أخبار عاجلة

لبنان: عندنا عون ونصرالله وناقصنا باسيل

بيروت ـ عمر حبنجر وداود رمال

أحد لبنان امس.. أحدان.. أحد التظاهر إلى القصر الجمهوري نظمه التيار الوطني الحر دعما للرئيس ميشال عون مع ختام سنته الرئاسية الثالثة، وأحد للوحدة الوطنية نظمه «الحراك الثوري» في مختلف المدن والساحات اللبنانية، دعما للمطالب الشعبية وعنوانها قطع دابر الفساد وملاحقة الفاسدين واستعادة الاموال المنهوبة من الدولة.

شارع مقابل شارع، ولو انكر التياريون، والمبارزة كانت حول من يحشد أكثر، لقد بذل كل طرف المستطاع لعرض عضلاته الشعبية، وخصوصا التيار الوطني الحر، الذي اعتبر التظاهرة الى بعبدا اختبارا للشعبية، ومن هنا كان حديث نائب التيار السابق نبيل نقولا، عن «ناكري الجميل» في معرض توصيفه لمن يتوانون عن الخصوم الى طريق القصر الجمهوري، التي افترشت بالشاشات العملاقة وأجهزة الصوت العالية والموائد العامرة، وصولا الى الحمامات المتنقلة، وكل ما سبق تميز به منظمو الحراك الثوري، والذي حول ساحة الشهداء في بيروت، بعد ظهر امس، الى بحيرة بشرية، بعدما استقطبت روافد الثائرين من كل الانحاء اللبنانية، من طرابلس وعكار والجبل بجانبيه الشمالي والجنوبي واليها البقاع ومن الجنوب، وبخاصة عاصمته صيدا.

واللافت كان توحد الطرفين حول احقية المطالب الشعبية، مع تجهيل الفاعل او المسؤول عن سلب هذا الحق.

وبروز التناقض في الشعارات المعلنة من كل فريق، ففي حراك قبل الظهر على طريق بعبدا كان الهدف المعلن تقديم الدعم لمؤسس التيار الحر الرئيس ميشال عون، بينما كادت الهتافات التي اطلقتها الحناجر، أو تصريحات السياسيين المشاركين التي حولت الولاء والدعم للوزير جبران باسيل.

بالمقابل رفع الحراك الثوري في تظاهرة بعد الظهر في ساحة الشهداء راية المطالب الشعبية، دون ترداد للازمة «بالروح بالدم» التي هتف بها التياريون لجبران باسيل على طريق بعبدا، على غرار «بالروح بالدم» نفديك يا نبيه، التي رددها مناصرو حركة امل الذين تجمعوا عصر السبت امام قصر عين التينة.

ظاهر المشكلة، تأخير الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة المكلف، إلى ما بعد الاتفاق على تركيبة الحكومة.

ومضمون المشكلة، اصرار الرئيس عون على توزير صهره وزير الخارجية جبران باسيل في الحكومة العتيدة، ورفض الرئيس المهيأ للتأليف سعد الحريري هذا الشرط، ولو كلفه البقاء خارج الحكومة.

وقد أطل الرئيس ميشال عون على مناصريه المتظاهرين على طريق القصر الجمهوري امس مجددا العهد، ومؤكدا عدم امكانية التخلص من الفساد بسهولة، لأنه متجذر منذ سنوات عدة ولا نريد ساحات مقابل ساحات في لبنان، لكنه لم يأت على ذكر الاستشارات.

الرئيس عون كان يتحدث من القصر الجمهوري عبر الشاشات، في ختام تظاهرة الدعم لسياسته، وعمليا لوزير الخارجية باسيل الذي يطالب الحراك الشعبي بإبعاده عن الحكومة.

وقال عون: رسمنا خارطة طريق مؤلفة من ثلاث نقاط، هي الفساد والاقتصاد والدولة المدنية ونريد تحقيقها رغم صعوبة ذلك.. داعيا الجميع للاتحاد من اجل ذلك.

واضاف: لقد ثار الشعب الذي يعيش عوزا، وحقوقه مفقودة وفقد ثقته بدولته، وهنا تكمن المشكلة التي يجب حلها عبر اعادة ثقة الشعب بدولته.

وتحدث عن خارطة طريق تنتهي الى الدولة المدنية، ولم يتطرق الى ازمة الاستشارات النيابية لتكليف من يشكل الحكومة، وختم بالقول للجماهير «احبكم.. كلكن يعني كلكن».

وكان الوزير جبران خطيب المناسبة، وقد استهل الحدث متوجها الى من يعنيهم الامر قائلا: اذا عممتم تهمة الفساد تحمون الفاسدين من دون ان تعلموا ذلك، انكم تساوون الفاسد بالآدمي، ومن هنا يجب ان يكون شعار «كلن يعني كلن» تحت المساءلة، ونحن اولهم، وكلهم تحت المحاسبة ونحن اولهم، انما لسنا كلنا فاسدين وزعران.

واكد باسيل خلال مسيرة التيار الداعمة للرئيس ميشال عون على انه كما «تواعدنا في 13 تشرين (اكتوبر) نلتقي اليوم (امس) على طريق بيت الشعب لنبدأ بتحرك شعبي، لأننا لا نستطيع تحقيق التغيير وحدنا، وبات من اللازم مشاركة الناس معنا».

واضاف: بقدر ما شعرت بالغضب الصادق من قبل اكتريتكم، شعرت بالظلم تجاهي من الاقلية، فالثورة هي انتفاضة على الظلم، لكن الثورة لا تظلم، وإلا تسقط وتنتهي. واضاف: لقد سبق ان حذرنا شركاءنا من اننا سنصل الى هذه المرحلة والناس سبقتنا وقلبت الطاولة، ونحن هنا لنكون معهم ولنكمل معا، ثم توجه الى المتظاهرين بالقول: لا تقتلوا الامل باقتلاع الفساد وبناء الدولة، الفاسد هو من يبني قصوره من اموال الدولة، الزعران هم من قطعوا الطرقات وطلبوا خوّات.

وقال: تجرأت وكشفت حساباتي منذ سنتين، ورفعت السرية المصرفية من دون ان يطلب مني احد ذلك، نحن رفعنا منذ 15 سنة شعار «حرية.. سيادية.. استقلال»، حتى استرددناها، اليوم نرفع شعار «سرية (مصارف) حصانة.. استرداد للاموال المنهوبة».

ودعا باسيل الى الدولة المدنية من دون قلب النظام، بل بتطويره، و«ننشئ مجلس شيوخ تكون لديه الصلاحية الكيانية والميثاقية ونطبق اللامركزية الادارية والمالية الموسعة التي تسهل حياة اللبنانيين وتنمي مناطقهم، معتبرا ان الاولوية اليوم لتأخير الانهيار المالي وليس لتسريعه، وقد جئنا اليوم عند الرئيس عون لنستمد منه الدعم، مشددا على ان المناصب لا تهم عند الكرامة، وكرامتنا هي آدميتنا ولا نقبل بأن تنتهي الثورة ببقاء الفاسدين.

وقال: انتقلنا من «كلن» الى «وحدن»، لأن هدفهم الاساسي هو اسقاط العهد، لكن لا احد يلغينا لأننا شعب ولسنا فقط تيارا، وفخرنا اننا قلنا ان وحدتنا الوطنية هي الاهم ولن نقبل بأن نعزل اي مكون منا، ومهما كان الثمن فلن نكون اداة بيد الخارج، لم نتآمر مع دولة خارجية على اولاد بلدنا، ولن نتآمر مع اولاد بلدنا على دولة خارجية.

وارتفع الهتاف بالقول: «عندنا عون ونصرالله وناقصنا باسيل».

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى