اتفاق الرياض: هل ينجح محمد بن سلمان في إنهاء أزمة جنوبي اليمن؟
[ad_1]
اهتمت صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، اهتماما كبيرا بتوقيع الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي في الرياض، مساء أمس الثلاثاء اتفاقًا بينهما برعاية السعودية.
ويدعو الاتفاق إلى تشكيل حكومة جديدة في غضون 30 يومًا على أن يحظى فيها الجنوبيون والشماليون بتمثيل متساوٍ.
كما نص على ضم جميع القوات العسكرية وقوات الأمن من الجانبين لوزارتي الدفاع والداخلية.
وأشاد عدد من الصحف بالاتفاق، فيما انتقده عدد آخر واصفا إيه بأنه يقيم المملكة السعودية “وصيًا” على اليمن.
اتفاق “تاريخي”
تقول جريدة “اليوم” السعودية في افتتاحيتها إنه “بقراءة فاحصة لما جاء في بنود اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي… يمكن القول بطمأنينة وثقة إنه يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والشراكة وتوحيد كافة الجهود المطروحة والبدء في عمليات التنمية والبناء”.
وتضيف الجريدة: “الاتفاق أكد على حقوق المواطنة الكاملة واحتواء التمييز المذهبي والمناطقي ووقف كافة الحملات الإعلامية التي أساءت للجهود الموضوعة لإنهاء الانقلاب الحوثي ومواجهة التنظيمات الإرهابية، كما أن الاتفاق ينص صراحة على مشاركة المجلس الانتقالي في وفد الحكومة لمشاورات الحل النهائي، وتلك خطوة عملية وفاعلة سوف تفعل عمليات التنمية والبناء في اليمن”.
وتتابع: “اتفاق الرياض يشكل في حد ذاته ضمانًا لتنفيذ الاتفاق الذي تصب تفاصيله وجزئياته في قنوات دعم الشرعية والشروع في بناء مؤسسات الدولة اليمنية واحتواء الإرهاب المتمثل في الميليشيات الحوثية وأعوانها، ووضع حدود فاصلة لتدخل النظام الإيراني في الشأن اليمني”.
وفي السياق ذاته تقول جريدة “الاتحاد” الإماراتية في افتتاحيتها: “الأهم في ‘اتفاق الرياض’ التاريخي … محافظته على عروبة اليمن، وإجهاضه المشاريع الدخيلة التي تستهدف النيل من الأمن القومي العربي والخليجي”.
وتضيف أن الاتفاق “يفرض على جميع الأطراف اليمنية تغيير منهجها، والابتعاد عن البحث عن المصالح الذاتية، والعمل الجاد لاستعادة اليمن الذي يتسع لكل أبنائه”.
“الحاكم بأمره” السعودي
أما عــبدالله عـلي صبري فيقول في جريدة “الثورة” اليمنية: “لم يعد هناك شرعية ولا قضية جنوبية بين أطراف الاتفاق، والأسوأ أنه لم يعد هناك وطن حر مستقل، وإنما حاكم بأمره يوجه مستخدميه فيطاع، وما أكثر الفراشين على باب أمراء النفط، وإن تدثروا لباس السلطة وزي المسؤولين”.
ويضيف: “لا يبدو أن الاتفاق قابل للتطبيق على النحو المعلن. وبرغم أن بنوده بدت متوازنة إلا أن التوازن الظاهري كان نتاج تفاهم سعودي-إماراتي، وبهدف تحرير النزاع بين دولتي العدوان والاحتلال، أما المرتزقة فلا ضير إن اختلفوا وتصارعوا مجددا، فذلك هو المطلوب لتفعيل الرعاية والوصاية السعودية”.
ويتابع: “إن عادت الحكومة المرتقبة إلى عدن، فستواجه ذات الإشكاليات القديمة، ولن يلبث الوقت طويلًا حتى نرى تنافسًا محمومًا حول المحاصصة والقرارات الرئاسية، أما حين يطالب المواطن بإنجازات على أرض الواقع، فالرد سيكون جاهزًا على شاكلة أن الحكومة لا تستطيع إنجاز مهامها تحت هراوة سلطة الأمر الواقع، وسيغدو السفير السعودي الحاكم بأمره في عدن يشترط على هذا الطرف ويهدد ذاك ويغازل شخصيات وأطراف أخرى، وكأن اليمن ضيعة من ممتلكاته”.
ويختتم صبري بالقول إن “مسار التفاوض لن يصل غايته إلا إذا فقه السعودي أن لا مناص من سحب وصايته على اليمن، وأن عليه من الآن وصاعدًا أن يتعامل مع يمن مختلف لا مكان فيه لبيع السيادة والتفريط بالكرامة والاستقلال، أما إن أراد أن يبقى شريكًا لليمن الجديد فعليه من الآن أن يستعد لدفع ثمن ما ارتكبه من جرائم وحماقات ظن يومًا أنه بمعزل عن تبعاتها”.
وفي سياق متصل، يقول نبيل محمد العمودي في جريدة “عدن الغد” اليمنية :”تحررت أراضينا وهللنا وكان لكل شيء أن يسير بشكل جميل كما كنا نرغب، لو أن قوات التحالف ساعدت في إعادة إعمار ما حررته من المناطق ولو أنها وفرت كل الخدمات والمتطلبات الإنسانية والمعيشية ولو أنها أقامت نظامًا تعليميًا وأعادت تأهيل الأجيال الذين تشوهت مفاهيمهم بسبب الأزمة في الدولة منذ العام ٢٠١١ “.
ويتابع: “فحتمًا إن كانت الأوضاع قد تحسنت في المناطق التي حررها التحالف لكان الأهالي الرازحون تحت سيطرة مليشيات الكهوف والتخلف أفاقوا من رضوخهم وانتفضوا..ولكن مالذي حدث؟ قدمت المناطق المحررة نموذجًا سيئًا للغاية فأصبح الأمر بالنسبة للناس سيان لا فرق أن يعيش الذل تحت متخلف وعدو جاء يغتصب حقه و يعيده إلى قرون سحيقة أو صديق تحت أي سبب خبط عليه أموره وأظهر عجزه وفشله وبدا الصديق إما غير قادر أو غير مهتم بحياة الناس التي تحولت إلى كابوس مرعب وخوف من كل شيء”.
ويقول: “يتم التوقيع بين طرفين تركا الحوثي في مأمن و ذهبا للتنازع و التصادم ضد بعضهما وبغض النظر عن حقوقية قضية الجنوب وحتمية استعادة الدولة ولكن الوقت لم ينضج بعد لبحث هذه القضية المصيرية”.
ويضيف: “فعلى عاتق ومسؤولية أولئك الذين ورطونا في حرب بدأت ذات هدف عظيم قدمنا أولادنا إلى مقدمة الجبهات ونحن فخورون بذلك، حرب تحولت عبثية حيث لم يتم حسمها وهم كانوا قادرين على ذلك… [أن] يبدأوا في محاربة الفاسدين”.
[ad_2]
Source link