أخبار عاجلة

ليلة الأطلال في مركز جابر

دلال العياف

حضور منقطع النظير من جمهور مثل ما نقول عنهم «سميعة وكلثوميي الهوى»، أتوا من كل الأماكن يجمعهم حب الطرب الأصيل، وبين أروقة المسرح الوطني بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، والذي يبذل العاملون فيه جهودا جبارة ليقدموا لنا ليالي فنية عالية المستوى، ليؤكدوا على حسهم الراقي تحت إدارة قويمة متزنة متمثلة بشخص مديرهم فيصل خاجة الذي يذهلنا في كل مرة بأفكار متجددة وربط ما بين الحاضر والماضي بطريقة راقية، حيث أعادونا الى الشكل الكلاسيكي للحفلات الغنائية بعروض مذهلة باتت عالقة في عقولنا، فبعد النجاح الباهر الذي حققته حفلات «كلثوميات» خلال المواسم السابقة، احتفى المركز بكوكب الشرق «أم كلثوم» في ثلاث أمسيات فنية أقيمت في الفترة من 23 وحتى 25 الجاري بعنوان «ليلة الأطلال»، أحيتها فنانة دار الأوبرا المصرية مي فاروق بمصاحبة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو عماد عاشور.

أمسية «ليلة الأطلال» كانت غير، لأنها خاصة بكوكب الشرق الهرم الفني الرابع في مصر «أم الدنيا»، والتي وصلت الى مكانة لا تضاهى، وقدمت أغنيات بلغت حد الكمال الإبداعي وباتت أسطورة، واقترن اسمها بأعظم الشعراء وأقدر الملحنين الذين أكملوا الصورة الغنائية والجملة الموسيقية ووضعوها في مكانها الصحيح، ونعتبرها اليوم مدرسة وإرثا فنيا يدرَّس.

أمتعت المطربة مي فاروق الحضور في المسرح الوطني بصوتها الطربي الأصيل وأغنيات أم كلثوم الخالدة التي حركت المشاعر، وأطلت فاروق على المسرح بفستان راق وبلا مبالغة يتناسب مع أجواء مركز جابر المتميزة، ورحب بها الجمهور بحرارة، ووقفت أمام الفرقة الموسيقية التي قادها باقتدار المايسترو عماد عاشور، واصطفت الفرقة وراءها وكأننا أمام التخت الشرقي الذي كان يظهر وراء الست أم كلثوم.

بدأت مي الحفل بالرائعة الخالدة «أنا في انتظارك» من كلمات الراحل القدير «شاعر الزجل» بيرم التونسي وألحان الراحل القدير زكريا أحمد، وأبدعت وهي تغني بشجن «أنا في انتظارك خليت.. ناري في ضلوعي وحطيت.. ايدي على خدي وعديت.. بالثانية غيابك ولا جيت.. ياريت ياريت ياريت.. ياريتني عمري ما حبيت»، ومن ثم بعثت في قلوبنا أملا حينما شدت بالمعجزة الفنية «أمل حياتي» من ألحان موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وكلمات أحمد شفيق، والتي انطرب لها الجمهور وتفاعل بشكل كبير مع صوت مي الرائع حينما غنت «أمل حياتي يا حب غالي ماينتهيش.. يا أحلى غنوة سمعها قلبي ولا تتنسيش.. خد عمري كله بس النهارده خليني أعيش.. خليني جنبك خليني.. بحضن قلبي خليني».

وزاد من جمال «ليلة الأطلال» التي لا تشبه أي ليلة، تغير الديكور الذي طغى عليه الإبهار البصري المذهل وسرق أنظارنا وجعلنا مندمجين في أجواء ساحرة، لتغني مي قصيدة القرن «الأطلال» لشاعر الأطلال إبراهيم ناجي ومن ألحان رياض السنباطي، والأغنية من أعظم الأعمال الإبداعية ليس في مصر بل في العالم أجمع.

جدير بالذكر أن المطربة مي فاروق هي مغنية في دار الأوبرا المصرية، تربت على حب الغناء والموسيقى، وورثت الموهبة والصوت من والدها، وقد بدأت مشوارها الفني في سن مبكرة، حيث كانت أحد أفراد الكورال في دار الأوبرا المصرية، وتتلمذت على يد المايسترو سليم سحاب، وعندما نضجت كانت بداية انطلاقتها فتعاونت مع كبار الملحنين سواء داخل القاهرة أو خارجها ومن ضمنهم أمير عبدالمجيد ومحمد علي سليمان وفاروق الشرنوبي وحلمي بكر وخالد الشيخ وأحمد فتحي.

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى