أخبار عربية

“نبع السلام”: هل تُعمّق العملية العسكرية التركية في سوريا أزمات المنطقة؟


آليات تركية في منطقة أورفة على الحدود مع سوريا

مصدر الصورة
Getty Images

لا تزال العملية العسكرية التركية المستمرة شمالي سوريا تهيمن على صفحات الرأي في الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية.

وانتقد بعض الكُتاب العملية التركية، ورأوا أنها “إضافة مزعجة” للحروب والنزاعات التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط.

في المقابل، انتقد آخرون موقف معظم الدول العربية الرافض للعملية التركية، متسائلين لماذا لم تنتفض تلك الدول ضد العملية العسكرية التي يقوم بها التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن مثلا.

وتهدف العملية العسكرية التركية، التي بدأت الأسبوع الماضي باسم “نبع السلام”، إلى طرد المسلحين الأكراد على طول المنطقة الحدودية، كما تقول أنقرة.

“إضافة مزعجة”

يقول مروان كنفاني في “العرب” اللندنية إن “الحرب التركية على شمال شرقي سوريا جاءت كإضافة مزعجة للحروب والمواجهات المتعددة، القديمة والحديثة، التي تعصف بهذا الجزء من العالم منذ بداية القرن الماضي”.

ويرى الكاتب أن هناك “مستقبلا طويلا ومفتوحا على احتمالات غامضة للتخلص من تداعيات تلك الحرب … وحلّها لن يكون بالسلاح بل بالاتفاق، ليس فقط مع الأكراد، بل أيضا بالتعاون مع القوى الرئيسية في الإقليم”.

ويضيف الكاتب: “تشير معطيات كثيرة إلى أن تركيا قد تقع في فخ التوسع في الحرب التي لن تؤدي إلى الاستقرار بل إلى التصعيد والمزيد من الضحايا والخسائر الاقتصادية”.

من جانبه، يقول عبد الوهاب بدرخان في “الاتحاد” الإماراتية إن التوغل التركي في الأراضي السورية “غير مقبول”، مُلقيا المسؤولية على عاتق القوى الدولية “التي اعتبرت باكراً جداً، منذ غزو العراق وقبل اندلاع الأزمة السورية، أن الشرق الأوسط بات منطقة مريضة ويمكن إيلاء العناية بها إلى ثلاث دول إقليمية هي إسرائيل وإيران وتركيا”.

وفي “الجزيرة” السعودية، يتحدث خالد بن حمد المالك عن مشاهد “الصور الصادمة للأطفال والنساء وكبار السن من المدنيين إثر إعدامهم على أيدي القوات العميلة لتركيا”.

ويقول: “إذا كان من ضمن أهداف الغزو التركي لسوريا احتلال أراض على امتداد الحدود مع سوريا وبعمق يصل إلى 30 كم، فإن تركيا عندما تمارس هذا العمل وتُظهره بهذه المشاهد الدامية، فهي إنما تكرِّر نفس سلوك تنظيم داعش الإرهابي في القتل بدم بارد، والتعذيب بقسوة وبلا رحمة لمن يقبض عليه حيًا، وتصوير المشاهد لإرعاب وإخافة من يفكر في مواجهة هذا العدوان”.

ويرى حسين صقر في “الثورة” السورية أن “كل ما حدث منذ بداية الحرب الإرهابية العدوانية على سوريا، يؤكد تماهي أهداف النظام التركي مع أهداف المرتزقة والعملاء الذين كانوا أدوات لتلك الحرب، ويقطع الشك باليقين أن أولئك جميعا كانت لهم غايات واحدة وهي تدمير سوريا الدولة وتقسيمها، وجعلها ساحة لتصفية الحسابات الدولية”.

موقف الحكومات العربية

مصدر الصورة
Getty Images

وحول مواقف أغلب الدول العربية تجاه العملية التركية، تصف إحسان الفقيه في “القدس العربي” اللندنية تلك المواقف بـ”الخرافات”.

وتضيف: “فجأة غلّفت الرحمة والشفقة قلوبهم على المدنيين والعزل الأبرياء، الذين من المحتمل تعرضهم للقصف التركي، مع أن التحالف العربي الذي تقوده السعودية ومعها الإمارات يقوم بعملياته العسكرية في اليمن التي تخلف القتلى، ثم نسمع عبارة (عن طريق الخطأ) فيرضى بها الجميع بدون صراخ وعويل”.

وتتابع إحسان قائلة: “ولم نجد العرب يتهافتون لعقد مؤتمر عاجل للمذابح التي وقعت على أرض سوريا جراء القصف الروسي أو المذابح التي ترتكبها الميلشيات التابعة لإيران بحق السوريين. ولم نجد كثيرا منهم يطالب المجتمع الدولي بفرض عقوبات على الأسد في مجازر الكيماوي التي شنها على السوريين المدنيين”.

وفي سياق متصل، يقول ربيعة بن صباح الكواري في “الشرق” القطرية إن جامعة الدول العربية “لم يعد لها أي دور في توحيد الصف العربي أو الدفاع عن حق الشعب العربي في نيل أراضيه التي اغتصبت ولم تتحرك أبدا لتحقيق هذا الحلم سوى بالتنديد والشجب والاستنكار منذ عقود وحتى الأمس القريب”.

ويتابع: “نجد الجامعة العربية تقوم بطرد سوريا من اجتماعاتها الدورية، بينما نجدها اليوم تدافع عن الأراضي السورية بطريقة مضحكة ومتناقضة، فبعد دخول الجيش التركي إلى الأراضي السورية كانت أول من تحرك للتنديد بتركيا، والسبب هو كراهية بعض الأعضاء المهيمنين على قرار الجامعة (لتركيا)”.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى