بالفيديو المحتجون في مواجهة ناعمة | جريدة الأنباء
[ad_1]
بيروت ـ عمر حبنجر
واضح ان تحرك الجيش اللبناني صباح امس لفتح الطرق الدولية المقفلة من جانب المتظاهرين المنادين بـ «الثورة» كان مجرد اختبار لصلابة هؤلاء مع دخول احتجاجاتهم اسبوعها الثاني، وربما نجح الاختبار على طرقات الجنوب، من الغازية إلى البيسارية فالصرفند وانصارية وعدلون وأبو الاسود، دون اشكالات تذكر، في حين ووجه الجيش بممانعة قوية من المتظاهرين مقفلي طرقات جبل لبنان الشمالي وشمال لبنان، وخصوصا في «نهر الكلب» و«جل الديب» و«الذوق»، حيث سجلت الكاميرا صورة أحد الجنود وعينه تدمع خلال التدافع القسري مع المتظاهرات والمتظاهرين، فقلبه مع من ينادون بمطالبه، فيما هراوته المطاطية ملزمة بتنفيذ الأوامر.
المواجهة الأشد حصلت في منطقة «جل الديب» حيث حاول ضباط الجيش الذين تدخلوا بكثافة، اقناع المتظاهرين بان وجودهم لليوم السابع على هذا النحو، يشكل نوعا من العصيان المدني، وان قيادة الجيش ملزمة بفتح هذه الطرقات بالحسنى بداية، وبالقوة ان تعذرت الاستجابة المرجوة، لكن قيادة التحرك مانعت بمرونة مصحوبة بتوجيه النداءات لمجيء المزيد من المنادين بالثورة، من البلدات المجاورة، وكان أول الواصلين رئيس حزب الكتائب سامي الجميل الذي استقبل كنائب معارض، على اعتبار ان الحراكيين يرفضون مشاركة السياسيين، تجنبا لاستغلالهم، ودعا الجميل المتظاهرين إلى الجلوس على الأرض، بما يصعب المواجهة على الجيش، بعده وصل نائب كسروان نعمة افرام، الذي ترشح للانتخابات على لائحة التيار الوطني الحر، لكنه حافظ على هامش من الاستقلالية، فاستقبله المتظاهرون بدعوته للاستقالة من مجلس النواب، ليثبت ابتعاده عن حلفائه الانتخابيين، فأشار إلى ابتعاده عن التيار الحر، لكنه رفض الاستقالة من مجلس النواب «احتراما لـ 12 ألف ناخب، الذين أيدوني، وحرصا مني على أن اكون في إدارة الأزمة».
وأضاف افرام: انا لم أرهن نفسي لأحد، وإذا لم يحصل تبديل للحكومة، فإن الناس تريد تغيير سياسة الحكومة. وهنا كان الجواب من المتظاهرين بأنه لا حل إلا باستقالة الحكومة، وتغيير النظام غير القابل للحكم.
واستحضر المتظاهرون المظلات لاتقاء المطر الذي بدأ ينهمر بغزارة، ومع ذلك استمر تدفق الناس على تلك البقعة، الى حد التعذر على الجيش تنفيذ المهمة. ولوحظ، انه رغم «التدافع» الذي حصل بين المتظاهرين والمتظاهرات اللواتي تقدمن خطوط المواجهة مع الجيش. فإن المتظاهرين ظلوا على إشادتهم بالجيش وبقائده العماد جوزف عون خصوصا، مذكرين العسكريين بالحسومات التي طالت رواتبهم في هذا العهد، وكيف اضطروا لأكل «البرغل» على مدى ثلاثة ايام بسبب نقص اعتمادات التغذية، لكن من الواضح ان هطول المطر، فرض نوعا من المهادنة بين الطرفين، تعززت بالحشود الشعبية التي هرعت الى المكان. خصوصا بعد صدور بيان مجلس البطاركة من بكركي، الداعم لهذا التحرك السلمي والذي حرك همة بعض المسؤولين في دار الفتوى حيث اطلق امين الفتوى الشيخ امين الكردي الدعوة إلى «جميع اخواني العلماء وجميع اصحاب الفكر وسائر الاحرار الى ان يقفوا في صف الشعب المظلوم والمطالبة بحقوقه وكرامته والضغط لمحاسبة الفاسدين».
كما اصدرت دار الفتوى في محافظة البقاع بيانا يدعم ثورة الشعب اللبناني المطالب باسترداد الأموال المنهوبة في جانب المسؤولين.
ودخل النائب نهاد المشنوق على الخط ليغرد عبر توتير قائلا هل سمع كبير عمائمنا البطريرك الراعي؟ البطريرك الراعي وبكركي يستحقان مجد لبنان لم نر من عمائمنا إلا أمين الفتوى. والراهن ان المشنوق وجه سؤاله إلى المفتي الشيخ عبداللطيف دريان، الذي فوجئ، كما يبدو وفوجئ معه الرئيس سعد الحريري بدعوة أمين الفتوى العلماء إلى دعم التحرك الشعبي.
وواقع الحال ان رئيس الحكومة اللبنانية يواجه أوقاتا صعبة، فحلفاؤه التقليديون يريدون منه الاستقالة وتشكيل حكومة جديدة ومختصرة، بمعنى ان لا تضم وزراء لحزب الله ولا الوزير جبران باسيل المرفوض من جانب اطراف لبنانية وعربية عدة.
ومحالفوه الجدد كالتيار الوطني الحر وحزب الله، يلوحون له بسوء العاقبة ان فعل. ويبدو ان وليد جنبلاط الاكثر تفهما له، ومثله مفتي لبنان دريان، الذي عاد وأصدر بيانا امس، بدعم التحرك الشعبي تحت ضغط رجال الدين والشارع الإسلامي، الذي فاق بتحركه في بيروت وطرابلس كل التوقعات، مؤكدا ان على الدولة تفهم اسباب هذه الانتفاضة الشعبية والتعامل معها بمسؤولية عالية، واحترام هذه الوقفة الشعبية التضامنية والتاريخية، التي جمعت بين اللبنانيين ووحدتهم على هذه الصورة الرائعة.
وأضاف أن دار الفتوى تثمن عاليا وقفة الشعب اللبناني وحسه الوطني الجامع وتحتضن مطالبه، وتناشد الدولة وجميع القوى الفاعلة التضامن مع هذه المطالب المحقة والسعي الى تحقيقها بأسرع وقت ممكن للخروج من هذه الأزمة الخطيرة.
وأعربت دار الفتوى عن تقديرها لموقف الجيش اللبناني قيادة وأفرادا في المحافظة على امن وسلامة المتظاهرين وفي الدفاع عن الممتلكات الخاصة والعامة، مما يؤكد مرة جديدة على وحدة الشعب والجيش في مواجهة التهديدات بروح وطنية جامعة.
مصادر متابعة اكدت لـ «الأنباء» ان ثمة اتصالات تجري للتريث في معالجة مسألة الطرق المقفلة، لأن «الحراكيين» مصرّون على ابقاء الوضع على حاله من الاستنفار، بانتظار تحقيق المطالب المشروعة.
في الاثناء، عضو تكتل لبنان القوي زياد اسود دعا مناصري التيار الوطني الحر الى الاستعداد، من غير ان يحدد الوجهة المقبلة، في حين دعا النائب السابق عن التيار الوطني الحر نبيل نقولا الجيش الى فتح الطرقات بالقوة. وفي محاولة للإيحاء بوجود شارع آخر بمواجهة الشارع المنادي بإسقاط النظام وحكومة النظام، نظم المحازبون تظاهرة دعم للتيار الحر وللرئيس ميشال عون، في وقت رفض فيه رئيس بلدية الحدث جورج عون السماح بتظاهرة للمحتجين داخل نطاق بلديته.
الدائرة الإعلامية في «القوات اللبنانية» لاحظت شروع بعض نواب التيار الوطني الحر في محاولة لحرف الانظار عن الحراك الشعبي الحالي بإطلاق تصريحات وتهريبات توحي بأن حزب «القوات اللبنانية» هو الذي يقوم بقطع الطرقات وتعطيل شؤون المواطنين.
[ad_2]
Source link