أخبار عاجلة

السفير الكوبي: الكويت بلد الإنسانية

  • الكويت أضحت صـوت المستضعفين فـي مجلس الأمـن بدفاعها عن القضايا العادلة
  • الأزمة الخليجية أمر مؤلم بين الأشقـاء ونتمنى أن تنتهي سريعاً للحفاظ على وحـدة «التعاون»
  • إنجازات مشهودة لكوبا في القطاع الصحي ولدينا أكثر من 60 ألف طبيب وممرض يعملون في الخارج
  • التبادل التجاري بين البلدين لا يرقى إلى مستوى الطموح ولا يتناسب مع إمكانات الدولتين

أجرى الحوار: أسامة دياب

وصف السفير الكوبي لدى البلاد فرناندو مازا الكويت ببلد الإنسانية والتي تمتلك قيادة حكيمة ومؤثرة في أمن واستقرار المنطقة، موضحا أن الكويت أحد اللاعبين الأساسيين إقليميا وتلعب دورا مهما وحيويا في الشرق الأوسط في حل النزاعات وتجنب الصراعات وحفظ السلام. ولفت مازا – في حوار خص به «الأنباء» – إلى أن الكويت بدفاعها عن القضايا العادلة في مختلف أنحاء العالم الكويت أضحت صوت المستضعفين في مجلس الأمن، مشددا على أن الأزمة الخليجية أمر مؤلم بين الأشقاء، متمنيا أن تنتهي سريعا من أجل الحفاظ على وحدة وتماسك مجلس التعاون. وأشار إلى أن الكويت وأميرها محل احترام وتقدير المجتمع الدولي لجهودها الحثيثة ومبادراتها السخية في مجال العمل الإنساني، مثمنا دور الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والذي يمول عددا من مشروعات البنية التحتية في بلاده. وعلى صعيد العلاقات الثنائية، شدد على قوة ومتانة العلاقات الكوبية – الكويتية والتي وصفها بالتاريخية، لافتا إلى وجود رغبة قوية من القيادة السياسية في البلدين لتطويرها على كل الأصعدة ومختلف مجالات التعاون، لافتا إلى وجود تعاون وثيق بين البلدين في المجال الصحي، مبينا وجود أكثر من 50 من الكوادر الطبية الكوبية المدربة يعملون في مستشفيات الكويت، فإلى التفاصيل:

في البداية كيف تصف العلاقات الكويتية – الكوبية وأبرز مراحل تطورها وأفاقها المستقبلية؟

٭ العلاقات الكوبية – الكويتية علاقات قوية ومتينة ويمكن أن نصفها بالتاريخية، حيث بدأت العلاقات الديبلوماسية بين البلدين منذ فترة طويلة، كما أن هذه العلاقات لها مستقبل هام ورائع ونعمل معا أنا والسفير الكويتي في هافانا على دعم وتعزيز هذه العلاقات واستشراف أفاقها المستقبلية والتي تعود بالنفع على الشعبين الصديقين.

وكوبا تولي لعلاقاتها مع الكويت أهمية كبيرة، حيث أدركت أهمية مساندة الكويت في دعم اقتصادها والمضي قدما في برنامجها الاقتصادية والاجتماعية وخصوصا أن بلادنا تواجه خطوات عدائية غير مسبوقة من قبل الولايات المتحدة الأميركية تسببت في اضعاف مواردنا وعدم قدرتنا على تمويل برامجنا الخدماتية مثل الصحة والتعليم والأمن الاجتماعي.

وفي هذا الصدد نثمن دور الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والذي يمول عددا من مشروعات البنية التحتية وخصوصا في قطاع إمداد الماء في كوبا وهذا مهم جدا بالنسبة لنا.

مجالات التعاون

ما هي أبرز مجالات التعاون بين البلدين؟

٭ كوبا لها بصمة واضحة وإنجازات مشهودة في القطاع الصحي وتساند وتدعم البرامج الصحية في العديد من دول العالم، ولدينا أكثر من 60 ألف طبيب وممرض وممرضة يعملون في الخارج.

وفيما يتعلق بالكويت لدينا تعاون وثيق في المجال الصحي وهناك أكثر من 50 من الكوادر الطبية الكوبية المدربة من أطباء وممرضين وممرضات يعملون في مستشفيات الكويت وهذا العدد قابل للزيادة، فضلا عن أن زيارات الوفود الطبية الكوبية لا تنقطع عن الكويت للتواصل مع السلطات الكويتية المعنية لدعم وتعزيز العلاقات في هذا المجال الذي نراه حيويا نظرا لما تمتلكه كوبا من خبرات عملية مشهودة في القطاع الصحي بشهادة مختلف دول العالم.

كم عدد الاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم التي تسير العلاقات الثنائية بين البلدين؟

٭ لدينا عدد من الاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين والتي تسير العلاقات بيننا، ومنها على سبيل المثال لا الحصر اتفاقية إعفاء أصحاب الجوازات الديبلوماسية والخاصة من التأشيرة، اتفاقية دعم التعاون في المجال الصحي، كما أننا منفتحون ولدينا رغبة في توقيع العديد من الاتفاقيات في مجال دعم العلاقات الاقتصادية والتجارية والمشاورات السياسية.

الديبلوماسية الكويتية

ماذا عن دور الديبلوماسية الكويتية على الصعيدين الإقليمي والدولي؟

٭ الكويت بديبلوماسيتها العريقة والمحترفة والتي تعتمد الحوار نهجا لا تحيد عنه، تلعب دورا هاما وحيويا في منطقة الشرق الأوسط وخصوصا على صعيد حل النزاعات وتجنب الصراعات والمساهمة الفاعلة في إحلال السلام وحفظه.

نرى أن المجتمع الدولي يرى أن الكويت أحد اللاعبين الأساسيين إقليميا وأحد أبرز حراس السلام ولذلك يقدر ويشيد بدورها في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.

ونحن في كوبا ندعم ونؤيد كافة جهود الكويت ومبادراتها ووساطاتها في حل النزاعات وخصوصا الأزمة الخليجية والتي تعتبر أمرا مؤلما بين الأشقاء ونتمنى أن تنتهي سريعا من أجل الحفاظ على وحدة وتماسك مجلس التعاون.

كيف ترى الدور الذي تلعبه الكويت على صعيد العمل الإنساني؟

٭ في الحقيقة أن الكويت وأميرها محل احترام وتقدير وإشادة المجتمع الدولي نظرا لجهودها الحثيثة ومبادراتها السخية في مجال العمل الإنساني، حيث تساهم في إغاثة ومساعدة كل المتضررين من الكوارث الطبيعية والبشرية ونجدة كل المشردين من جراء النزاعات المسلحة والحروب دون تمييز، ولعل تسمية الأمم المتحدة لصاحب السمو الأمير قائدا للعمل الإنساني والكويت مركزا للعمل الإنساني أبلغ دليل على ذلك، وكوبا تقدر دور الكويت على صعيد العمل الإنساني وتثمنه عاليا.

كيف تقيم تجربة الكويت على صعيد مجلس الأمن؟

٭ الكويت بما لديها من إمكانات بارزة وقدرات مميزة استطاعت أن تلعب دورا بارزا وفعالا في مجلس الأمن من خلال عضويتها غير الدائمة فيه، حيث أضحت صوتا للمستضعفين والمهمشين من خلال دفاعها عن القضايا العادلة في مختلف أنحاء العالم. ولقد صوتنا لصالح الكويت للحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن ونعمل معها بشكل وثيق على صعيد مجلس الأمن لمساندة القضايا العادلة ومساعدة الشعوب على تقرير مصيرها.

كوبا حكومة وشعبا تشكر وتقدر تصويت الكويت كل عام ضد الحصار المفروض على كوبا في الأمم المتحدة، والعام الماضي على سبيل المثال صوتت 189 دولة لرفع الحصار عن كوبا ولم يصوت ضده سوى الولايات المتحدة وإسرائيل.

التبادل التجاري

ماذا عن حجم التبادل التجاري بين البلدين؟

٭ حجم التبادل التجاري بين البلدين لا يرقى إلى مستوى الطموح ولا يتناسب مع الامكانات المتاحة في البلدين الصديقين، وتسعى السفارة بجهود حثيثة إلى زيادة معدلاته وفتح نوافذ جديدة للتعاون بين البلدين بما يعود بالنفع عليهما.

ولقد وجهنا دعوة لعدد من رجال الاعمال الكويتيين لحضور المعرض التجاري الدولي في هافانا والذي يقام سنويا في العاصمة الكوبية بحضور آلاف الشركات العالمية وأهمية هذا المعرض تكمن في أنه الإطار العام الذي يتم من خلاله توقيع الاتفاقيات التجارية بين كوبا ومختلف الشركات العالمية.

ماذا عن حجم الاستثمارات الكويتية في كوبا؟

٭ إلى الآن لا توجد استثمارات كويتية في كوبا ونسعى جاهدين لتعريف مجتمع المال والأعمال في الكويت بالفرص الاستثمارية المتاحة في كوبا، حيث ان كوبا الآن أضحت أكثر انفتاحا على الاستثمارات الأجنبية من أي وقت مضى ولدينا استثمارات عديدة من كندا والصين وعدد من دول الاتحاد الأوربي مثل فرنسا وغيرها من الدول.

نرحب بالاستثمارات الكويتية في كوبا، خصوصا أن لدينا بنية تحتية مميزة والحكومة الكوبية تحمي الاستثمارات الاجنبية في ظل إطار قانوني مميز، فضلا عن أنها وتوفر التسهيلات الملائمة لتخلق بيئة جاذبة للاستثمارات في بلادنا.

وتزخر كوبا بالعديد من القطاعات الواعدة للاستثمار مثل قطاع الاتصالات، والبنية التحتية والموانئ والكهرباء والماء والصناعات الدوائية، وما أود أن أؤكد عليه للمستثمر الكويتي أن كوبا مكان آمن وتمتلك العديد من الفرص الواعدة للاستثمارات.

كيف ترى المشهد في منطقة الشرق الأوسط؟

٭ المشهد في منطقة الشرق الأوسط معقد وملتبس ويحتوي على عدد من المناطق الملتهبة التي تجعل منه أكثر تعقيدا، كوبا تتابع الوضع في المنطقة عن كثب ونساند كل الجهود الرامية إلى الحلول السلمية والبعيدة عن الحلول العسكرية من منطلق إيمان مطلق بقدرة الحوار على حل مثل هذه الأزمات، ونؤكد مرارا وتكرارا أن التدخلات الخارجية تزيد من أوجاع الأزمات وندعم الحلول الداخلية وحق الشعوب في تقرير مصيرها.

القيادة الحكيمة في بلد الإنسانية

أعرب السفير الكوبي لدى البلاد فرناندو مازا عن سعادته بتمثيل بلاده في الكويت التي وصفها ببلد الإنسانية والتي تمتلك قيادة حكيمة ومؤثرة في أمن واستقرار المنطقة، واصفا لقاءه بصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بالتاريخي والذي لن يمحى من ذاكرة حياته المهنية.

24 ساعة لإصدار التأشيرة

كشف السفير الكوبي عن أن إجراءات الحصول على التأشيرة للمواطن الكويتي لا تتجاوز الـ24 ساعة، حيث ان السفارة حريصة على زيادة أعداد الكويتيين الذين يزورون كوبا سنويا، موضحا أن القسم القنصلي بالسفارة يصدر 6000 تأشيرة سنويا.

الحصار على كوبا

شدد السفير الكوبي على أن الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي الذي تفرضه الولايات المتحدة ضد كوبا منذ عام 1962، يعتبر أحد أبرز انتهاكات حقوق الإنسان وأحد أبرز معوقات التنمية في البلاد ويقف حجر عثرة في سبيل نهضتها. وفي نوفمبر المقبل سنقدم مشروع قانون لرفع هذا الحصار الجائر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

خط مباشر «الكويت – هافانا»

أشار السفير الكوبي عن اهتمام الخطوط الجوية الكويتية بافتتاح خط طيران مباشر بين الكويت وهافانا، إلا أن الموضوع مازال قيد الدراسة، مشددا على ترحيب بلاده بهذه الخطوة حيث ستدعم وتطور العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات.

أكثر من 5 ملايين سائح

وخلال اللقاء لفت السفير فرناندو مازا إلى الامكانات السياحية الهائلة والمناظر الخلابة التي تتحلى بها بلاده والتي تؤهلها لتكون وجهة سياحية مميزة للكويتيين والخليجيين، موضحا أن أكثر من 5 ملايين سائح من مختلف أنحاء العالم يزورون كوبا سنويا.

وأشار إلى أن مدينة هافانا لها أهمية ثقافية كبيرة حيث تعتبر تجسيدا حقيقيا لثقافة بلاده وتوضح طبيعة الحياة

الحمد لله وأهلاً وسهلاً

أوضح السفير الكوبي أنه يعرف القليل من الكلمات العربية التي تعلمها أثناء فترة عمله في سورية كسفير لبلاده لمدة ثماني سنوات ولعل أبرزها «الحمد لله وأهلا وسهلا».

لكم في الكويت أصدقاء

أشار السفير الكوبي إلى أن رسالته للشعب الكوبي هي أن لهم أصدقاء في الكويت يحبونكم كما تحبونهم ولذلك عليهم مشاركة كل إنجاز كوبي معهم.

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى