مظاهرات لبنان: هل تستقيل حكومة سعد الحريري؟
[ad_1]
لا تزال مظاهرات لبنان موضع اهتمام كتّاب مقالات الرأي في الصحف العربية؛ إذ يدخل الحراك يوم الأحد 27 أكتوبر/تشرين الأول يومه الحادي عشر، ويصر المتظاهرون على مواصلة احتجاجهم ضد الفساد وسوء الوضع الاقتصادي في البلاد.
وفي محاولة لتهدئة الشارع، كان الرئيس اللبناني ميشال عون، قد قال في وقت سابق إن كل من يثبت اختلاسه أموالًا عامة، سيحاسب.
وفي صحف اليوم ناقش عدد من الكتّاب إمكانية استقالة الحكومة الحالية كأحد الحلول للاستجابة لمطالب الشعب.
“استقلْ يا سعد”
يقول محمد سلامة في جريدة “الدستور” الأردنية: “بالمنطق كيف يمكن محاسبة الفاسدين وكيف يمكن استرداد الأموال المنهوبة وكيف وكيف…إلخ، إذا لم يتم تغيير العهدة والحكومة وإجراء انتخابات مبكرة وفق قانون جديد وبلا محاصصة طائفية وإسقاط الطبقة السياسية”.
ويتابع: “نصر الله يخشى من تأجير الحراك لأجندات خارجية كما قال والحقيقة إن سقوط نظام المحاصصة الطائفية سيؤدي إلى نهاية نفوذه وما لذلك من تداعيات على حلفائه الإيرانيين،ولهذا هدد وتوعد وزمجر وأخفى وقالها في نهاية المطاف بأنه يخشى من حرب أهلية في لبنان”.
ويرى حنا صالح في جريدة “الشرق الأوسط” اللندنية أنه “بات من الصعوبة وجود إمكانية للالتفاف على الشارع بخطوات تجميلية على ما يروج له من تعديل حكومي محدود نتيجة تشدد ‘حزب الله’ الذي يعدّ سقوط الحكومة انكسارًا له، وآخر ما يهمه وجود حكومة من أصحاب الأكفّ النزيهة، توحي بالثقة للناس وللخارج، ويمكن أن تكون رافعة بنسبة ما أمام ما يرتسم في الأفق من انهيار مريع في سعر صرف الليرة اللبنانية”.
ويتابع: “اكتمل مشهد الاصطفاف والتباين المريع بين شارع الناس الذي يريد استعادة البلد المخطوف وإحياء قيم الجمهورية، استنادًا إلى الدستور… إنها اللحظة المناسبة لإعلان استقالة الحكومة وسحب الغطاء عن الدويلة وما تحضره للبنانيين”.
ويضيف الكاتب: “على سعد الحريري (الذي رفعه إلى الحكم دم رفيق الحريري، الذي أسهم في إخراج الجيش السوري) أن يستقيل، فيمنع بذلك استمرار السلطة التنفيذية ألعوبة بيد ‘حزب الله’، وإلا فسيكون هو نفسه – بوصفه رئيس السلطة التنفيذية – أبرز مسؤول تسبب في أخذ البلد إلى الهاوية. استقلْ يا سعد! كي يُمنح البلد الفرصة للنهوض وتتاح له إمكانية انتشاله من الغرق”.
تغيير النظام ليس “الغاية النهائية”
وعلى جانب آخر، وتحت عنوان “الاستقالة أقصر الطرق الى الحل وأصعبها”، يقول جورج شاهين في جريدة “الجمهورية” اللبنانية: “اقترب مختلف الأطراف بمن فيهم الأقوياء من تكوين قناعة ثابتة بأن استقالة الحكومة من أقصر الطرق وأرخص المخارج من المأزق. ورغم ذلك فهي بالنسبة إلى البعض منهم الخطوة الأكثر صعوبة”.
ويضيف الكاتب أن الاستقالة “تعكس مظهرًا من مظاهر ‘الهزيمة’ التي لا يمكن استيعابها أو تجاوزها بسهولة في ظل السيناريوهات المأسوية المتداولة. فما الذي يقود إلى هذه المعادلة؟”
ويرى شاهين أنه “لم يعد هناك بد من التغيير الحكومي أيًا يكن الثمن. وما على الجميع سوى البحث عن الآلية التي يمكن اللجوء إليها لتنفيذ الخطوات الدستورية الضرورية بأرخص ثمن، فالمكابرة التي يعبر عنها البعض حتى الرمق الأخير والتي ميّزت بعض المواقف ممن لا يريد أن يرى أو يعترف بما يجري في الساعات الأخيرة لم تعد ذات جدوى”.
أما وجيه قانصو فيقول في جريدة “المدن” اللبنانية إن تظاهرات لبنان “لا يمكن اختزالها بعبارة المعارضة، أو مجرد كونها حركة لتغيير القوى وتبديل المشهد السياسي، بل لا يمكن أن يكون تغيير النظام غايتها النهائية. هذه الصور هي علامات ودلائل على انبثاق حياة جديدة منبعثة من قلب الصغير وطموح الشاب وعقل الكهل، الذين حسموا خيارهم لا بتغيير من يمثلهم بل بصناعة واقع مختلف، مدى وجود جديد، خلق معنى غير مسبوق”.
ويضيف: “ما يحصل هو أفق جديد لا يحتاج إلى من يرشّده أو يوجهه أو يرسم له طريق خلاصه، هو أفق مولد لذاته ويخلق حاضره ويتولد مستقبله من داخله. أفق يمتد لأجيال وعقود، أفق يطوي صفحة واقع قائم وأنماط تفكير وأطر علاقات وتضامنات وصلت إلى طريق مسدود”.
ويختتم الكاتب مقاله بقوله: “إنها ثورة أكبر من احتجاج معيشي أو مطلب سياسي، وأهم من تبديل القوى السياسية، وأبعد بكثير من تغيير النظام”.
[ad_2]
Source link