عالم فني رائع كان يُمنع تصويره خلال الحقبة السوفيتية
[ad_1]
بدأت أوزبكستان الصيف الماضي وللمرة الأولى السماح بالتقاط الصور في محطات المترو الفارهة التي توصف بأنها الأكثر زينة في العالم.
رفاهية مدهشة
جرت العادة، خلال الحقبة السوفيتية، على اعتبار المدينة التي يزيد تعداد سكانها على مليون نسمة، جديرة بأن يكون لها شبكة مترو أنفاق خاصة بها، وأراد المهندسون أن يضفوا السعادة على حياة المواطنين اليومية، ورأوا في شبكة المترو التي يستخدمها عشرات الآلاف من المسافرين يوميا، فرصة سانحة لتحقيق ذلك.
كانت طشقند، عاصمة أوزبكستان، في عام 1977، سابع مدينة سوفيتية تضم شبكة مترو أنفاق، وتميزت محطات هذه الشبكة ببعث الحياة للمفاهيم العظيمة التي تحتفي بتاريخ أوزبكستان والاتحاد السوفيتي، حيث شارك الفنانون والمصممون في هذا العمل.
كما عكست المحطات أفكارا وموضوعات مختلفة، بعضها بأسقفها المقببة وبلاطها الملون التي تعيد إلى الأذهان مساجد طريق الحرير الأوزبكية، بينما تزينت محطات أخرى بالرخام والثريات لتضفي مظهر قاعات الاحتفالات الأوروبية، وأثمرت هذه الجهود عن وصفها في دليل “لونلي بلانيت”، أكبر مرجع ودليل للسفر حول العالم، بأنها أجمل شبكة مترو سوفيتية في العالم.
تاريخ طريق الحرير
تعد محطة أليشار نافوي، التي سميت على اسم الفنان والكاتب الأوزبكي الشهير، واحدة من أشهر محطات مترو طشقند.
وتُذكّر القباب، المزينة بالأقواس في داخلها، المسافرين بالتاريخ المحكي لطريق الحرير الأوزبكي بمساجدها ومدارسها الدينية القديمة، كما تعد المحطة الأكثر ازدحاما في طشقند، حيث تمتلئ ليس بالمسافرين المسرعين فحسب، بل بالسياح والمحليين الذين يلتقطون الصور، وهو سلوك كان محظورا حتى وقت قريب.
طي الكتمان
عندما شُيد مترو طشقند، فُرض حظر على التصوير الفوتوغرافي في محطاته بسبب دوره الإضافي كملجأ للاحتماء من القنابل النووية.
كان الخوف من التجسس والسيطرة المحكمة على المعلومات، خلال الحقبة السوفيتية، يعني أن التصوير محل شك كبير، لاسيما بالقرب من منشآت عسكرية حساسة بما فيها الملاجئ المخصصة للاحتماء من القنابل.
وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991، تولى السلطة إسلام كريموف، الزعيم السابق للحزب الشيوعي في أوزبكستان، واستمر على نفس السياسة. أما خليفته شوكت ميرزيوييف فقد شرع في إصلاحات تهدف إلى انفتاح اقتصاد البلاد وجذب المستثمرين والسياح.
وربما بسبب إدراك الحكومة لمستقبل المترو كمقصد محتمل للجذب السياحي، فقد ألغت في منتصف عام 2018 تصنيف المحطة كمنشأة عسكرية، ورفعت الحظر الذي كان مفروضا على التصوير طوال 41 عاما.
تصميم فريد
صُممت المحطات، داخل شبكة مترو طشقند، وزُينت بالرخام والجرانيت والزجاج والسيراميك والمرمر بأسلوب فريد.
وركزت العديد من التصاميم على فكرة محددة، غالبا يعبر عنها اسم المحطة، فعلى سبيل المثال، محطة كوزمونافتلار (في الصورة) على خط أوزبكيستون تشير إلى رواد فضاء سوفيت، وتحتفي ببرنامج الفضاء السوفيتي، بينما محطة بوشكين، التي تكرم حياة الكاتب والشاعر الروسي الشهير، تقع على مسافة عدة محطات من كوزمونافتلار على خط تشيلونزور.
سباق الفضاء
تزين محطة كوزمونافتلار صورة يوري غاغارين أول رائد فضاء، والذي يعتبر مع رواد فضاء أوائل آخرين جزءا من أهم أبطال الاتحاد السوفيتي الذين يجسدون القوة السوفيتية والتفوق في سباق الفضاء، والذين ورد ذكرهم على نطاق واسع في الدعاية السوفيتية.
وحول غاغارين علت الجدران صور رائعة لرواد فضاء لهم شهرة يحلقون في الفضاء وسط تصميم يستشرف المستقبل من اللونين الأسود والأزرق، يشبه الألوان التي يمكن أن يراها رواد الفضاء عند مغادرتهم الغلاف الجوي للأرض.
أسلوب طبقة العمال
ومن الموضوعات التي يُحتفى بها أيضا بأسلوب سوفيتي صرف، طبقة العمال “البروليتاريا”، إذ رُسمت في محطة باختاكور (ترجمتها قاطف القطن)، صور أنيقة للقطن على لوحات ضخمة من قطع الفسيفساء على امتداد جدران محطة المترو.
تصور السوفيت أوزبكستان أمة عظيمة في إنتاج القطن، فأعادوا صياغة الاقتصاد الزراعي وحولوا مجاري المياه حتى أصبحت البلاد تنتج 70 في المئة من حاجة الاتحاد السوفيتي للقطن.
وأدى ذلك إلى كارثة بيئية عندما بدأ جفاف بحر أرال، بعد أن كان يوما ما رابع أكبر بحيرة للمياه العذبة في العالم، تاركا أساطيل الصيد والمدن الساحلية يعلوها الصدأ في صحار جديدة برزت إلى الوجود.
قطارات سوفيتية
كثير من القطارات التي مازالت تعمل حتى يومنا هذا هي من فئة عربات 81-717/714 المشهورة والتي صممت في منتصف سبعينيات القرن الماضي، وشائعة الاستخدام في قطارات أنفاق ما بعد الحقبة السوفيتية.
وتوجد أربع عربات في كل قطار، يقدم كل منها الخدمة لأرصفة المحطات التي يبلغ طول كل رصيف منها 100 متر، ويسير 168 قطارا من قطارات الحقبة السوفيتية هذه والملونة باللون الأزرق المميز، بيد أنها تخضع لعمليات إحلال بطيئة بأنواع قطارات أحدث.
رخيصة وعامة
تبلغ تكلفة الرحلة بالمترو 1200 سوم أوزبكي (حوالي 0.10 جنيه استرليني)، ويضمن هذا السعر للمواطن، الذين يبلغ الحد الأدنى لأجره 527 ألف سوم شهريا (43.50 إسترليني)، القدرة على التنقل عبر المدينة.
ويشهد مترو الأنفاق أيضا نموا في الوقت الراهن، وكان الخط الثاني قد افتُتح عام 1984، كما افتُتح الخط الثالث عام 2001، ومازال يتوسع، مع وجود خطط تهدف إلى ربط المناطق الشمالية مع المطار الواقع في جنوبي البلاد.
يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Travel
[ad_2]
Source link