أخبار عربية

سد النهضة: هل يُحدث لقاء السيسي وآبي أحمد “انفراجة” في الأزمة بين البلدين؟


السيسي وآبي أحمد (أرشيفية)

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد (صورة أرشيفية)

ناقشت صحف عربية، لا سيما المصرية، مستجدات أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا بعد اللقاء الذى تم بين الرئيس السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبى أحمد بمدينة سوتشي الروسية.

واتفق الجانبان على استئناف أعمال اللجنة الفنية بشأن السد الإثيوبي. ورأت بعض الصحف أن المحادثات بين السيسي و آبى أحمد قد أحدثت “انفراجه” في الأزمة.

“انفراجة جديدة”

يرى محمود غلاب في الوفد المصرية أنه “حدثت انفراجة جديدة في ملف سد النهضة، بعد اللقاء الذى تم بين الرئيس السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبى أحمد بمدينة سوتشي الروسية … مصر ليست عندها مشكلة في بناء إثيوبيا لسد النهضة، بشرط ألا ينتقص هذا البناء من حقوق مصر التاريخية في مياه النيل”.

ويضيف الكاتب أن “مصر أيضاً القلب الكبير الذى يحتوى شطحات بعض الأشقاء والأصدقاء، وأيضاً مصر دولة سلام، ولكن دائما نقول إن للصبر حدودا. فمياه النيل بالنسبة لمصر خط أحمر وأمن قومي ومسألة حياة أو موت، ومصر دولة سلام، ولكن لا تنازل عن أي حق من حقوقها مهما كلفها ذلك، وتملك من الإجراءات التي تمكنها من ذلك، ولكنها مصر دولة القانون، ودولة الحقوق والواجبات تفضل المفاوضات، وتحترم القنوات الدولية، وفى نفس الوقت مصر جاهزة للدفاع عن حقها في أي وقت … ونحن نصدق أبى أحمد ونحترم تعهداته للمرة الثانية، ولكن يجب ألا يفهم البعض صبر مصر خطأ”.

وتقول الأهرام المصرية في افتتاحيتها إن تصريحات الرئيس السيسي عقب لقائه آبي أحمد جاءت “لتعيد على أسماع الجميع في العالم كله الثوابت المصرية الراسخة فيما يتعلق بحقوق مصر المائية … وعلى رأس الثوابت أن مصر متمسكة بحقوقها التاريخية في مياه النيل وبطبيعة الحال فإن هذه الحقوق موثقة ومكتوبة في اتفاقيات دولية … إذا تصور أحد أنه يمكن القفز على القوانين والمعاهدات فإنه مخطئ تماما “.

وتضيف الصحيفة: “وأما الثابت الثاني الذي أكده الرئيس السيسي فهو أن مصر لا يمكن أن تقف ضد تنمية ورخاء وازدهار أي دولة من دول القارة الإفريقية. سواء دولة إثيوبيا أو غيرها. فمصر على أتم الاستعداد للتعاون مع الجانب الإثيوبي فيما يتعلق بقضية سد النهضة … هذا التعاون يجب ألا يتم على حساب مصالح مصر وحقها المشروع في الماء”.

وفي جريدة الوطن المصرية، يقول عماد الدين أديب إن “خيار العمل العسكري ممكن لكنه صعب، ومكلف وتهدده مسألة طول خطوط الإمداد والتموين والدعم بسبب المسافة الجغرافية لمسرح العمليات … والآن يتم العمل على مستويين، أولاً مستوى اللقاء بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء أبى أحمد في سوتشي. المستوى الثاني هو دعوة مصر لوجود وسيط قادر على المساعدة في حلحلة الخلاف، وفى هذا المجال قبلت مصر فوراً مبادرة واشنطن لاستضافة جلسات حوار وتفاوض في العاصمة الأمريكية”.

ويضيف الكاتب “أن هناك محاولات لجرّ مصر بقوة إلى استنزاف قوتها في صراعات إقليمية وجذبها إلى حرب بحرية في المتوسط ضد عمليات قرصنة الغاز التركية وجذبها أيضاً إلى حرب أخرى في البحر الأحمر تجاه إثيوبيا. الرئيس السيسي يدرك ذلك منذ أن كان رئيساً لجهاز الاستخبارات العسكرية والاستطلاع، ثم وزيراً للدفاع كان همه الأول هو تسليح مصر بالعتاد اللازم لخوض أي حرب إقليمية خارج حدود مصر إذا دعت الحاجة القصوى، خاصة حينما يكون الصراع هو حماية ثرواتها في الطاقة أو المياه أو كلتيهما … إذن، مصر تتفاوض وتقبل بالوساطة وتحاول أن تستنفد الدبلوماسية إلى آخر مدى، وتتسلح بأقوى ترسانات السلاح التي جعلتها تقفز من المركز الـ17 إلى المركز التاسع في ميزان التسلح العالمي”.

“ضحايا صفقة القرن”

أما وائل قنديل فيقول في العربي الجديد اللندنية إنه “يمكن النظر إلى التصعيد في أزمة سد النهضة، باعتباره مفتعلًا ومصطنعًا، وبالتنسيق بين أطراف المشكلة، بهدف تحويل الموضوع إلى ملفٍّ دولي وإقليمي، يتجاوز أطرافه المباشرة، بحيث يكون الأمر كله في عهدة دونالد ترامب، وهو ما يعني مباشرةً أن تل أبيب حاضرة على الخط، حتى وإن غابت عن الاجتماعات والمفاوضات الأمريكية الخاصة بالنيل”.

ويضيف الكاتب: “هنا تحضر قصة الأحلام والأطماع الصهيونية القديمة في مياه نهر النيل، والتي أطلت مع مسار كامب ديفيد واندفاع الرئيس السابق أنور السادات في هذا الطريق، الأمر الذي تجد أصداءه في كتاب وزير الخارجية الأسبق، بطرس غالي (طريق مصر إلى القدس)، والذي يسرد فيه جوانب من حماس السادات لتوصيل مياه النيل إلى الكيان الصهيوني، عن طريق ترعة السلام… لو وضعت ذلك كله أمام إصرار دونالد ترامب على اللعب في خرائط المنطقة، وجنونه بمشروع صفقة القرن، وانصياع عبد الفتاح السيسي الكامل له، واعتقاده المطلق بأن استمراره مرهونٌ بإرادة الكيان الصهيوني وحمايته ودعمه، فليس تحليقًا في الخيال أن يكون النيل أحد ضحايا صفقة القرن”.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى