روسيا في أفريقيا: هل باتت الآن قوة عظمى في القارة؟
[ad_1]
استضافت روسيا قمة كبرى لقادة الدول الأفريقية بدأت فعالياتها في منتجع سوتشي الأربعاء، ما يضيف إلى دورها المتنامي كأحد أهم اللاعبين في المنطقة.
وكان للاتحاد السوفيتي نفوذ كبير في القارة، لكنها وطأته السياسية والاقتصادية انحسرت في مرحلة ما بعد الحرب الباردة.
ويقول الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن تقوية العلاقات مع البلدان الأفريقية يعد أحد أولويات السياسة الخارجية الروسية.
وينظر فريق تقصي الحقائق في بي بي سي في مدى أهمية الدور الروسي في أفريقيا الآن.
Getty
نحن لا نفرض رؤيتنا، احتراما لمبدأ “حلول أفريقية لمشاكل أفريقية” يقدمها الأفارقة أنفسهم.
ما هي النوايا الروسية؟
من الواضح أن موسكو تعمل على تعزيز وجودها في أفريقيا بشكل عام، وتستغل في ذلك علاقاتها بدول القارة الأفريقية منذ فترة الاتحاد السوفيتي.
وقال بوتين، في حوار مع شبكة أخبار تاس الحكومية قبل القمة، إن “العلاقات الروسية-الأفريقية في ازدهار”، وتحدث عن تقديم عدة خدمات:
- الدعم السياسي والدبلوماسي
- المساعدة الأمنية والدفاعية
- المساعدات الاقتصادية
- خبرات التحكم في الأمراض
- المساعدات الإنسانية
- التدريبات التعليمية والحرفية
وتعزز روسيا صلاتها السياسية في المنطقة، إذ زار 12 قائدا أفريقيا البلاد منذ عام 2015، وشهد عام 2018 وحده ست زيارات.
وأثار الطموح الروسي مخاوف القوى الغربية من استيلاء موسكو على نفوذهم.
وأعلن جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي، العام الماضي عن خطة أمريكية جديدة في أفريقيا، تهدف بشكل أساسي لمحاربة نفوذ روسيا والصين.
لكن مقال رأي نُشر مؤخرا في صحيفة واشنطن بوست تطرق إلى أن روسيا “تبحث جديا عن اتفاقات وعلاقات أمنية”، في حين يستمر تراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة.
العلاقات العسكرية الروسية
تعد روسيا شريكا دفاعيا هاما في أفريقيا، وهي أكبر مورد للسلاح في المنطقة.
لكن عالميا، لا تعد أفريقيا السوق الأكبر للسلاح الروسي، إذ تتفوق آسيا عليها.
وبين عامي 2014 و2018، بلغ حجم واردات روسيا من السلاح إلى أفريقيا (باستثناء مصر) 17 في المئة من إجمالي الواردات الروسية، بحسب معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي.
آسيا هي السوق الكبرى للسلاح الروسي
وكانت النصيب الأكبر لصالح الجزائر، في حين بلغ نصيب الدول الباقية أقل من ثلاثة في المئة.
لذا، فإن حجم الصادرات لدول الصحراء الأفريقية صغير نسبيا.
لكن العلاقات الدفاعية تنمو بشكل مستمر. ومنذ عام 2014، وُقعت اتفاقيات تعاون عسكري مع حوالي 19 دولة أفريقية.
وأبرمت روسيا اتفاقات مع أنغولا ونيجيريا والسودان ومالي وبوركينا فاسو وغينيا الاستوائية خلال عامي 2017 و2018.
وتشمل هذه الاتفاقيات تصدير طائرات مقاتلة، وطائرات هليكوبتر للنقل والقتال، وصواريخ مضادة للدبابات، ومحركات للطائرات المقاتلة.
المرتزقة
وتمتد العلاقات الأمنية والعسكرية الروسية لأكثر من مبيعات السلاح، وأحيانا تتضمن استخدام مجموعات المرتزقة الخاصة.
وعلى سبيل المثال، ينشط الدور الروسي في جمهورية أفريقيا الوسطى، إذ تدعم الحكومة المعترف بها لدى الأمم المتحدة ضد المجموعات المتمردة.
لكن قوات روسية خاصة تقوم بعمليات هناك أيضا، فتشارك في تأمين الحكومة وتساعد في تأمين الموارد الاقتصادية الهامة.
كما سُجل دور للمرتزقة الروس في السودان وليبيا وغيرها من الدول، من بينها شركة فاغنر الخاصة، التي يُقال إنها على صلة بالكرملين.
لكن بول سترونسكي، كبير الباحثين في معهد كارنيغي لدراسات السلام، يرى أن شركات الأمن الروسية الخاصة تقوم بدور مفيد بالنسبة لموسكو.
وهذه الشركات عادة ما تمول نفسها من خلال أعمالها في حراسة الموارد الهامة، وفي نفس الوقت تعطي روسيا الفرصة “للتوسع في نفوذها الأمني والسياسي في نفس البلدان بدون تكلفة تذكر، وبأقل قدر من المخاطرة.”
موارد طبيعية
الأهداف الاقتصادية الروسية من النفوذ في أفريقيا واضحة، إذ تعاني من نقص في معادن مثل المنغنيز والبوكسيت والكروم، وكلها مهمة بالنسبة للصناعة.
كما أن لها خبرة في قطاع الطاقة، يمكنها نقلها إلى الدول الغنية بالموارد.
وتنقب الشركات الروسية حاليا عن البوكسيت في غينيا، وتبرم صفقات لاستخراج الألماس في أنغولا، وتحصل على موافقات لاستخراج الغاز الصخري من موزمبيق.
وذكرت تقارير أن شركة الطاقة الروسية العملاقة، لوكويل، دشنت مشروعات في الكاميرون وغانا ونيجيريا، وتبحث في الحصول على صفقات في الكونغو.
كما تقدم روسيا خبرات تكنولوجيا الطاقة النووية لعدد من الدول الأفريقية، من بينها إنشاء أول مفاعل نووي في مصر العام القادم، بقرض قدره 25 مليار دولار.
الشركاء التجاريون لدول الصحراء الأفريقية
مليار دولار
وعلى صعيد العلاقات الاقتصادية، يفوق حجم التجارة الروسية مع أوروبا وآسيا نظيره في أفريقيا.
كما أن أكبر حركات التجارة في دول الصحراء الأفريقية عام 2017 لم تكن مع روسيا، بل مع الهند والصين وأوروبا والولايات المتحدة.
كما أن دول مثل الولايات المتحدة واليابان والاتحاد الأوروبي تعطي مساعدات تنموية واستثمارات في أفريقيا تفوق ما تقدمه روسيا.
لذا، رغم جهود روسيا لتعزيز وجودها وتوطيد علاقاتها في أفريقيا، إلا أنه ما زال أمامها الكثير لتلحق بمنافسيها الدوليين هناك.
[ad_2]
Source link