أخبار عربية

“بابا العرب”: مشروع مسلسل عن حياة بابا الأقباط الراحل يثير جدلا في مصر

[ad_1]

البابا شنودة الثالث

مصدر الصورة
Getty Images

أثار اعتزام أحد الأديرة القبطية المنتسبة للكنيسة الأرثوذكسية في مصر إنتاج مسلسل تلفزيوني يحكى سيرة البابا شنودة الثالث، البطريرك رقم 117 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، جدلا داخل المجتمع المسيحي.

ويتوقع أن يكون المسلسل، الذي يتولى تنفيذه دير الأنبا بيشوي، العمل الدرامي الأهم والأضخم في تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية، وكذا سيكون للعرض التليفزيوني العام، وليس للأوساط المسيحية فقط.

المسلسل الذي يحمل اسم “بابا العرب” سيكون من 34 حلقة ويحكي قصة حياة البابا شنودة الذي توفي في عام 2012، والتي امتدت لتسعة وثمانين عاما ( 1923- 2012 )، منها أربعة عقود في منصبه على رأس الكنيسة القبطية بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.

ودير القديس العظيم الأنبا بيشوي هو دير قبطي أرثوذكسي يُعرف اختصارا باسم دير الأنبا بيشوي، ويُعَد أكبر الأديرة بوادي النطرون بالصحراء شمال غربي العاصمة القاهرة، وكان البابا الراحل يلجأ إليه للاعتكاف من وقت لآخر، وينسب للبابا الراحل تجديده وتوسعته وتحديثه وترميمه وإدخال الكهرباء إليه واختياره مكانا لمثواه الأخير، بحسب وصيته.

الدير والمسلسل

يقول الراهب القمص بيموا بدير الأنبا بيشوى والمشرف العام على مشروع المسلسل في تصريحات لبي بي سي إن فكرة إنتاج الدير لعمل درامي عن البابا شنودة الثالث كانت موجودة من زمن بعيد.

وأضاف: “البابا شنودة عاش في الدير منذ عام 1971 وأنشأ مقره الخاص في الدير وكان يقود الكنيسة من الدير، وكتب وصيته ليكون الدير مثواه الأخير بعد نياحته، ومزاره موجود في الدير حاليا، ومن هنا كان للدير أن يقوم على المسلسل”.

بلغت تقديرات أولية لتكلفة إنتاج المسلسل الذي يضع له السيناريو عطالله توفيق، بين 60 إلى 80 مليون جنيه مصري (4 إلى 5 مليون دولار)، وهو أمر أثار بعض الاعتراضات على المسلسل حتى قبل البدء في تنفيذه.

وترى حنان فكري، صحفية متخصصة في الشأن القبطي، أن تجسيد الشخصيات المسيحية الكبيرة فكرة جيدة لأنها تمتلك بوصفها مسيرات حافلة بالأحداث، لكنها تساءلت لماذا تنتج الأديرة الأعمال الفنية.

وتضيف لبي بي سي: “لا يمكن قبول تخصيص أموال من ميزانيات الأديرة لإنتاج الأعمال الفنية، لا يقبل المنطق أن تذهب أموال الغلابة إلى إنتاج فني. أتمنى أن تتولى شركات الإنتاج المختلفة هذا الأمر”.

ويرد الراهب بيموا مؤكدا أن التكلفة النهائية للمسلسل لم تتحدد بعد وإن ما تردد هو تكهنات، مؤكدا أن الدير لن يمول هذا المسلسل.

وأضاف “الدير ليس به نقود لهذا العمل، ستأتي القنوات التي ستبث وهي التي ستنفق من البداية للنهاية، بعض القنوات أبدت استعدادا للتمويل وهي قنوات خاصة وعامة مصرية وغير مصرية… كما لا نطلب تبرعات، ولكن من يريد المساعدة فليساعد”.

مصدر الصورة
Getty Images

بداية الفكرة

يقول نشأت زقلمة، المؤرخ الكنسي ومؤلف المسلسل، إن البابا شنودة ذاته وافق على فكرة إنتاج عمل درامي عن سيرته عندما عرض عليه جزء أولي من العمل في عام 2008 وكان في صيغة فيلم وثائقي من إنتاج دير الأنبا بيشوى يعرض داخل الكنيسة.

وأضاف أن البابا قبل الفكرة بعد قراءة المادة المعروضة عليه “ولكنه استشعر الحرج من تنفيذ الفيلم في حياته وفضل أن يخرج للنور بعد وفاته.”

وأنتج الدير فيلما وثائقيا عن البابا شنودة بعد رحيله في عام 2012 وعرض تحت عنوان “الراعي” للسيناريست عطالله توفيق، بعد حصوله وقتها على الموافقات اللازمة، وكتب السيناريو للفيلم في حينه ولم يتناول هذا الفيلم فترة تتويجه بابا للأقباط الأرثوذكس التي امتدت لأربعين عاما.

سيتناول المسلسل الجديد، بحسب مؤلفه، حياة البابا شنودة التي امتدت زهاء 89 عاما في أربعة مراحل:

  • المرحلة الأولى لنظير جيد روفائيل وهو الاسم العلماني للبابا وتمتد 30 سنة من الميلاد الى الرهبة يوليو 1954.
  • المرحلة الثانية حياة الراهب انطونيوس السرياني (الاسم الكنسي لنظير جيد وقتها) لمدة 8 سنين إلى يوم سيامته أسقفا للتعليم في سبتمبر/أيلول 1962.
  • المرحلة الثالثة تغطي 9 سنوات إلى يوم تتويجه بطرك في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 1971.
  • المرحلة الأخيرة40 سنة من تتويجه بطرك الى يوم نياحته في 17 مارس 2012.

خلاف على اسم المسلسل

لكن اسم المسلسل لاقى اعتراضا من مخرج فيلم لنفس الشخصية وبنفس الاسم “بابا العرب”.

فقد كتب المخرج المصري ألبير أكرم على صفحته على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك مؤخرا مستغربا من إعادة استخدام اسم الفيلم الخاص به والذي دشن التنويه (البرومو الخاص) به بالفعل منذ فبراير/شباط العام الجاري، مشيرا إلى أنه مستمر في تنفيذ فيلمه الذي حصل على موافقات الرقابة المختصة والكنيسة بالفعل.

وأضاف “استخدمت اسم بابا العرب من عام 2012 في برومو موجود علي موقع بتاريخ 17 ديسمبر/كانون الأول 2012، وتم إثباته في وزارة الثقافة بتاريخ 15يوليو/تموز 2015، في حقوق الملكيه الفكرية، وغير مفهوم علي الإطلاق استخدام نفس الاسم للدعايه لعمل آخر”.

ويرفض زقلمه التعليق على ما يقوله أكرم لكنه قال “اخترنا للمسلسل اسم (بابا العرب) فهذا اللقب أطلقته عليه الصحافة السورية في حياته حال زيارته عام 1997 إلي مخيم اليرموك، أكبر مخيمات الفلسطينيين في سوريا.”

ويسرد زقلمة رحلة مسلسل “بابا العرب قصة وحياة البابا شنودة الثالث” قائلا إنه حصل على إثبات تاريخ من الشهر العقاري تحت رقم 939 لعام 2012 للاسم “بابا العرب”، وأن النص حصل على شهادة إيداع من المجلس الأعلى للثقافة بتاريخ 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، وروجع من قبل اللجنة الفرعية للمصنفات الكنسية في 25 يناير/كانون الثاني 2019، وحصل على موافقة ترخيص عرض عام من الإدارة المركزية للرقابة على المصنفات الفنية في مارس/آذار 2019”.

مصدر الصورة
Getty Images

الممثلون

وتواصل دير الأنبا بيشوى مع الممثل المصري المعروف ماجد الكدواني لبطولة المسلسل ومع المخرجة المصرية ساندرا نشأت لكن أيا منهما لم يعط ردا قاطعا حتى موعد إعداد التقرير بحسب القمص بيموا والمؤلف زقلمة الذي قال: “تم التوصل مع الكدواني وساندرا وحدثتهما بنفسي. وهما لم يعطونا الموافقة القاطعة لأن ماجد لديه إرتباطات عمل لم تنتهي بعد، وساندرا لها ظروف معينة ولم يعطونا الموافقة النهائية”.

ويتوقع القمص بيموا أن يأخذ المسلسل الذي لم يدخل مرحلة التصوير بعد عاما في مراحل الإعداد والتصوير والمونتاج قبل عرضه.

ويؤكد أنه سيجري الاستعانة بممثلين مصريين من الأطياف المختلفة للمشاركة في المسلسل الذي يحكى سيرة “شخصية وطنية كبير محبوبة من الجميع”.

من جانبه يرى الأب بطرس دانيال، رئيس المركز الكاثوليكي للسينما إن المسلسل “عمل عظيم لحياة البابا الراحل وسيكون له تأثير قوي، وهي فرصة جيدة للأجيال اجديدة ليتعلموا من نهج قداسة البابا في الحياة.”

ويضيف: “مثل هذه الشخصيات التاريخية عندما تُعرض في أعمال فنية يكون لها مؤيدون ومعارضون، لكن الجميع سيكون شغوفًا بمشاهدة هذه الأعمال.”

النقاط المضيئة

لكن الصحفي القبطي مينا عادل جيد يخشى من جدل يثيره المسلسل من زاوية أخرى وهي تلك المتعلقة بمؤيدي ومعارضي البابا الجديد الأنبا تواضروس الثاني .

ويقول عادل لبي بي سي : ” هناك تيار داخل الكنيسة من الأقباط ومن بعض القيادات لا يستطيعون تجاوز أن قداسة البابا شنودة تنيح وأن الآن هناك قداسة البابا تواضروس، فهل سيُستخدم العمل في تغذية هذا الفكر؟ وأن لا أحد يستطيع ملء الكرسي الباباوي بعد قداسة البابا شنوده؟

واستبعد القمص بيموا والمؤلف زقلمه أن يثير المسلسل خلافات لأنه سيتناول ما وصفاه بالجوانب المضيئة في حياة البابا الراحل دون الخوض في خلافات سياسية أو عقائدية مثيرة للجدل.

ويقول زقلمة: “المسلسل غير سياسي على الإطلاق والبابا لم يكن سياسا قط، وإن كان رجلا وطنيا وكان مبتعدا تماما عن السياسة. وهو محب للجميع وهذه طبيعته “.

ويضيف: “لا أستطيع أن أتحدث عن أي شي بالتفصيل في المسلسل إلا عندما يظهر للناس وتراه وتحكم عليه”.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى