صاندي تايمز: حلم جميل ينتهي بآثار أيد ملطخة بالدم داخل شاحنة
[ad_1]
انشغلت الصحف البريطانية الصادرة الأحد بعدد من المواضيع الساخنة في الشرق الأوسط وخصوصاً المظاهرات في العراق، والحراك الشعبي في لبنان، وتبعات التوغل التركي في شمال سوريا، وإن كان ذلك بدرجات متباينة، إلا أنها اتفقت على الاهتمام بشكل خاص بقضية المهاجرين غير الشرعيين الذين عثر على جثثهم في مقاطعة إسيكس في جنوب شرقي بريطانيا داخل صندوق شاحنة تبريد جاءوا بها من بلجيكا في المرحلة الأخيرة من رحلتهم إلى الحلم البريطاني الذي أودى بحياتهم.
ونبدأ من صحيفة صاندي تايمز حيث نقرأ تقريراً بعنوان “الحلم بحياة جديدة ينتهي بآثار أيد ملطخة بالدم داخل شاحنة”.
لم تنفع التحذيرات
يبدأ التقرير من بلدة نيهين في شمال فيتنام، في لقاء مع والد الشابة بام تي ترا ماي 26 سنة، التي كانت من بين الضحايا في الشاحنة. يقول الأب “المهربون قالوا إن الطريق آمنة”. ويضيف “لو كنت أعرف أنها ستأخذ هكذا طريق لما تركتها تذهب”. لكن ابنته كما يقول التقرير لاقت حتفها على بعد نحو 6 الاف ميل من بيت عائلتها، وداخل صندوق شاحنة كانت تعبر بها بحر الشمال من بلجيكا إلى بريطانيا الثلاثاء الماضي. وقد أرسلت الشابة عدداً من الرسائل النصية لوالديها، آخرها كانت في لحظاتها الأخيرة وجاء فيها “أنا اسفة يا أمي رحلتي إلى الخارج لم تنجح. أحبكم كثيراً. أنا أموت لأنني غير قادرة على التنفس”. وهكذا انتهت رحلة الأمل بحياة جديدة لـ 39 شخصاً بينهم 25 من فيتنام، نهاية مأساوية.
وقال فريق الإسعاف الذي فتح الشاحنة إن المشهد كان مروعاً وأنهم وجدوا آثار أيدي ملطخة بالدم، ما يشير إلى المحاولات اليائسة التي قام بها الضحايا لجلب الانتباه او تحرير أنفسهم.
وكشف التقرير أن بام تي ترا ماي وصلت بالفعل حية إلى بريطانيا قبل الحادثة ببضعة أيام إلا أن البوليس البريطاني عثر عليها وأعادها إلى فرنسا، قبل ان تعيد الكرة لتكون فيها نهاية حياتها. وهذا يوضح مدى استماتة هؤلاء المهاجرين للوصول إلى بريطانيا.
ولا يزال المهاجرون من جنوب شرقي لآسيا يتوافدون إلى بريطانيا رغم التحذيرات المستمرة من الانقياد إلى الوعود الخادعة بالثروة التي تنشرها عصابات تهريب البشر.
ويمضي التقرير في شرح أن بداية الألفية الثانية شهدت انتشار ظاهرة جديدة في بريطانيا، وفجأة أصبحت صالونات العناية بالأظافر التي يعمل فيها فلبينيون منظراً مألوفاً في الشوارع الرئيسية، ما أدى إلى انخفاض أسعار هذه الخدمة، وانتشار الموضة بشكل كبير. وقد كشف تحقيق فائز بجوائز ونشر عام 2013 أن الفيتناميين تم إغراؤهم بالهجرة إلى بريطانيا من قبل عصابات العبودية الحديثة عبر وعود بوظائف بمرتبات جيدة، إلا أن الكثير من النساء أجبرن على العمل بالعناية بالأظافر خلال النهار وممارسة الدعارة ليلاً.
وأتخذ الأمر شكل ظاهرة مقلقة لدرجة أن السفارة البريطانية في هانوي قدمت خلال المرحلة الأولى من طفرة انتشار صالونات العناية بالاظافر إعلانا مدفوعاً خلال فترة الذروة على التلفزيون الفيتنامي للتحذير من مخاطر الهجرة غير الشرعية.
كما ذكر التقرير أن صحيفة صاندي تايمز نشرت في مايو/أيار الماضي تقريراً عن عصابات روسية تتمكن من توفير تأشيرات سياحية لآلاف الفيتناميين لزيارة روسيا، ليتم تهريبهم في ما بعد إلى بريطانيا، وفي عام 2017 دخل روسيا 43000 فيتنامي كسياح ، إلا أن معظمهم تابعوا طريقهم غرباً إلى أوروبا.
ولكن، كما يقول التقرير رغم كل تلك البراهين والتحقيقات السابقة، استمر تهريب البشر وازدهرت الهجرة غير الشرعية، ولم تفلح السلطات على جانبي القنال الانجليزي في اكتشاف الدفعة الأخيرة من المهاجرين الآسيويين الحالمين بحياة جديدة في بريطانيا، وهكذا خسر 39 شخصاً حياتهم.
كسر حاجز الخوف
وننتقل إلى صحيفة أوبزرفر حيث نطالع مقالاً بقلم سيمونا فولتين، مراسلة الصحيفة في بغداد تحت عنوان “بغداد تخزّن الطعام والماء بينما يظهر أثر المظاهرات الدامية”. وعنوان فرعي يقول “أكثر من 200 شخص قتلوا في مواجهات بين المتظاهرين والقوات الحكومية في بغداد”.
تبدأ الكاتبة مقالها بالقول إن المظاهرات تتحول بسرعة إلى الشكل الطبيعي الجديد للحياة في بغداد، وإن المحتجين بدأوا من يوم الجمعة الذي شهد المظاهرات الأكثر دموية حتى الآن، بتخزين المواد الغذائية والماء، قبل أن تنتصب الحواجز الإسمنتية خلال الليل لحماية المناطق المجاورة للمنطقة الخضراء.
وتقول الكاتبة إن الباعة لم يقتصروا على بيع الخضار والمواد الغذائية وإنما كانوا أيضاً يبيعون الأعلام العراقية بينما يتجمع المتظاهرون القادمون في حافلات صغيرة أو شاحنات أو على دراجات نارية.
وشهد العراق موجة غير مسبوقة من المظاهرات مع خروج الآلاف إلى الشوارع مصممين على تغيير نظام الحكم الذي لا يزال مهيمناً على البلاد منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003 .
وتنقل الكاتبة عن أحد المتظاهرين واسمه أحمد عزيز كاظم قوله “جئنا نتظاهر لأننا خسرنا وطننا. لقد خرجنا لإسقاط الحكومة”.
وفي حين يشهد العراق وبشكل منتظم تقريباً احتجاجات شعبية، فإن هذه المرة غير مسبوقة سواء في انتشارها على كامل البلد أو في طبيعتها الرافضة للطائفية، مع خروج الشيعة للاعتراض على حكومة شيعية، يحملونها مسؤولية الخلل في الأداء طوال 16 عامأً.
ويقول كاظم، وهو جندي سابق “يظنون أنهم يخيفوننا. نحن لم نخش داعش، فلماذا علينا أن نخاف من هؤلاء اللصوص؟ حين يضربوننا يظنون أننا سنخاف؟ ولكن لا. إنهم في الحقيقة يزيدوننا إصراراً”.
بريطانيا تقبل بعودة عرائس الجهاديين وأطفالهن
ومن المهاجرين والاحتجاجات في العراق، نقرأ في صحيفة صاندي تايمز عن تطور جديد في موقف الحكومة البريطانية تجاه عرائس الجهاديين اللواتي يحملن الجنسية البريطانية، وقضية السماح لهن ولأطفالهن بالعودة إلى الوطن.
كتب المقال ديبيش غادير، وتيم شيبمان، ولويز كالاغان. وهو يحمل عنوان “المملكة المتحدة تقبل أطفال عرائس الجهاديين”، وجاء وفي مقدمته أن “أطفال النساء اللواتي التحقن بتنظيم داعش ستتم إعادتهم من سوريا إلى بريطانيا، ولكن أمهاتهم قد يواجهن تهماً بالإهمال والتفريط.
ويكشف المقال أن بريطانيا تستعد في شكل سري إلى إعادة عرائس الجهاديين البريطانيات وأطفالهن من سوريا بحسب مراسلات اطلعت عليها صاندي تايمز.
ويمضي المقال إلى أن وزراء أقروا بشكل غير علني بأن موقف الحكومة تجاه الأطفال الموجودين في المنطقة التي تشهد ويلات الحروب في الشرق الأوسط شهد تطورات جديدة، بعد أن كانت التزمت علنياً بإنقاذ عدد قليل فقط من الأيتام البريطانيين العالقين هناك.
وبحسب منظمات الإغاثة يوجد في شمال سوريا على الأقل 60 طفلاً من أب أو أم من بريطانيا، ومعظمهم مازالوا مع أمهاتهم هناك.
كما ذكر المقال أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ووزير الخارجية دومينيك راب يعدان خططاً لإعادة الاطفال، بالرغم من معارضة وزارتي الدفاع والداخلية خشية الاضطرار إلى وضع الأمهات تحت مراقبة مستمرة في حال عدن مع أطفالهن. ونقل المقال عن أحد الوزراء تأكيدات بأن جونسون أعطى أوامر بإعادة بعض الأطفال، وعن مصدر آخر أن حالة كل طفل تتم دراستها منفردة.
ومن بين النساء اللواتي من الممكن أن يرجعن إلى بريطانيا توبة غوندال (25 عاماً) والتي عملت كمروجة لفكر داعش وساهمت في إقناع شابات في الانضمام اإلى التنظيم.
ويبحث مسؤولون في وزارة الداخلية البريطانيا حالياً عن معلومات عن طفليها اللذين ولدا في سوريا من والدين مختلفين، قتل كلاهما، الاول انتحاري بريطاني والثاني روسي من القوقاز.
ويمكن أن تواجه غوندال المحاكمة حال عودتها، وقد ذكرت مصادر وزارية بحسب المقال، أنهم حصلوا على نصائح قانونية تفيد بأن أمهات الأطفال العائدين من مناطق الحروب يمكن أن تتم محاكمتهن بتهم إهمال الأطفال وسوء معاملتهم وهذا يعني أن لا ضرورة لإثبات أنهن كن متورطات في أي أنشطة جهادية.
[ad_2]
Source link