انسحاب مفاجئ لـ قسد بشكل كامل من المنطقة الآمنة
[ad_1]
تقدمت القوات التركية ومسلحون من المعارضة السورية موالين لها، نحو بلدتي راس العين وتل ابيض، في اليوم الثاني من عملية «نبع السلام» أمس، التي تخللتها اشتباكات عنيفة مع المسلحين الاكراد، فيما كانت التطورات محور المباحثات في الجلسة الطارئة لمجلس الأمن التي عقدت امس بدعوة من الدول الأوروبية الخمس الأعضاء فيه.
وطالبوا في بيان أمس «تركيا بوقف عملها العسكري الاحادي الجانب»، وذلك اثر اجتماع طارئ ومغلق.
وقال ديبلوماسيون ان فرنسا والمانيا وبلجيكا وبريطانيا وپولندا لم تنجح في دفع جميع اعضاء المجلس للانضمام الى بيانها الذي يؤكد «القلق البالغ» لدى الأوروبيين حيال الهجوم التركي، ولكن من دون التنديد به.
وفي تطور مفاجئ، قالت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، إن مسلحي قوات سوريا الديموقراطية (قسد) انسحبوا «بشكل كامل من المنطقة الآمنة»
وأضافت أن الانسحاب «تم بشكل متفاوت على طول المنطقة الحدودية الممتدة من رأس العين شمال مدينة الحسكة حتى مدينة تل أبيض أقصى شمال ريف الرقة وبعمق تقريبي يوازي نحو 20 كم وسطيا».
وبررت مصادر مقربة من «قسد» إخلاء مواقعه في هذه المنطقة التي تشكل جزءا أساسيا مما يسمى «المنطقة الآمنة» بـ «الانشقاقات الكبيرة التي ضربت صفوفه».
كما تمتد المنطقة التي أخلى تنظيم «قسد» مواقعه فيها على عرض نحو 90 كم، وتنحصر بين ضفتي نهري الخابور شرقا والفرات غربا، حيث تبعد تل أبيض نحو 50 كم عن مدينة جرابلس على ضفاف مدخل الفرات إلى الأراضي السورية.
وكانت وزارة الدفاع التركية أعلنت في بيان أن العملية العسكرية «مستمرة وفق الخطة بنجاح»، فيما اعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن «هدف المرحلة الأولى من عملية نبع السلام هو تطهير منطقة بطول 120 كم وبعمق 30 كم».
ونقلت «رويترز» عن متحدث من المعارضة السورية أمس أن القوات التركية وفصائل المعارضة الحليفة طوقت بلدتي راس العين وتل أبيض الخاضعتين لقوات سوريا الديموقراطية «قسد» التي يسيطر عليها الأكراد، وذلك بعد التوغل البري الذي سيطر فيه الجيش التركي والمعارضة على عدة قرى حول البلدتين. وسط أنباء عن اشتباكات داخل مدينة راس العين بعدما سيطر الجيش التركي مدعوما بمقاتلين من الجيش الوطني السوري المعارض على عدة قرى في محيطهما، منها اليابسة، المهيدي، مشيرفة العزو، الحاوي، الكصاص، بير عاشق، تل فند، الدادات، حميدة، مزرعة المسيحي واقصاص، بمحيط تل أبيض، اضافة الى تل أرقم، وتل حلاف، وكشتو تحتاني في محيط مدينة راس العين، بحسب شبكة «شام» الإخبارية.
وقالت الشبكة إن فصائل الجيش الوطني تمكنت من قطع طريق «الدرباسية – راس العين» الاستراتيجي في ريف الحسكة، لتضيق الخناق على مسلحي قسد، وسط قصف مدفعي كثيف، وغارات من الطائرات التركية.
والمدينتان اللتان تغلب على سكانهما قبائل عربية هدف رئيسي للحملة العسكرية التركية الرامية لطرد المقاتلين الأكراد الذين يسيطرون على المنطقة. وارتفعت كلفة الاشتباكات على الجانبين، حيث قتل عدة مدنيين بينهم طفل وفتاة، وأصيب العشرات، بقصف كردي طال الأراضي التركية المحاذية للحدود.
في المقابل، أحصى ناشطون والمرصد السوري لحقوق الانسان مقتل تسعة مدنيين و23 عنصرا من قسد على الأقل، نتيجة القصف التركي منذ بدء العملية امس الأول.
وبرغم إصرارها على القتال، يرى محللون أن «قسد» لن تتمكن من صد هجوم يمتد على مناطق حدودية واسعة خصوصا في ظل قصف جوي يستهدفها. اذ يواجه مقاتلوها الذين هزموا داعش بمساعدة أميركية، صعوبة في صد الجيش التركي وحلفائه من الفصائل السورية الذي يمتد مسافة 100 كيلومتر تقريبا بين مدينتي تل أبيض ورأس العين.
وتلك المنطقة في الأساس أرض منبسطة مما يجعلها ساحة قتال صعبة على مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية التي تهيمن على قسد، كونهم متمرسين اكتسبوا خبرة سنوات في حرب مدن في مواجهة مسلحي داعش، لكن لا حول لهم ولا قوة تقريبا في مواجهة الطائرات التركية.
وقال مصدر كردي لرويترز «الوحدات ليس لديها أسلحة ثقيلة يمكن أن تفيد في التصدي للطائرات أو الدبابات التركية».
وأضاف المصدر مشترطا عدم الكشف عن هويته «أثقل أسلحة حصلنا عليها من الولايات المتحدة بعض قذائف المورتر ولا شيء أثقل. لا صواريخ ولا أسلحة مضادة للدبابات».
في غضون ذلك، دفع الهجوم التركي أكثر من ستين ألف مدني إلى النزوح من منازلهم، وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ونقلت وكالة فرانس برس أن حركة النزوح المستمرة منذ أمس الأول تركزت في المناطق الحدودية، لافتا إلى أن بلدتي رأس العين والدرباسية باتتا شبه خاليتين من السكان. ويتوجه النازحون وفق المرصد باتجاه مدينة الحسكة وريفها. وحذرت 14 منظمة إنسانية وإغاثية في بيان مشترك أمس من حدوث أزمة انسانية جديدة في شمال شرق سورية، حيث يعيش 1.7 مليون شخص وفق الأمم المتحدة.
[ad_2]