أرامكو: طرح الشركة السعودية للنفط للاكتتاب العام بين تأييد الفكرة والتشكيك في جدواها
[ad_1]
أبدت صحف عربية اهتماماً ملحوظاً، بقرار المملكة العربية السعودية طرح جزء من أسهم شركة أرامكو النفطية العملاقة، للاكتتاب العام في البلاد.
شكك بعض المعلقين في الغرض من هذه الخطوة التي اتخذتها الرياض لتقييم سعر الشركة وفي الجدوى الحقيقية التي ستجنيها البلاد من وراء هذا الطرح.
وبالمقابل، دافع آخرون عن فكرة طرح الشركة للاكتتاب، مؤكدين أن هذا الطرح يعد “فرصة عظيمة للاكتتاب الآمن”.
الاكتتاب “يشوبه الكثير من الغموض”
تقول القدس اللندنية، في افتتاحيتها، إن التأجيل المستمر لطرح الشركة للاكتتاب أثار العديد من الأسئلة، “كما ساد الشك في الأرقام الكبيرة والمتناقضة بشكل فظيع، فمما يثير حيرة المراقبين والمستثمرين المحليين والأجانب، أن تقديرات الرياض لقيمة الشركة التي توصف بأنها الأكثر ربحية في العالم، تنوَّس (تراوح) بين رقمي تريليون وتريليوني دولار، فهل يعقل أن يكون هامش الخطأ في موضوع بهذه الأهمّية الخطيرة لاقتصاد وسياسة البلاد هو 100٪”.
وتضيف الجريدة: “بسبب ما تعتبره المصارف وشركات الاستثمار العالمية مبالغة في السعر العامّ المطروح لأرامكو، فقد قامت بضغوط على الرياض لخفض الرقم… وتزيد الأنباء الواردة من المملكة – عن ضغوط تمارس على كبار رجال الأعمال والمستثمرين لضخ أموال لدعم قرار بيع أسهم أرامكو – في تعقيد المشهد، بما يؤكد أن السياسات الاستبدادية لا تنجح في عالم الاقتصاد والمال، وهي كفيلة ليس بتحويل أرباح المستثمرين إلى خسائر، وجعل رأس المال السعودي والأجنبي يهرب من المملكة، بل إنها كفيلة أيضاً بتحويل أرامكو من أكبر شركة رابحة في العالم إلى حصان خاسر”.
وبالمثل، يشكك محمود البازي في رأي اليوم اللندنية في عملية الاكتتاب، حيث يقول: “يشوب هذه العملية الكثير من الغموض، يتمحور حول الهدف من هذه العملية وحول فعاليتها، بالنسبة لجذب رؤوس الأموال العالمية للاستثمار في السعودية”.
ويضيف البازي: “السبب الحقيقي الكامن وراء هذا الاكتتاب على ما يبدو أنه القروض والعجز، الذي تعاني منه السعودية في هذه الأيام. من السذاجة بمكان الإدعاء بأن السعودية تنهار أو أن اقتصادها على حافية الهاوية، ولكن من المنطقي الإشارة إلى العجز الذي تعاني منه موازنتها يوما بعد يوم، خصوصاً في خضم تعرضها لهجمات حوثية قاسية، وتكلفة الحرب التي تشنها على اليمن… مما ساهم بإرتفاع الدين العام في السعودية، إلى 610.6 مليار ريال (162.8 مليار دولار) حتى نهاية الربع الأول من هذا العام، ومن المتوقع بأن يرتفع هذا الرقم إلى 180 مليار دولار بحلول نهاية 2019”.
“الهجوم على أرامكو”
وفي المقابل، حاول بعض المعلقين السعوديين الرد على هذه الشكوك، متهمين من يروجون لهذه الافكار بأنهم “يدسون السموم”.
وتحت عنوان “الاكتتاب في أرامكو والاكتئاب في نيويورك تايمز”، يحاول محمد الساعد في عكاظ السعودية الرد على الشكوك، التي تحيط بعملية طرح الشركة للاكتتاب، حيث يقول: “الغريب أن يسار الغرب ممن يتبنون أفكار المشاركة ويروجون للشفافية وحوكمة الأعمال، هم من يدسون السموم في طريق الاكتتاب، ويشككون في النوايا ويتبنون الخطابات العدائية تجاهه، بدءاً من تقييم الشركة وانتهاء بمكانتها في الاقتصاد العالمي”.
ويضيف الساعد: “المستفاد من مشروع الطرح هو أن طريق السعودية محفوف بالمخاطر والكمائن والشراك، وكلما أضاءت الرياض وزادت فرص نجاحها، كلما زاد الألم في معاقل اليسار، الذين تمثلهم اليوم النيويورك تايمز والواشنطن بوست، وعلى مستوى أقل صحف ومنظمات أخرى في أوروبا، وأن عداء الغرب ضدها ليس عداء هذه المرحلة، بل مبدئي منذ الرئيس اليساري جون كيندي وحتى هذه اللحظات، وكلما وجد يسار الغرب طريقاً وعراً ضد المملكة سلكوه وأشعلوا النيران فيه”.
كما يكتب محمد الحاقان مقالا في صحيفة أنحاء السعودية بعنوان “الهجوم على أرامكو”، يقول فيه: “يتناقل حثالات الصحوة في مواقع الواتس حربًا، ضد الاكتتاب في شركة أرامكو السعودية، مع أنهم سوف يبيعون حلي زوجاتهم للاكتتاب في أكبر شركة ربحية في العالم… هؤلاء يشنعون على أرامكو ويريدون صيد طائرين بحجر واحد، الطائر الأول التعاون مع حلفائهم من جماعة الإخوان المفلسين، للإساءة لاقتصاد بلادهم، وفي نفس الوقت دعوة الناس للإحجام عن الاكتتاب، حتى يحظون بحصة الأسد من الأسهم”.
ويضيف الحاقان: “اليوم الحذر ثم الحذر من الانقياد لهم وتضييع الفرصة، ثم البكاء على اللبن المسكوب. اليوم يتسابق العالم، للحصول على أسهم درة تاج الطاقة في العالم أرامكو، ولو سمح لمواطني مجلس التعاون فقط بالمساهمة لما بقي لكم ما تشترونه. هؤلاء الذين يصابون بأبشع أنواع الطمع والجشع، عندما يشمون رائحة الدولار والريال، سوف يجعلونكم تبكون كالنساء على فرصة لم تستغلوها كالرجال”.
“فرصة عظيمة للاستثمار الآمن”
يقول هاني الظاهري، في موقع إيلاف اللندني، إن اكتتاب أرامكو يعتبر “فرصةً عظيمةً للاستثمار الآمن مقدمة على طبق، وهو ما يعني وضع جوهرة السعودية الأغلى على مر التاريخ بيد أبنائها، ليحققوا أرباحهم منها بشكل مباشر… الأمر لا يحتاج إلى توصيات ونصائح اقتصادية، فلا يوجد شركة بهذا الحجم وهذه الربحية في العالم أجمع، يمكن أن تكون بمتناول اليد بكل هذه السهولة، ومن سيفوته قطار الاكتتاب سيفوته خير كثير، هو أحق به من غيره بلا شك”.
ويوجه الظاهري نصيحة للمواطن السعودي الراغب في شراء أسهم ارامكو، حيث يقول: “اكتتب بأكبر عدد ممكن من الأسهم، واحتفظ بها لأربع سنوات على الأقل، فالأرباح المتحققة من كل سهم تكفي عن بيعه، ولا تستمع لكل من يطمع في الفوز بنصيبك من جوهرة وطنك”.
ويضيف الكاتب “الاقتصاد السعودي والسوق المالية السعودية سيستفيدان أيضاً، بشكل غير مسبوق، من هذا الطرح الذي سيضاعف بلا شك حجمهما ويرفع معدل الاستثمار بشكل عام في المملكة، وهو ما يسهم في تحقيق رؤية 2030، التي من أركانها الأساسية تحقيق اقتصاد مزدهر، يعود خيره على المواطن السعودي أولاً وأخيراً”.
وحول خطة الشركة لطرح جزء من أسهمها في السوقين المحلية والدولية، يقول محمد البغلي في الجريدة الكويتية: “منافع الإدراج في السوق السعودية ربما تكون أكبر من تلك الدولية، كونها ستخلق قيمة مضافة في هذه السوق، عبر طرح شركة تشغيلية ضخمة للمتداولين، فضلا عن وضع الدولة حلولاً ادخارية للمواطنين، عبر طرح أدوات استثمارية تمتص السيولة، كما أنه يعطي المصارف هامشا لتمويل احتياجات المكتتبين، والأهم أنها تجذب أموالا أجنبية للاستثمار في شركة بحجم «أرامكو»، خصوصا أن السعودية شهدت تراجعا في استقطاب الاستثمارات الاجنبية”.
[ad_2]
Source link