات الكبرى تدفع مبالغ للنجوم المؤثرين على إنستغرام للتسويق والإعلان عن منتجاتها، أدركت أن ثمة فرصة سانحة في هذا المجال”.
وقررت أن تبرم عقودا طويلة الأجل مع الشركات الكبرى، على غرار إعلانات المجلات التقليدية، بدلا من بيع بعض المنشورات الترويجية على إنستغرام فحسب. وتقول إنها اكتشفت أن بعض المؤثرين على إنستغرام يجنون ملايين الدولارات.
وواتتها فكرة إشراك متابعيها في عملية البناء منذ بضعة أعوام، حين كانت تصمم ديكور أحد المنازل. وهذا التفاعل هو ما يسهم في زيادة المتابعين الذين يحتاجهم المؤثرون لجذب الشركات المعلنة.
ويقول الخبراء إن صفحات النجوم المؤثرين في مجال التصميمات الداخلية للمنازل تشهد تفاعلا أعلى مقارنة بصفحات غيرهم من نجوم وسائل التواصل الاجتماعي، ربما بسبب طبيعة محتواها المرئي وسهولة فهم منشوراتها.
وتقول كارواوسكي إن أغلب المؤثرين في مجال التصميمات الداخلية للمنازل بدأوا بمدونات منذ عقد مضى، ولمع اسمهم من خلال تدويناتهم وتابعهم معجبوهم في المنصات الأخرى مثل إنستغرام وبينترست. ويبلغ متوسط عدد متابعي هذه الصفحات نحو 39 ألف شخص.
وبعد تجربة استطلاع الرأي الأولى، قررت رومسون إشراك متابعيها في تجديد منزلها. وبعدها تواصلت معها الشركات المعلنة وهذا قادها إلى التفكير في الاستعانة بآراء الجمهور في اختيار تفاصيل المنزل الجديد الذي تبنيه.
وتقول رومسون: “أشعر بالقلق والتوتر طوال الوقت، وأواصل الليل بالنهار، فنحن نبني منزلا بمشاركة المتابعين”. لكنها تقول إن متابعيها أصبحوا مستشاريها العقاريين. ولهذا السبب يتابعها الناس ويتفاعلون معها.
يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Worklife
[ad_2]
Source link