أخبار عربية

وائل السعود: هل انتحر الطفل السوري اللاجىء في تركيا بسبب العنصرية؟


وائل السعود

مصدر الصورة
Twitter

وسط حالة من الذهول، استيقظ سكان ولاية كوغالي التركية على خبر طفل وجد مشنوقا ومعلقا على باب مقبرة.

مشهد اهتزت له مواقع التواصل الاجتماعي، فضجت بحادث “انتحار” الطفل السوري وائل السعود، البالغ من العمر تسعة أعوام، عقب عودته من المدرسة الخميس الماضي.

وقد رصدت كاميرات المراقبة الطفل وهو يسير نحو المقبرة ويلف حزاما حول رقبته.

“ابني حساس جدا”

أكدت صحف عربية تركية أن الطفل انتحر إثر تعرضه لـ “الإقصاء والعنصرية” من قبل زملائه في المدرسة.

كما أفادت صحيفة “يني شفق” بأن الطفل السوري تعرض للتأنيب الشديد من أحد أستاذته قبيل وفاته بأيام.

من جهة أخرى، أصدرت وزارة التعليم التركية بيانا قالت فيه إن تحقيقاتها الأولية لم تثبت تعرض الطفل للتمييز من قبل زملائه أو أساتذته.

ويشرح والد الطفل وائل في حديث مع بي بي سي تفاصيل ما حدث مع ابنه، قائلا: “حدث خلاف بين التلاميذ في المدرسة وتدخل الأستاذ لحله بحسب ما أعملني به أصدقاؤه”.

وأضاف الأب المكلوم: “وائل ابني حساس جدا وعندما عاد إلى المنزل كان حزينا للغاية. وقال إن لديه إحساس بالظلم وبأن المدرس لم ينصفه. وأخبر والدته بأنه سيقصد المسجد لصلاة العصر ولم يعد بعدها”.

ودفعت الحادثة بهاشتاغ “Suriyeli #“، وتعني “سوري”، إلى تصدر واجهة الوسوم الأكثر تداولا على موقع تويتر في تركيا.

ويرى مغردون أن موت وائل جاء نتيجة لـ “خطاب الكراهية الذي نشرته أحزاب تركية استخدمت ملف اللاجئين كورقة لتحقيق جملة من المكاسب السياسية”.

كما اشترك نشطاء عرب وأتراك في إطلاق حملة إلكترونية تحت شعار “Beninsanim#” (أنا إنسان).

وعبر المغردون الأتراك عن غضبهم من “تزايد العنصرية تجاه اللاجئين السوريين في الفترة الأخيرة”.

ويدعم هؤلاء المغردون كلامهم بمقاطع مصورة قالوا إنها توثق تعرض لاجئين لاعتداءات عنصرية.

لذا يطالبون بسن قوانين جديدة تجرم التمييز وتغلظ العقوبات على مرتكبيها.

في المقابل، تقول الشرطة التركية إن هذه الحوادث فردية ولا تعكس الوضع العام للاجئين في البلاد.

ويعيش في تركيا حوالي 3.6 مليون لاجئ سوري.

وقبل أشهر، أعلنت السلطات في مدينة اسطنبول ترحيل اللاجئين الذين ليس لهم ترخيص بالإقامة في المدينة.

وكانت سلطات المدينة قد أبلغت اللاجئين غير المسجلين لديها بضرورة عودتهم إلى الولايات التي سجلوا فيها قبل نهاية 20 أغسطس/ آب، في محاولة لتخفيف الضغوط التي تعاني منها أكبر المدن التركية.

وتشير دراسة نشرتها جامعة “قادر هاس” إلى أن نسبة الأتراك غير الراضين عن وجود السوريين في بلادهم ارتفعت من 54% في عام 2017 إلى 67% في عام 2019.

ويعتبر بعض الأتراك أن اللاجئين والوافدين من أبرز العوامل التي أدت إلى خسارة حزب العدالة والتنمية، الذي يتزعمه رجب طيب أردوغان، في الانتخابات المحلية في إسطنبول هذا العام.

وبعد دقائق من إعلان المعارضة التركية فوزها بمنصب رئيس بلدية إسطنبول، انتشر وسم “#SuriyelilerDefoluyor” (ليغرب السوريون عنا)، على موقع تويتر.

وحث المتفاعلون مع الوسم وقتها المرشح الفائز برئاسة بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، على الإسراع بترحيل السوريين من المدينة.

ورد عليهم آخرون بوسم kardeşimedokunma # أو (لا تتعرض لأخي).

هل يكتئب الطفل؟

على صعيد آخر، شكك مغردون في رواية انتحار الطفل السوري، مرجحين إمكانية أن يكون ضحية جريمة قتل.

فعلق أحدهم قائلا: “انتحار طفل شنقا! بهذا الجسم الضيئل! أمر لا يصدق تحروا جيدا؟ هكذا رفض كثيرون تصديق أن هناك ما يُسمى انتحار أو اكتئاب للأطفال في هذه السن الصغيرة”.

ورغم وجود عدد كبير من الحوادث المشابهة لذلك في عدد من الدول العربية، يرفض كثيرون تصديق حوادث انتحار الأطفال.

ويقول أستاذ علم النفس العصبي، محمد الشقرات إن “انتحار الأطفال دون السن العاشرة نادر ولكنه ممكن إذا تعرض الطفل إلى اضطرابات مثل اضطراب ما بعد الصدمة نتيجة الحروب أو النزاعات المسلحة”.

ويردف: “هذه الاضطرابات بالإضافة إلى تعرض الطفل للتنمر أو اطلاعه على طرق الانتحار يدفعه على إنهاء حياته”.

ويشير إلى أن الذكور أكثر تعرضا للاكتئاب من البنات في سن ما دون العاشرة. ومن أعراض الاكتئاب عند الأطفال بطء الحركة وقلة النشاط أو تراجع الأداء الدراسي، وقلة الشهية وميله إلى العزلة.

ويختم “يتأثر الطفل بالظروف التي يعيشها وهو لا يملك وسيلة للدفاع عن نفسه، ولا الخبرة الكافية التي تؤهله للخروج من المشكل، الأمر الذي يدفعه في بعض الحالات النادرة إلى الانتحار”.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى