كلمة الرئيس التونسي قيس سعيد بين “بلاغة اللغة” و”غياب الحلول”
[ad_1]
اهتمت الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية بالخطاب الذي ألقاه الرئيس التونسي الجديد قيس سعيد عقب أدائه اليمين الدستورية وتسلمه مقاليد الحكم في البرلمان.
وكان قيس سعيد قد ألقى خطابه الأول أمام البرلمان التونسي يوم أمس الأربعاء 23 أكتوبر/تشرين الأول بعد أن فاز على منافسه رجل الأعمال نبيل القروي في مرحلة الإعادة للانتخابات الرئاسية.
“مطمئن للتونسيين، مربك لدولة الفساد”
تحت هذا العنوان، وصف لطفي العربي السنوسي في جريدة الصحافة اليوم التونسية الخطاب الأول لسعيد تحت قبة البرلمان، قائلا: “جاءت كلمته صباح أمس كما كان متوقعاً وكما لم يكن متوقعاً. غلب عليها النزوع الإنشائي أحياناً خاصة كلما تعلق الأمر بالثورة وبإرادة الشعب والمقصود بالإنشائية – هنا – هو ذاك النزوع الأسلوبي الذي لا يخفي عاطفته أو بالأحرى تعاطفه مع المتكلمين باسم الحماسة الثورية وهو -في الواقع- تعاطف مؤقت سينتهي أمام قوة الإكراهات السياسية التي سيواجهها الرئيس فترة حكمه”.
- قيس سعيد يؤدي اليمين الدستورية رئيسا لتونس
- قيس سعيد: لماذا اختار التونسيون رئيسا من خارج الأحزاب السياسية؟
ويضيف السنوسي: “خطاب قيس سعيد في مضمونه وفي نبرته يبدو مطمئناً للتونسيين لكنه ـ في العمق ـ غير مطمئن لدولة الفساد وعناوينها”.
ويشدد الكاتب أن تونس أصبح فيها “نظام ديمقراطي حقيقي فيه تداول سلمي للسلطة، لا توريث من حوله ولا انقلابات ولا مغامرات ممكنة للاستيلاء على السلطة وكل شيء مرتهن إلى الشعب والقانون والدستور، وأي انقلاب على الشرعية لا يمكن له أن يحدث إلاّ بآليات الشرعية ذاتها”.
وفي الصحيفة ذاتها، يقول محمد بوعود إن “ما شدّ التونسيين والمراقبين هي اللغة الجديدة التي تكلم بها الرئيس الجديد، فهم لم يتعودوا على فصاحة في الخطاب ولا على وضوح في الكلمات والجمل والتعبيرات”.
ويضيف بوعود “كما أن قدوم الرئيس إلى المجلس لم يكن كما المعتاد فيما عرفناه من سائر الرؤساء السابقين، رجل يخرج من منزله، يسلّم على جيرانه الذين خرجوا يودعونه بالزغاريد والهتافات والنشيد الوطني، يركب سيارة الرئاسة ويتوجه الى قصر باردو”.
وفي مجمل تعليقه على الخطاب، يختتم الكاتب بالقول: “لغة قوية ومواقف تبدو واثقة، ومرحلة جديدة يدخلها التونسيون بكثير من الآمال والأحلام، وبرغبة جامحة في تغيير الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وفي النهوض بتونس وإخراجها من مواسم الهرج التي مرّت بها”.
” لم تطرح أية حلول”
ومن ناحية أخرى، يناقش محمد أحمد القابسي في العربي الجديد اللندنية المصاعب التي قد يواجهها قيس سعيد وبخاصة في ضوء نتائج الانتخابات البرلمانية التونسية، حيث يقول إن الرئيس سيجد “نفسه بلا كتلة برلمانية تدعمه، ولا حزب يقف وراءه، علاوة على أنه لم يقدّم برنامجاً عملياً يخوض به غمار السلطة، ويمكّنه من إطلاق مبادراتٍ واقعيةٍ تساهم في تغيير الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، ما جعل محللين ومتابعين يجمعون على أن ناخبيه، وهم قرابة ثلاثة ملايين، انتخبوا فكرة نبيلة، أو حلماً طوباوياً، ولم ينتخبوا شخصيةً يمكن أن تمارس الحكم حسب برنامج واضح المعالم قد يأخذ طريقه إلى الواقع. ولعل إيغال الرئيس الجديد في سياسة الصمت، وعدم الإفصاح عن رؤاه بوضوح، جعلت كثيرين يتوجهون إليه بتلك المقولة الشهيرة لسقراط ‘تكلم حتى أراك’.”
وتحت عنوان “تونس نحو دستور جديد يتفق ورؤئ الرئيس الجديد”، كتب محمد علي السقاف في الشرق الأوسط اللندنية مقالاً يتناول فيه تصريحات قيس سعيد حول تغيير النظام الانتخابي القائم في البلاد، حيث يقول: “إذا كان الرئيس قيس سعيد انتقد نظام الانتخاب النسبي، فالسؤال المطروح هل سيكتفي بتغيير النظام الانتخابي عبر آلية القانون فقط؟ أم من الأفضل أيضاً تثبيت نوع النظام الانتخابي الذي سيختاره بنص الدستور مما يتطلب إجراء تعديل دستوري، وهل سيكون مجرد تعديل دستوري أم صياغة دستور جديد؟”
ويضيف الكاتب: “صحيح أن السيد سعيد كمستقل لا يمكنه الاعتماد على أغلبية حزبية، وكما قال إن كتلته هم الشعب وهم الملايين الثلاث الذين انتخبوه وغالبيتهم من الشباب، وهؤلاء هم من سيعتمد عليهم ويدخل تونس في عصر جديد”.
كما كتب الحبيب الأسود في العرب اللندنية مقالاً بعنوان “قيس سعيّد: بلاغة اللغة والعاطفة في مواجهة تحديات كبرى”، يقول فيه: “جمع الرئيس التونسي الجديد قيس سعيّد في كلمته أمام برلمان بلاده أمس بين بلاغة اللغة وبلاغة العواطف. كان النص مترف الإيقاع بما يتجاوب مع لكنة صاحبه وجهورية صوته، وكانت العواطف مسيطرة على المضمون، بشكل جعل الكلمة أقرب ما تكون إلى بيان زعيم شعبي أثناء تسلّمه الحكم بعد ثورة قطعت مع ما سبقها”.
ويضيف الأسود: “يبدو واضحا أن الرئيس هو من كتب كلمته بنفسه، وكان صارماً في اختيار مفرداته الأولى التي واجه بها الداخل والخارج بعد أدائه القسم، فهو يدرك أن كل كلمة لها أهميتها القصوى في مثل هذه الظروف وفق معايير فهمها لدى الأطراف المتلقية”.
ويختتم الكاتب بالقول إن “كلمة سعيّد كانت بليغة اللغة والعواطف، لكنها لم تطرح أية حلول، ولم تصرح بكيفية مواجهة التحديات الكبرى التي تواجهها البلاد، يمكن تفهم ذلك باعتبارها صادرة عن رجل يطرق لأول مرة أبواب الشأن العام والعمل السياسي والوظيفة على مستوى إدارة الدولة، ولكن الأيام القادمة ستكون كفيلة بفهم ما سيتم الاعتماد عليه في ترجمة طوباوية الرئيس الجديد إلى فعل حقيقي على أرض الواقع بتشعباته المختلفة”.
[ad_2]
Source link