عائشة هلال سفيرة تركيا لدى الكويت: لماذا أطلقت تركيا عملية نبع السلام
[ad_1]
بقلم: عائشة هلال سايان كويتاك – سفيرة الجمهورية التركية لدى الكويت
تعطي تركيا أهمية كبيرة للتطورات الجارية في سورية التي يبلغ طول حدودها مع تركيا 911 كيلومترا مربعا. إن أمننا القومي يرتبط ارتباطا وثيقا بالاستقرار والسلام في سورية.
من جهة أخرى، فإننا لا ندخر جهدا في إنهاء المأساة الإنسانية في سورية وفقا للمطالب المشروعة للشعب السوري.
ونحن ممتنون للمواقف الإنسانية السخية وكافة أنواع المساعدات الأخرى التي تقدمها الكويت للشعب السوري الذي لجأ إلى تركيا، إذ إنها وسيلة مهمة لتخفيف معاناة الشعب السوري.
لقد أطلقت تركيا في 9 أكتوبر الجاري، «عملية نبع السلام» شرق نهر الفرات شمالي سورية لضمان أمن حدودها من خلال القضاء على العناصر الإرهابية.
أريد أن أشاطر أصدقاءنا الكويتيين بعض الحقائق حول خلفية وإطار هذه العملية العسكرية.
حرب تركيا المستمرة ضد الإرهاب
إن تركيا ملتزمة التزاما راسخا بمحاربة الإرهاب الناشئ في سورية. فلدينا سجل حافل وجهود في المساهمة في مكافحة الإرهاب في سورية.
عانت تركيا بشكل كبير من هجمات داعش داخل البلاد. لقد قتل أكثر من 300 شخص من هجمات داعش الإرهابية في تركيا. استهدفت هذه المنظمة الإرهابية المدنيين من خلال عمليات انتحارية وهجمات مسلحة في السنوات الأخيرة.
نحن عضو ملتزم في التحالف العالمي ضد داعش. تركيا هي الدولة الوحيدة التي تخوض معارك ضد داعش مع وجود فعلي على الأرض. لقد عزلنا أكثر من 4.000 إرهابي من داعش بمفردنا.
أجرت تركيا بالفعل عمليتين رئيسيتين لمكافحة الإرهاب (درع الفرات وغصن الزيتون) في شمال غرب سورية. تتماشى العمليتين مع حق البلاد في الدفاع عن النفس المنصوص عليه في القانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لاسيما، القرارات رقم: 1624 (2005)، 2170 (2014) و2178 (2014)، إلى جانب قرار حق الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، مع احترام سلامة ووحدة الأراضي السورية.
لقد حررت تركيا مساحة تبلغ 4000 كيلومتر مربع من الجماعات الإرهابية في سورية بهاتين العمليتين المنفصلتين عبر الحدود. خلال عملية درع الفرات، قامت القوات التركية بتحييد 3.060 عنصر من عناصر داعش الإرهابية.
إن تهديد الإرهاب الناشئ في سورية واستهداف حدودنا لا يقتصر على داعش.
في حملته الإرهابية التي امتدت لأكثر من ثلاثين عاما ضد تركيا كان حزب العمال الكردستاني PKK – المدرج كمنظمة إرهابية من قبل تركيا والولايات المتحدة وأوروبا وحلف شمال الأطلسي – مسؤولا عن مقتل 40.000 شخص من بينهم نساء وأطفال ورضع.
خلال العامين الأخيرين، وخاصة من جهة شرق نهر الفرات، تعرضنا لأكثر من مائة هجوم أو أعمال عدائية قامت بها مجموعات حزب الاتحاد الديموقراطي الكردستاني ووحدات حماية الشعب PYD/ YPG، وهي الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني.
لقد ارتكبت PYD/ YPG هجمات إرهابية أيضا داخل سورية وضد السوريين. فشمال غرب سورية هو حالة خاصة في هذا النطاق. لقد وقع أكثر من 200 هجوم، قتل وجرح فيه العشرات من المدنيين وتتحمل دون أي شك العناصر المرتبطة بـ PYD/ YPG مسؤولية ذلك.
لقد أطلعنا حلفاءنا وخاصة الولايات المتحدة على توقعاتنا وحساسياتنا بشأن تهديد PYD/ YPG مرارا وتكرارا، لكن محادثاتنا مع الولايات المتحدة حول إنشاء منطقة آمنة ظلت غير حاسمة، ولم تف الولايات المتحدة بوعودها، ولم يتم تدمير تحصينات PYD/ YPG، بل قامت PYD/ YPG ببناء تحصينات جديدة، لم تنسحب، ولم يتم سحب أسلحتها الثقيلة منها.
لم يعد بإمكاننا تحمل وجود الإرهابيين على حدودنا، لقد اضطررنا إلى تحديد مصيرنا بأيدينا، لهذا السبب أطلقنا «عملية نبع السلام».
ماذا تريد تركيا أن تحقق وكيف؟
تتمثل الأهداف الرئيسية لهذه العملية في ضمان أمن حدود تركيا وإبعاد الإرهابيين بهدف حماية السوريين من اضطهادهم وقسوتهم.
سيتم تنفيذ العملية على أساس القانون الدولي ووفقا لحق الدفاع عن النفس على النحو المنصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
كما كان الحال مع عمليات درع الفرات وغصن الزيتون، أثناء التخطيط ومراحل التنفيذ لن يتم استهداف إلا العناصر الإرهابية ومخابئها ومساكنها ومواقعها وأسلحتها ومركباتها ومعداتها.
تم إبلاغ الولايات المتحدة وغيرها من الحلفاء الموجودين عسكريا في المنطقة بالعملية في وقت المناسب. وستبقى القنوات العسكرية مفتوحة وفعالة لمنع أي تصعيد.
لقد اتخذنا خطوات فورية لإبلاغ المجتمع الدولي بخلفية العملية وأساسها القانوني وأهدافها.
لقد أبلغ فخامة رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان الرئيس الأميركي السيد ترامب عن نيتنا. واتصل الرئيس أردوغان أيضا بالرئيس الروسي السيد بوتين قبل بداية العملية.
وأبلغنا الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والأمين العام لحلف الناتو ببدء هذه العملية.
وقمنا بدعوة السفراء الذين يمثلون الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وكذلك الدول الإقليمية الى وزارة الخارجية التركية.
قدمنا مذكرة شفهية إلى القنصلية السورية العامة في اسطنبول، وأوضحنا أن هذه العملية محصورة بمكافحة الإرهاب. وأكدنا التزامنا بوحدة الأراضي السورية.
نعتزم مواصلة العملية إلى أن يتم القضاء على جميع الإرهابيين وضمان أمن حدودنا وتحرير السوريين المحليين من طغيان PYD/ YPG وكذلك من تهديد داعش.
ليس ضد بل من أجل سورية والسوريين:
وقد أعرب الائتلاف الوطني السوري والحكومة السورية المؤقتة وكذلك زعماء القبائل عن دعمهم للعملية.
تهدف العملية أيضا إلى تسهيل العودة الآمنة والطوعية للسوريين النازحين. إن وجود منطقة آمنة خالية من الإرهاب سيشجع هؤلاء السوريين بمن فيهم أكثر من 300 ألف كردي سوري لاجئ في تركيا، إلى العودة الطوعية إلى ديارهم. تخطط تركيا لإعادة 2 مليون سوري إلى أوطانهم من خلال تأسيس منطقة آمنة داخل سورية طولها 30 كم ممتدة من نهر الفرات الى الحدود العراقية بما في ذلك منبج، ولكن مع وجود الجماعات الإرهابية مثل PKK وPYD وYPG، تشكل خطرا في نجاح هذه الخطة.
في الحقيقة، لدى تركيا أفضل الممارسات فيما يتعلق بتحرير المناطق من الإرهاب وتسهيل العودة الآمنة والطوعية للسوريين. في شمال غرب سورية، عاد أكثر من 360 ألف سوري من تركيا إلى منازلهم في المناطق التي تم تطهيرها من الإرهابيين بواسطة عمليات درع الفرات وغصن الزيتون.
ليس لدى تركيا أي خطط على الإطلاق لتعديل البنية الديموغرافية في منطقة العمليات. انه العكس تماما. ستوفر عمليتنا فرصة لما لا يقل عن مليون سوري مشرد، بمن فيهم الأكراد والعرب والمسيحيون على حد سواء، للعودة إلى أراضي أجدادهم بعد تعرضهم للتطهير العرقي من قبل PYD/YPG
ستساهم جهود تركيا في مكافحة الإرهاب في سورية بضمان وحدة وسلامة الأراضي السورية عن طريق تعطيل مشروع الانفصالية.
ضرورة التضامن الدولي في مكافحة الإرهاب
إن مستقبل إرهابيي داعش المحتجزين مهم جدا بالنسبة لتركيا. الحل المستدام الوحيد هو إعادة جميع المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى أوطانهم.
لا يمكن معالجة قضية المقاتلين الإرهابيين الأجانب بفعالية إلا من خلال العمل الجماعي مع المجتمع الدولي.
حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية هي على رأس أولوياتنا.
كانت تركيا دائما في الطليعة من حيث الجهود المبذولة لمكافحة داعش وستبقى كذلك.
وهذه الرؤية معترف بها ومدعومة من طرف الائتلاف الوطني السوري والحكومة السورية المؤقتة، بصفتهما الممثلين الشرعيين للشعب السوري، إلى جانب الممثلين القبليين والزعماء الأكراد والمسيحيين في جميع أنحاء المنطقة.
وكما ورد في كلمة فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان، فإن خططنا هي أن يتمكن الجميع من العودة إلى ديارهم، وسيتمكن العرب والأكراد والتركمان والأشوريون والمجموعات الإثنية والدينية الأخرى من العودة إلى ديارهم. وبذلك سنكون قادرين على الحفاظ الثروة الديموغرافية في المنطقة التي تتدهور شيئا فشيا.
[ad_2]