أخبار عاجلة

بالفيديو Joker نحن نخلق الوحوش التي | جريدة الأنباء

[ad_1]

يقدم خواكين فينيكس أداءً مدهشا جديرا بالترشح للأوسكار في فيلمه الجديد «Joker»، والذي لشدة عمقه يمكن تصنيفه بين روائع الأفلام التي تركز على دراسة الشخصية من دون الحاجة الى زخارف قصص «D.C» المصورة، لكن أضف إلى الخليط كونه فيلما عبقريا من عالم باتمان ليصبح مثاليا لمحبي باتمان، ستغادر قاعة العرض على الأرجح وأنت تشعر بالاضطراب والتشوش ومستعد للجدال حول الفيلم لسنوات قادمة.

يستمد «Joker» للمخرج تود فيليبس أسلوبه وروحه من أفلام السبعينيات والثمانينيات الكلاسيكية مثل «Taxi Driver»، وهو يقدم مدينة غوثام كما لو أنها بديل عن مدينة نيويورك الجهنمية في تلك الفترة.

كان هناك وقت شهدت فيه المدينة الجريمة المتفشية والفساد والأزمات الاقتصادية والأمراض الاجتماعية لدرجة أنه أطلق عليها اسم «مدينة الخوف»، وتعد مدينة غوثام مكاناً لليأس القاتم والتفاوت الشديد بتوزيع الثروات وتفشي انعدام القانون، ما يجعلها متأرجحة على شفير الانهيار، وفي حين أن هذا التصوير الواقعي يجعل من هذا المكان الخيالي يبدو مألوفا، إلا أن الإطار المألوف ليس هو وحده ما يعطي «Joker» هذا الشعور بالواقعية المفرطة، بل أيضا القصة التي يتمحور حولها هي ما تجعله مقنعا وواقعيا ومناسبا لهذا الزمن ويستحق الحديث حوله بعد فترة طويلة من ظهور شاشة النهاية.

قد يكون الفيلم تحفة حول مرحلة زمنية سابقة، إلا أنه من دون شك يتعلق بزماننا العنيف والمضطرب، كما أن إطار «Joker» الزمني (الذي يجري في عام 1981 تقريبا) لا يسمح له فقط بأن يكون كنسخة قصص مصورة لأفلام كلاسيكية على نمط مارتن سكورسيزي أو سيدني لوميت، بل أيضا يجرده من التكنولوجيا العصرية التي ستساعد في الإمساك بهكذا مجنون عاجلا وليس آجلا.

إنه زمن كان الناس يدخنون فيه في كل مكان حتى بالمشافي، ولم تكن الكاميرات الأمنية وأجهزة كشف المعادن موجودة في كل مكان، ولا أحد يضع أحزمة الأمان أثناء القيادة، كانت الأوقات سيئة ولكنها قد تزداد سوءا، وتشكل شخصية «الجوكر» عود الثقاب الذي قد يشعل ذاك الديناميت الكامن، يلعب خواكين فينيكس بأداء رائع ومضطرب دور «آرثر فليك» المريض النفسي، وهو شخص يعيش حياة مليئة بالصراع عالق على هامش المجتمع.

«آرثر» رجل لم يسبق له أن عاش يوما سعيدا أو أخذ استراحة من المآسي طوال حياته، كلما تحدثنا أقل حول كيف ولماذا يعتنق «آرثر» شخصية الجوكر ويجد تحرره وقوته كان أفضل، فهذا الفيلم مصمم لأن تختبره بعقلية مفتوحة ومن دون أي حرق، ويكفي القول بأن هذا الجوكر هو النتيجة النهائية لمجتمع مرتاح مع وحشيته الاعتيادية ويفتقر للتعاطف، نحن نخلق الوحوش التي نستحقها.

«Joker» بمنزلة إصبع اتهام موجه نحو الاستخفاف الجماعي للمجتمع في صالح مواطنيه وليس نقدا موجها لنوع محدد من الأفراد أو الفئات، وبقدر ما نتعاطف مع محنة المضطهدين في غوثام، إلا أنهم يمكن أن يكونوا قساة وأشرارا بقدر الأثرياء والأقوياء، ويتعرض «آرثر» في مرحلة أو أخرى لجروح عاطفية وجسدية من قبل أشخاص من كل المستويات، بالإضافة إلى مؤسساتهم، وإذا كان «ترافيس بيكل» من فيلم «Taxi Driver» يطلق على نفسه لقب «رجل الإله الأوحد» فإن «آرثر فليك» هو بكل تأكيد «رجل غوثام الأوحد»، يسعى «آرثر» في نهاية المطاف إلى الاتصال الإنساني، وهو شيء للأسف لا يعثر عليه حتى يصطنع وجها مبتسما ويكشف بعنف عن النفاق وانعدام الإنسانية في المدينة، قد يطلب الفيلم من المشاهدين التعاطف مع بطله الرئيسي لكنه لا يطلب منا أن نسامحه على خياراته التي تزداد شرا بشكل متصاعد، وبقدر ما يمكن العثور على العديد من أوجه الشبه والإلهام من العالم الحقيقي حول انحدار «آرثر» نحو الجنون العنيف، فان الفيلم يعرف أنه شخص مختل وليس رومانسيا.

مفتاح هذا التوازن الدقيق ليس فقط ثمرة إخراج تود فيليبس الرائع ورؤيته الواضحة بل أيضا أداء خواكين فينيكس المبهر، حيث تبدو ضحكته التي لا يمكن السيطرة عليها كما لو أنها تؤلمه جسديا، مع جسمه الذي يبدو نحيلا ومتعرضا للضرب، وبؤسه المحفور على وجهه المجعد بشدة، لكن تبدأ علامات الصحة والحيوية (ونجرؤ على القول السعادة) بالظهور عليه مع تحوله إلى الجوكر أكثر مما كانت عليه عندما كان «آرثر» يبدع فينيكس بالتقاط كل هذه التفاصيل الصغيرة لدى «آرثر» وتفاعلاته مع الآخرين التي تكشف الكثير حول الحياة الداخلية لهذا الشخص المضطرب، وغالبا ما تركز الكاميرا بشكل مقرب جدا على فينيكس، والذي يظهر تقريبا في كل مشهد، ما أثار شعور المشاهد بأنه ليس في أي مكان سوى داخل عقل «آرثر» المعذب، وبالرغم من الأداء القوي والرائع من روبرت دينيرو وزازي بيتز وفرانسيز كونوري في أدوارهم الصغيرة، إلا أن هذا الفيلم ينتمي لفينيكس، وهو يقدم أداء فائقا مليئا بالعظمة.

بالنظر إلى أن الجوكر اشتهر بقوله ذات مرة في الكتب المصورة إنه يفضل أن تكون قصة منشأه متعددة الخيارات، يعتنق هذا العمل بحكمة غموض شخصيته بالرغم من أنها تبدو قصة منشأ، حيث تنعكس حالة «آرثر» الذهنية غير المستقرة على نحو متصاعد في الفيلم مع تحول الأشياء تدريجيا إلى العنف وما يشبه الحلم أو الكوابيس في نهايته.

لقد صمم فيليبس، إلى جانب مؤلف السيناريو المشارك سكوت سيلفر، فيلما يتطلب منك عدة مشاهدات، وتتمثل إحدى نقاط قوة «Joker» في أن أي شخص سيكون قادرا على الجدال حول رأيه فيما كان حقيقيا وما كان متخيلا بالأحداث، ولن يكون بإمكان أحد أن يقول إن رؤية الشخص الآخر ليست دقيقة بالنسبة إلى فيلم يتمحور حول أكثر الروايات الخيالية غير الموثوقة، يجب ألا نتوقع أقل من هذا.



[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى