متحف اللوفر يفتتح معرضا استثنائيا لأعمال ليوناردو دافنشي
[ad_1]
افتتح متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس أخيرا واحدا من أبرز المعارض الفنية في العالم، احتفالا بالذكرى السنوية الـ 500 لوفاة فنان عصر النهضة ليوناردو دافنشي.
وكانت أعمال التحضير لهذا المعرض قد استغرقت أكثر من عشر سنوات وتوقفت بسبب خلاف دبلوماسي وثقافي بين فرنسا وإيطاليا.
وافتتح اللوفر، الذي يضم لوحة “الموناليزا”، أبواب معرضه يوم الخميس بعرض أكثر من 160 لوحة ورسم من فنون عصر النهضة لدافنشي، بعضها على سبيل الاستعارة من الملكة إليزابيث الثانية وبيل وميليندا غيتس.
ويهدف المعرض، الذي من المتوقع أن يجذب أكثر من نصف مليون زائر خلال الأشهر الأربعة المقبلة، إلى توفير فهم أعمق لأساليب عمل الفنان من خلال الاستعانة بدفاتر ملاحظاته وتقنية التصوير بالأشعة تحت الحمراء والواقع الافتراضي.
وكشف تسليط ضوء بالأشعة تحت الحمراء على بعض أعماله الفنية الأكثر شهرة عددا من الأسرار، مع اكتشاف طبقات متعددة من الرسومات أسفل القطع النهائية للفنان.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها هذه الطريقة، ففي شهر أغسطس / آب، رصد الخبراء باستخدام خرائط ضوئية بالأشعة السينية الكلية والتصوير بالأشعة تحت الحمراء والأشعة الطيفية تصميمات للملاك والمسيح طفلا أسفل سطح لوحة رسمها ليوناردو بعنوان “عذراء الصخور”.
وكان ليوناردو دافنشي مهندسا ومصمما وعالما وفنانا مولعا بالتكوين الجسدي البشري وسلوكيات الحيوانات والنباتات.
فمن نمو الأشجار إلى حركة الطيور، كان ليوناردو مولعا بفكرة الطيران، لذا صمم آلة طيران تعتمد على أجنحة الخفافيش، كما درس التعقيدات ووثّقها بالرسوم، ويضم المعرض بعضا منها.
كما استطاع تصميم أسلحة وأدوات وأوعية، وتحتوي دفاتر ملاحظاته على تفسيرات لتقنيات البناء المعماري.
ومن بين الأعمال الأكثر شهرة التي استعارها متحف اللوفر، لوحة “الرجل الفيتروفي”، التي رسمها ليوناردو بالقلم والحبر وهي تمثل شكل إنسان متناسب تماما داخل مربع ودائرة.
ونُقلت اللوحة، التي ستعرض ضمن مقتنيات المعرض لمدة ثمانية أسابيع، إلى باريس الأسبوع الماضي على الرغم من محاولات منعها من مغادرة إيطاليا.
وقال منسق المعرض، فينسان ديليوفان، إنه على الرغم من عرض الأعمال الفنية الدقيقة، فإن الرسوم تظهر أهمية العلاقة بين العلم والفن.
وأضاف: “في هذه الحالة، يظهر جمال الجسم البشري”.
وقال: “نأمل أن نبيّن من هو ليوناردو كفنان ولماذا وكيف كان في غاية الأهمية. لقد استخدم طريقة خاصة ومبتكرة للعمل اعتمدت على العلم.”
ولن يضم هذا المعرض لوحة “الموناليزا”، إحدى أكثر لوحات الفنان شهرة، إذ تُعرض في مكان آخر داخل متحف اللوفر في صندوق زجاجي محمي، ويمكن لزائري المتحف رؤيتها ضمن مشروع يطلق عليه “وراء الزجاج”.
وتعد تجربة تقنية الواقع الافتراضي، الأولى من نوعها في متحف اللوفر، وتهدف إلى الكشف بطريقة علمية عن تفاصيل غير مرئية بالعين المجردة للوحة، وفقا لمطوري المشروع “فيف أرتس”.
كما يضم المعرض قطعا فنية مستعارة من الملكة إليزابيث الثانية، وهي قطع يُحتفظ بها عادة خلف أبواب مغلقة في قصر وندسور الملكي.
ومن بين هذه القطع الفنية دراسة ليوناردو لأيدي ورأس ليدا، الوالدة الأسطورية لهيلين فاتنة طروادة.
وقال ديليوفان: “كانت إليزابيث كريمة للغاية، إذ أرسلت 24 قطعة من مجموعتها، وبسببها، استطعنا عرض مجموعة رائعة من رسوماته”.
وقال متحف اللوفر إن المعرض يقدم قطعا فنية تعود لعصر النهضة لفنانين آخرين، بما في ذلك منحوتات، بهدف المساعدة في وضع أعمال ليوناردو دافنشي في سياقها.
وقال ديليوفان لبي بي سي إنه يتوقع أن يزور المعرض في باريس حوالي 600 ألف شخص بفضل حجم الأعمال المعروضة.
ولد ليوناردو في توسكانا في إيطاليا عام 1452، وكان رسام ونحاتا ومهندسا وعالم رياضيات في عصر النهضة، وأمضى سنواته الأخيرة، قبل وفاته في مايو/أيار 1519، في فرنسا كضيف للملك فرانسوا الأول.
وكانت هذه الحقيقة قد أدت إلى الخلاف السياسي والثقافي الأخير بين فرنسا وإيطاليا.
وتعطلت الخطط الكبرى التي استغرقت وقتا طويلا، والتي صُممت لإعداد المعرض، في نهاية العام الماضي عندما عارض حزب الرابطة الوطنية اليميني في إيطاليا إرسال العديد من الأعمال الفنية.
وفي مقابلة أجريت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قالت لوسيا بورغونزوني، وكيل وزارة التراث الثقافي الإيطالي آنذاك: “كان ليوناردو إيطاليًا. مات فقط في فرنسا. لا يمكن لفرنسا الحصول على كل شيء”.
وأصدرت محكمة إيطالية حكما يفض النزاع بين الطرفين الأسبوع الماضي ويقضي بإمكانية إعارة باريس لوحة “الرجل الفيتروفي”، التي كانت موضوعة لسنوات في غرفة تخضع للتحكم في درجة الحرارة في مدينة البندقية.
واستشهدت محكمة البندقية في قرار إعلانها السماح بسفر اللوحة بـ “الأهمية العالمية الاستثنائية لمعرض (اللوفر) ورغبة (إيطاليا) في تعظيم إمكاناتها التراثية”.
وقال وزير التراث الثقافي الإيطالي، داريو فرانشيني، في تغريدة بعد صدور الحكم “يمكن الآن بدء العملية الثقافية الإيطالية الفرنسية العظيمة لمعرضين، ليوناردو في باريس ورافاييل في روما”.
[ad_2]
Source link