أخبار عربية

مظاهرات لبنان: فن الشارع يدون مطالب المحتجين ويعكس توجهاتهم

[ad_1]

كتابات ورسومات على الجدران، تُظهر تراكم المطالب الأساسية لدى اللبنانيين

من بعيد، تبدو المطالب موحّدة بين المناطق وفي الساحات خلال تظاهرات لبنان الأخيرة. لكن جولة صغيرة في ساحتي الاعتصام في وسط مدينة بيروت، كافية لإظهار كميّة كبيرة من الشعارات المدوّنة على الجدران.

زحمة كتابات ورسومات، بألوان وخطوط متنوعة، تُظهر تراكم المطالب الأساسية لدى اللبنانيين، وتعكس الاختلافات الأيديولوجية أو الفكرية بين المتظاهرين.

فقد أيقظت التظاهرات العديد من المطالب التي لم يكن ممكنا التعبير عن جميعها، من خلال الهتافات، فلجأ أصحابها إلى تدوينها وكتابتها أو رشّها على جدار، على واجهة متجر، أو على الأرض في ساحات الاعتصام.

وتشمل الشعارات مطالب فجرها الحراك الشعبي مثل: محاربة الطائفية، دولة علمانية، محاكمة الفاسدين، استرداد الأموال المنهوبة، إقرار قانون مدني للأحوال الشخصية، حقوق المرأة، لا سيّما حقّها في إعطاء الجنسية لأولادها وحقّها في حضانة أطفالها. حقوق المثليين. فرض ضرائب على المصارف وعلى الأغنياء، وقف التعديات على المساحات العامّة والأملاك البحرية، استعادة وسط مدينة بيروت، الذي استملكته شركة خاصّة منذ بداية التسعينيات، كان يملكها رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. هذه وغيرها، من المطالب الأساسية البديهية كالماء والكهرباء والخدمات الصحّية.

مظاهرات لبنان تعيد الحياة للـ “التياترو الكبير” الذي غنت أم كلثوم على خشبته

مظاهرات لبنان: القشة الاقتصادية التي أججت الاحتجاجات

سعد الحريري يعلن حالة “الطوارئ الاقتصادية” لإنقاذ لبنان

حضور قوي للحركة النسوية

هناك أكثر من اتجاه في التعبير عن المطالب. حقوقي اجتماعي أو يساري واضح في شعارات مثل “يسقط رأس المال”، “يسقط حكم المصرف”. إلى جانب الخطاب النسوي الذي وجد مساحة كبيرة للتعبير خلال التظاهرات.

وتقول الصحافية والناشطة النسوية حياة مرشاد لـ “بي بي سي” إن فنّ الشارع مرافق لأي حراك، وقد تبقى هذه الشعارات حتى بعد انتهاء التظاهرات وخلو الساحات.

وتابعت حياة التي كانت تستعدّ لرشّ عبارة “الثورة نسوية” بمساعدة رفيقاتها، “كثيرا ما نسمع كلاما عن أنّ القضية النسوية ليست أولوية، لكننا نعتبر المعركة مع النظام معركتنا أيضاً، فالثورة معركة ضدّ نظام الجوع والإفقار وضدّ نظام ظالم بحق المرأة”.

شعارات كوميدية وشعبية

لا تخلو الجدران، كما الهتافات من حسّ الدعابة اللبنانية ومن الشتائم التي تحوّلت إلى أغنيات، فكان للجدران نصيبها أيضاً من شتم للشخصيات السياسية بالاسم، أو من دعابات لها دلالاتها كشعار” يسقط الفنّ المعاصر” الذي يرمز إلى شعبية الانتفاضة بوجه النخب السياسية والثقافية المعروفة.

تتزايد الشعارات يومياً، بحسب المستجدات السياسية، وبحسب ردود الفعل على إجراءات أو خطابات السياسيين في لبنان. قد نجد كلاماً جديداً كلّ يوم، يردّ به المتظاهرون على اتهامهم بالتعامل مع السفارات الأجنبية، أو على مطالبتهم باختيار قياديين، أو على قمع الاحتجاجات بالقوة من قبل الشرطة والقوى الأمنية. ويستغّل المدوّنون أي فراغ أو مساحة صغيرة لا زالت متوفرة لملئها بعبارة أو كلمة أو رسم صغير.

يتأمل المحامي كارل ضو، في الشعارات المعلّقة على الرصيف المؤدي إلى ساحة رياض الصلح، ويعلق قائلا: “لفتني أن ما يطالب به الناس هو أدنى وأبسط الحقوق، كعبارة خلونا نعيش”.

ويرى المخرج اللبناني غسان سلهب أن الجدران دليل على أن الناس تريد أن تعبّر، “أحببت عبارتين، ينعن (يلعن) أبو الخوف، وعبارة ثورة على أنفسنا””.

فيما عبّر المتظاهر رامي قاسم عن امتعاضه من الكتابة على الجدران، واصفاً إياها ب”التشويه للمدينة” مفضّلاً كتابة المطالب والشعارات على اليافطات بدلاً من الجدران.

الغرافيتي أو فن الرسم على الجدار والكاريكاتور، له مساحاته أيضاً وهو ليس جديداً في ميدان التعبير السياسي في الشارع العربي، لكنّ مكثّف هذه المرة في شوارع لبنان، خاصة على جدران لم يكن ممكناً الاقتراب منها، تابعة لمؤسسات حكومية أو خاصّة، كمبنى مجلس شورى الدولة، أو متاجر تقع ضمن منطقة “سوليدير” الشركة الخاصة التي استملكت وسط بيروت.

من جدران بيروت، قرّر المتظاهرون إلقاء التحيّة أيضا إلى العراق، فلسطين وسوريا، إلى اللاجئين السوريين والفلسطينيين، ردّاً على الإجراءات والخطابات الذي يراها ناشطون عنصرية بحقّهم. كما انتشرت أسامي وصوراً لمعتقلين وسجناء مصريين وفلسطينيين.

—————————————

يمكنكم تسلم إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى